𝐆𝐡𝐨𝐬𝐭𝐥𝐲 𝐊𝐢𝐬𝐬 || 𝐘𝐌

- 𝟏 - أضغاثُ أحلامه.

"قيلَ أن الحياة رحلة وأن الحُب هو بُوصلة الإرشاد فيها"
- هاروكي موراكامي

~~~~

أشعرتَ يوماً أن أحلامكَ الغريبَة تلكَ التي تستيقظُ في منتصفها راغباً في إكمال أحداثها، وكأنك فُصلت في منتصف الحدث فاجأة فتصحو على واقعك المُعتاد ورتابته المُملَِّة
هي أحلام واقعية للغاية؟

إن تأذيتَ فيها باغتكَ الشعورُ بالألم وإن ركضتَ تستيقظُ لاهِثاً، تحاول عبثاً تحدي مُجريات السيناريو المكتوب بواسطة عقلك في الحُلم ولكنك لا تفلح

أن تعي أنك تحلم إلا أنه رغم غرابته يشبهُ الواقعَ كثيراً كأنهُ واقع بديل.

هذا ما كان يشعرُ به مين يونغي؛ العازفُ الشاب والمُنتج المُبتديء تراودهُ أحلام عن عصور قديمة كان فيها رفقَة شاب أشقَر الشعر بهيُ الملمح، كلما ضَحِكَ في أحلامه شعرَ وكأن دفء الشمس يغمره

ولكنه هو وذلك الشاب لا يجمعمها سوء البؤس من القَدر فتكتبُ لهما الصفحات السوداء منهُ دوماً، ليجد نفسهُ يُراقِصه ذات مرة ومرة أخرى يهرعُ راجياً إنقاذه فيصحو من حُلمه مع شعور بالضياع الكامل

وكأنهُ لا ينتمي لحياته المُعتادَّة باحثاً عن شخص لا يعرفُ إسماً له ضائعاً في صحراء زرقاء تشبهُ في كُثبان رمالها أمواجَ المُحيط

إلا أن يونغي لم يكن ممن يعيرون هذه الأحلام إنتباههم سوى لأول خمسة دقائقَ بعد استيقاظه، ربما يكتبُ أبيات شعر عن شعوره بالشوق لشخص مجهول وأحيانا يؤلف مقطوعة موسيقية تترددُ في رأسه

ولكن لم يأخذ أضغاثُ أحلامه على محمل الجِد، فهو رغم ظروف حياته السيئة لم يُجَن بعد لسوءِ حظه

كانت الكآبة تُغلف جدران حاضره الذي يُشعِرهُ بأنهُ عالقّ فيه، بدت فكرة القفز للمستقبل أو السفر للماضي مثيرة للإهتمام بالنسبة له فقط أي شيء بعيد عن الحَاضر

تبعاً لذلك
أصبحَ مُهتما بأفلام الخيالِ العلمي
ومن المفارقة أنه في أحد دورِ السينيما الرخيصَة وهو يشاهد ذلك الفيلم المشهور للمهندس الذي يقفز لثقب أسود تاركاً طفلتهُ خلفه كان هناك من يبكي أثناءَ الفيلم عندَ لقائهما بعد سنين طويلَة

الفتى الجالس على بُعدِ مِقَعد فارغ منه يبكي مُتأثراً بالأحداث ولم يجرؤ يونغي على تخطي ذلك المقعد أبداً ثمَ بيدَ أنه مستقبلاً ظلَّ مُحافظاً على ذات المسافة رغم تقدمهما في العلاقة

كان الفتى ذو الشعر الأشقر المصبوغ -والذي يُدعَى جيمين بالمُناسبة- بهي الملمح مرحَ الطبع، ولكنه كان ذكياً سريعَ البديهة في وجدانه مشاعر تكفي لروي الصحراء الزرقاءَ القاحلة في روح يونغي رغم طباع جيمين الساخِرَة ولسانهُ اللاذِع