02: صراع الأشقاء

29 4 4
                                    


المغرب والجزائر.....إخوة أم خصوم؟!

لأزيد من 05 عقود والشقيقان يعيشان في توترات وقطيعة قد دامت طويلا..

لقد شُحن الشعبين بالعداء رغم العروبية والدم المشترك...فملامح الأخوة واضحة سواء دينيا ..جغرافيا..تارخيا أو حتى بالأنساب...اللغة والمصير...

ولكن الحب منعدم ...
فما سبب كل هذا..ولماذا تكره الجزائر المغرب أوالعكس؟!

هل هي أمور سياسية كما يدعون؟؟ ...
أم أن وراء الحكاية سر أعمق؟!

تبدء جذور الحكاية منذ سنوات...

تحديدا سنة1847

حيث التجىء الأمير عبد القادر الجزائري -الغني عن التعريف - للفرار من ضغط وضربات الجيش الفرنسي
لاجئا ومستنجدا بالسلطان المغربي عبد الرحمان ابن هاشم ...
فبقى تحت وصيته وحمايته طالبا منه العدد والعدة..

إلا أن السلطان فعل مالم يكن بالحسبان...

حيث قام بتوجيه سيفه المسموم للامير

بعد أن عقد اتفاقا مع الجيش الفرنسي ينص على تسليم الأمير عبد القادر كلقمة سائغة للمستعمر رغم كون الجزائري كان حافظا للود مع المغرب ..

ولكن الغادر يبقى غدارا ولو افحمته وفاءً وأمانة...

أصبح للسلطان المغربي يد ملطخة بدم أخيه المغدور والذي استطاع الفرار من أيدي الإحتلال بعد استسلامه..مهاجرا الى الإسكندرية بطعنة خنجر في ظهره من شقيق استجار به فسلمه لعدوه ..

وهذا وأن الأمير في بادىء الأمر رفض أن يلقب بأنير المؤمنين احتراما للسلطان المغربي الذي كان يفضل أن يكون هذا اللقب له لا غير
ولكنه لم يجازى إلا بالخيانة!!

ولم تكتفي المغرب بهذا الحد...

فها هي تعيد لعبتها مرة اخرى

تحديدا في صيف جويلة 1962 :

وبعد أن اطفأت الجزائر فوهات بنادق الإحتلال الفرنسي ..
وبعد أن ظلت تصارع حتفها بعد أن قدمتها شقيقتها على طبق من ذهب للوحش الفرنسي ..
نعم ،
فالتاريخ يشهد أن المغرب ..تونس والجزائر قد استعمروا في نفس العام ..
ولكن نالت كل من تونس والمغرب استقلالهما سنة 1956..
وظلت الجزائر تعاني ويلات الإحتلال
الإحتلال الذي خانتاها معه بكل دم بارد ولم تخجلا..أخذتا حريتهما واستقلالهما وتركتا أختاهما تعاني بالجوار..
أي حرية هذه التي حظيتم بها ؟
بئس الحرية هي وشقيقك يصارع أمامك وأنت من رماه بيده في هكذا موقف!!

بعتما شقيقتكما لفرنسا...التي استطاعت اغراءكما بالإستقلال؟!..

هههه ياللسخرية ...

وتقولون أن الجزائر هي من تظلم المغرب بقطع علاقاتها معها ..

لكن الطامة الكبرى تكمن بعد استقلال الجزائر ..
والتي لم تكد تستنشق رائحة النصر حتى وجدت صواريخ من كل صوب.. تحديدا من جهة الغرب..
من جهة المغرب...

الولايات المتحدة العربيةWhere stories live. Discover now