💓.. حِيرة ..💓

29 3 3
                                    


ذاك الشتات الذي يراود عقلك و ذاك الموج المليئ بحيرتك..
لَعلّك الآن تفكرته!
في سياق أحداث الحياة لطالما أتوقف عند محطة معينة و أضيع في بحر من خيارات و قرارات لا أعرف إنقاذ نفسي منها ، فجأة أفقد هوايتي كسبّاحة و أغرق في ذلك البحر ،ربما قرار مصيري يضع بصمة في حياتي ، و ربما موقف بسيط لا أستطيع أن أكون فيه مُنصِفَه و عادله ، ربما موقف يتطلب إما أن أختار رغبتي و إما أن أجرح أحدهم ، و الكثير و الكثير من أمواج الحيرة تتخبط على وجهي و تزيد من إغراقي في بحرها .

لحظة !

لقد سحبتني الرمال لداخلها ، أغمضت عيناي خوفاً، هل دوامة الحيرة سَتُسْلِبُنِي حياتي ؟ ، لم أنتهي من السؤال حتى وجدت نفسي في عالم آخر ، عالم ذهبي في أرضه و أزرق في سمائه و بينهما خيط ماء عذب نهايته خيرات من ما تشتهي الأنفس،  و قصور تكاد تشق الشمس من عُلُوِّهَا ، كنت مبهورة بما تراه عيناي ، كأنني في جنة، كلون وجنتاي كنت أرتدي فستانا زهرياً، و وشاح يغطي شعري و ينسدل على كتفاي بلون البندق ، محاطة بمخلوقات متوهجه شديدة الجمال ،كل منهم يحمل صندوق مرصع ، بدؤوا بالتقدم واحدة تلو الأخرى نحوي ، الأولى ألبستني فستاناً أبيضاً مستور يغطي قدماي ، و الثانية أعطتني وشاحاً بلونِ الثلج، و أخرى قدمت لي مصلية ناعمة و مصحف ، و الأخيرة قدمت لي ورقة و قالت " مَا لكِ يا عبدة ربك في حِيرة ؟ أ لم تسمعني بصلاة من النوافل تُدعى 《الاستخارة 》"

أجبتها مستغربة : إستخارة!

ضحكت بهدوء و زاد توهج نور وجهها ثم أردفت قائلة : نعم يا مهجة الروح إنها سنة عن رسولنا الكريم (صَلُّوا عليه) عندما تحتارين في أمر ما ، ما عليك إلا أن تستقبلي القبلة و تصلي ركعتين ثم بعد السلام تقولي هذا الدعاء الذي في الورقة و أتركيها للخالق عزيزتي سيدبر لكِ الخير و يصرف عنك الشر و الأهم أنك ستكوني راضية جداً ..

أجبتها بهمس و عيناي تدمع : أشكرك ..

إبتسمت و دعتني أن ألحق بها ، إذ بي في حديقةٍ هادئة مليئة بالزهور ، أخذت مني المُصَلّية و طرحتها في إتجاه القبلة و قالت : هيا إفعلي ما أخبرتك به .

ضحكت و سرعان ما وجدت نفسي أقف فوق المصلية و أطبق ما أخبرتني به .
فتحت عيناي و إلتفتُّ من حولي فوجدت نفسي خارج ذلك البحر توجهت للمحطة لأكمل مشوار حياتي و أنا سعيدة ، عند وصولي رأيت عجوزاً متكئاً على عصاته ناداني و قال : أريد وداعك يا عبدة ربك .

إبتسمت بإستغراب و أجبت: أ تعرفني؟

أجاب : إنني حيرتك جئت أودعك لأنك سلمت زمام أمورك لربك بصلاتك تلك ، لا مكان لي في حياتك من اليوم .

كبرت إبتسامتي و قلت و أنا أركب المحطة : وداعاً حيرتي ، وداعاً بلا لقاء .

___________________________

💓 كلماتي : القلم النَّفِيس 💓

__________________________

_ لعلني عُدت ، إشتقت إليكم ..
_أ هل أنتم بخير ؟
(أظن أنكم رحلتم لكثرة غيابي )

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سرمد الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن