تَحتَ الثُلَوج

اشعُرُ بِالبرد!

(العملية فشلت وفقدنا الأثنين)
.
.

هل يمزح هذا الطبيب الخَرِف؟
انهُ يَمزحُ بالتأكيد!
تضحية دازاي لم تذهب ادراج الرياح.
.
انه يمزح
.
انه يكذب
.
يكذب!
.
كلهم كاذبون، جميعهم!
.
بدأت افقد تركيزي، وقد تشوشت رؤيتي.
شعرت بأطرافي تتشنج ورأيت اني لكمت احد الأطباء وركلت الآخر.
.
احدهم سمرته في الجدار وواحد افقدته وعيه.
.
كنت اشعر اني غائب عن الوعي بينما افعل ذلك.

لا ادري ما هو ذلك الشعور المخيف.
كنت اصرخ بملء صوتي، وقد جاء نحونا بعض الأطباء الآخرين لإيقافي، لكني حملت الدولاب الذي بالغرفة ورميتهم به!
.
جدياً من اين لي بكل تلك القوه؟
شعرت اني حيوان بري!
.
لقد اتى آخرين من خلفي خلسه وامسكوني ولوو دراعي وسمروني في الأرض كمجرم فر من السجن!
.
وقد  قام احدهم بحقني بشيء حارق في عنقي.
فلم اشعر بشيء بعدها.
.
سوء اني استيقظت بنفس الغرفة، توافدت الي كل تلك الأحداث، صدقاً  توقعت ان يأخذونني لمصحه نفسيه بعد ما فعلت!
.
تنهدت بتعب وجلست بصعوبة فقد كانت اطرافي لا زال يسري فيها آثار التخدير.
.
رغم ذلك نهضت حاملاً كاهلي الثقيل المتعب ومشيت بهدوء.
اعتذرت من الأطباء وغادرت المكان.
.
الجو كان بارد وقتها، بارد جداً، مشيت في الشوارع ببطء بينما اتمايل مع الرياح كشخص ثمل.
.
وصلت النُزل بعد وقت قصير، هناك انكبيت على وجهي دون حراك لوقت طويل.

فكرت وقتها بأن اتصل على امي وأختي لأطمئن عليهما  فوضعت يدي بجيبي لأتناول هاتفي، فألتقطت مع الهاتف ورقه صغيره.
.
تناولتها بتعب وفتحتها.
فأهتزت حدقتي وأنا اقرأ
.
.
.

' اعتذر كثيراً تشويا، ان اقحمك هكذا في حياتي ثم اغادر سريعاً كمن لم يكن، ارجوا ان تسامحني فقد اتعبتك ويبدوا اني سأتعبك أيضاً بعد رحيلي، اريدك ان تنفد لي طلباً، وهو ان حصل ونجحت العملية وأصبح اوداساكو بخير، اريدك ان تخبره انني سافرت لأستراليا، ستجد في حقيبتي التي في غرفتي صوراً كثيره صممتها لي لتكون كأني هناك، وبعد ذلك بوقت قصير اخبره اني تعرضت لحادث سير ومتت، قد يحزن كثيراً، لكنه سيدعوا لي؛ وأيضاً، ان حصل ولم ينجوا اوداساكو، ستجد بأخر الرسالة رقم، اتصل به واخبره بما جرى، انه ابي الذي تباني قبل فتره، هو سيتكفل بكل شيء ولن يجعل اعمالنا تذهب ادراج الرياح، اعتمد عليك تشويا، وانا اعتذر، سأشتاق اليك كثيراً.
دازاي اوسامو'
.
.

كان يعلم ان احتمالية عدم نجاة اودا كبيره، رغم ذلك فقد ضحى بحياته من اجله.
اي شخص انت دازاي؟
انتحاري؟
صديق مخلص جداً؟
.
.

تكاد تفقدني عقلي حتى بعد رحيلك ايها الطويل الأحمق!

لملمت شتات نفسي وأتصلت على ذلك الرقم، ثوان قليلة حتى اتاني صوت مهيب يقول:
" موري اوغاي يتحدث"