المشـاعر .شيء مذهل ، مخيف ، و عميـق
و طريقة عملها مخيفة أكثر ، كيف لكَ ان تصيب احدهم بالعين و الحسد بسبب مشاعرك فحسب ! كيف لشخص ان يفقد شعره او صحته او حتى حياته بسبب أن احدهم نظر له و قال " واو "
كيف يمكن للحظه غضب ان تُنهي حياة .
او للحظه حزن ان تدمي القلب مسببه بذلك لمرض لا رجعه به للحزين .
او كيف ان الغيرة قد تنهي علاقة زينها الحب لاعوام !
كيف لام لا يبلغ طولها متر و نصف ان تفقد يدها و ذراعها في قتال و لا تسقط و لا تياس و لا تستسلم لانها تحب ابنها و ترغب في حمايته !
و كيف للخوف أن يبعث في قدمك قوة لا مثيل لها تدفعك للركض بسرعه قد تفوق سرعه الفهد و لمسافه تفوق ما بين المشرق و المغرب !
المشاعـر مُخيفة .. فأراد جيـك دراستها .
ليسَ كما تُدرس العلوم في الكتب و ما الى ذلك ، بل اراد اختبارهـا ، اتقانها و ادراك طريقه عملها و انتقالها .
هل ان كنت في غرفه مليئه بالسعاده ستسعد حتى اذا لم يُبدوا سعادتهم ؟ و هل العكس صحيح ؟ لماذا ؟ هل المشاعر موجات ؟ جسيمات ؟ تفاعلات ينتج عنها مواد تنبثق مُعديه بذلك من حولها ؟ من اين تنتج المشاعر اصلا ؟ من العقل ام من القلب ؟!
.....
بدأ يمشي نحو ذلك الجبل صاعدًا اعلاه حتى دخل الى الكوخ الذي بناه بيده ، الفتى ذكي ماله ( كان ) كثيرا ، اذ انه صرف ماله على اجهزه لا حصر لها و لا عدة ليفهم اللغز الذي يحيره ( المشاعر )
لم يدرسها كتخصص بالجامعه لان لا تخصص لها ، علم النفس ؟ قريب لكن لا شان كبير له بالمشاعر .
لم يكن يدرك لما يشعر ان التجريب على البشر خاطئ ، لكنه لم يقم بتجاربه قط على حيوان او بشر ...
كان يجري تجاربه على ذاتـه .
و في يوم اشتدت فيه الامطار ، ألقى ذاته على فراشه في تعب ، فكلما ظن انه اقترب من فهم المشاعر ابتعد عنها أكثر فأكثر ، أخذ يزيح شعره الأسود عن عيناه الرماديه التي يشابه لونها لون هالاته .
بارهاق اخذ يغرسُ نفسه اكثر فاكثر في فراشه " ربما علي البدء بدراسة النوم بدلا من المشاعر " قال ممازحًـا ذاته .
فتحَ هاتفه اخيرا بعد ان تجاهل الرسائل و الاتصالات لما لا يقل عن اسبوعين فهذه رسالة من ابواه و تلك من اصدقائه وما لفته كان من حبيبته " اكتفيت منك ! سأنفصل عنك "