مقدمة الكاتب

41 4 3
                                    

أول كلماتنا بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد

كان من حقك أيها القارئ الكريم و من واجبي أنا كمؤلف أن أنبهك بأن كل كلمة أكتبها و كل حرف أخطه في هذه الرواية ما هو إلا نتاج أفكار جامحة تخللت عقلي في أوقات فراغي -و ما أكثرها-  فكانت الخيط و كنت أنا المخيط.. تنويهي هذا ليس سوى حجة ضعيفة، و عساها تكون كافية، أحتج بها لتفادي أي لبس بين الواقع و الخيال.

سأقوم بالتعريف عن نفسي أولا، أنا مجرد كاتب هاو -و ما أكثر أمثالي- أراد مشاركة عمل اعتقد أنه يستحق احتلال مكانة مرموقة بين عدة أعمال ضخمة، و يا له من إعتقاد أو لنقل حلم، لكنني سأتقدم ببسالة و أصرح أن اعتقادي هذا لم يأت من عدم، بل هو إيمان راسخ بالمنزلة الرفيعة لهذه الرواية، في قلبي و أيضا بين جدران قاعة الشهرة العالمية، حتى و إن لم تتلق شهرتها الكافية.

أسطر هذه الرواية -رواية القارات المخفية- تحكي رحلتنا، أنا و أنت، داخل عالم غريب، مليئ بالمغامرة و الأحداث، و الإثارة و الخيال، مع كثير من الدروس المختلفة عن تاريخ و جغرافيا و حتى علوم هذه الأرض المميزة، ممزوجة برشة -كبيرة- من الغموض، لكننا لسنا أبطال الرواية، بل أبطالها هم شخصيات خيالية، لكنها حتى و إن كانت من نسج الأفكار فهي واقعية لآخر ذرة.

مع ذلك، دائما ما وجد هذا الحاجز الخفي بين الكاتب و القارئ، حاجز يمنع تشكل تلك الرابطة الوثيقة التي لا تفصل بينهما سوى بأحداث لم تكتب بعد، و لعله خير للكاتب فلا يتحمس و يسكب كوب حبره بالكامل في ورقة واحدة، و للقارئ فلا يغرق في تفاصيل لم يؤذن لحواسه باستيعابها بعد، و قد يكون نقمة للإثنين أيضا، فلا يعرف الكاتب أكان خيرا ما كتب أم عليه الإجتهاد أكثر، و لا القارئ يجد فما يعرب به ما كان خاطرا في قلبه. هذا الحاجز ثابت و صلب، لا يتزحزح في عالم الكتب الورقية، لكن للواتباد رأي آخر.

كما ترى أيها القارئ فهذه الرابطة، حتى و إن كانت مزيجا حلوا بين الحقيقة و الوهم، فهي مهمة لكلينا، و ما دمنا في هذه الرحلة معا فنحن بحاجة لبعضنا البعض، و لا يتخلى أحد عن الآخر منتصف الطريق حتى نصل نهايته، و إن كانت نهايته بعيدة المنال.

لذلك قبل بدايتك في قراءة هذه الرواية -التي آمل أنها لن تخيب ظنك، و متأكد من ذلك- فتذكر أنني أحتاج إلى من يناقشني في أفكاري، من يسأل و يجيب، من يحلل و يستنتج، هناك الكثير للحديث عنه أعدك، و هناك ما يجب أن يُتقبل و هناك ما يجب أن يُرفض، لذلك لا تبخل علي بأخذ المخيط و خياطة أفكارك الخاصة، عساها تكون لي سندا و مؤيدا، أو رفيقا و مُعلما، فأنا كما ذكرت سابقا مجرد هاو، قد لا يكون سردي الأفضل و لا خطي الأنسب لك، لكنني أعدك بتقديم عالم لم تر له مثيلا من قبل و أكاد أجزم.

أنهي كلماتي بشكر خاص لجميع الداعمين الذين لم يبخلوا علي بكلمة طيبة و تصويت محترم منذ بداية هذه الرواية، لكم جميعا مكانة خاصة في قلبي، أتمنى أن تجمعنا الأيام دائما في خير و أن نوقى من كل شر.

أحبكم جميعا..

**********                               **********

هذه هي بداية المجلد 0 من رواية القارات المخفية بعنوان : اليوم الأول
المجلد 0 ليس سوى تمهيد بسيط مكون من 16 فصل، و كما يصرح العنوان تماما فهي أحداث تأطر اليوم الأول في الرحلة.. يوم كبير مليئ بما تجلى و ما خفي أعظم.

بعد المجلد 0 مباشرة تجدون مقدمة الرواية الحقيقية، سنكتشف من خلالها العديد من الجوانب الخفية للقصة و ملخصا خفيفا للمجلد 0 بالإضافة إلى تذكير للشخصيات، معلومات للعامة و أيضا خريطة العالم.

أتمنى لكم قراءة ممتعة..

القارات المخفية | Occult LandsWhere stories live. Discover now