ولفت ندى على عهد تمسك كفوفها وتناظر عيونها : أحلا من بيلبس الدبله اليوم ، ياحظه فاز باقلب الجمره
هزت راسها عهد تسكت وناظرت ندى فستان عهد: ياشيخه نسجّل الاسود با اسمك !
ابتسمت عهد تميل راسها وحضنتها ندى تقبل خدها وابتعدت عنها ندى تلمح عهد لمعه عيونها وابتسمت عهد : ياويلك
مسحت ندى دمعتها : مقدر ياخي
سحبت عهد عبايتها تغطي كتوفها وراسها بالطرحه ومشوا الثنتين يطلعون من بيت رماح يتجهون لبيت فواز ورفعت راسها عهد تشوف العقود و السيارات المتراكمه ومشوا هم من خلف البيوت حتى وصلوا بيت فواز ومشت ندى تفتح الباب يدخلون وصرخت دلع ورجفت عهد من صرختها : وجع دلع وجع !
ضحكت دلع تغطي فمها : الأسووود !
ابتسمت عهد بهدوء تحضنها دلع ومشوا للغرفه يجلسون ..
« عند الرجال »
رفع فلاح يده يشوف ساعه معصمه وزفر يناظر نايف : وينه هزاع تأخر ؟
رفع كتوفه نايف : مدري شفيه
ناظر سياف المكان يلي يضج بالرجال ولف على خَلف : شفيه الرجال ماجاء ؟
سكت خلف مايرد يناظر جموع الرجال وهو يتوسطهم مع جده وابوه بسبب منصبه المعروف بين الرجال ، طلع اخو هزاع يكلم ورجع يسوّد وجهه يناظر ابوه ويهمس له وبدات توتر الحركه بينهم تحت أنظار رماح اللي لاحظ توترهم وتنحنح ابو هزاع ووقف ووقف معه رماح وتقدم يهمس في أذنه : امسحها بوجهي يبو فلاح هزاع ولدي راح ولعد يبي الملكه تتم
عقد حجاجه رماح ينطق : حشّم عمرك والملكه ماهي لعبه ينحاش منها متى مابغى
نزل راسه ابوهزاع من احراجه الشديد وهز راسه رماح يستغفر ربه وناظر فواز اللي يبتسم من فرح مايدري عن شي وهز راسه رماح وابتعد ابو هزاع يطلع من المجلس هو وعياله وكل من يقرب له تحت انظار المعازيم وعقد حجاجه فواز ينطق : وش فيه ابو هزاع راح !
تقدم له دخيل يهمس بالموضوع وكشر فواز يسكت يناظر الرجال يلي حوله وماينكر انه يبتلش الحين ! كيف بيطرح الموضوع على عدد الرجال الهائل ..
جلست تسكت بين النساء ماتنكر ان نظراتهم توجعها ويذكرونها باليله حلّ عليها اعوام مانستها ، دخلت هند للمجلس تناظر عهد وبادلتها عهد النظرات تشوف سكون ملامح هند وعقدت حواجبها مباشره تلمح في نظرات امها الضيق وتقدمت هند تجلس بجنب عهد وهمست لها : امي مدري شلون اقولك بس ما الله كتبناظرتها عهد ينعقد حجاجها باستفهام كبير يدور في وسيع تفكيرها ونطقت هند : هزاع ، يقول ابوك ماجاء ولا حضر ورفض الملكه
سكتت عهد ماتُبدي اي رد فعل ، هي ماتعرف متى تنغلق صفحه تعاسه حياتها وتنفتح صفحه الحظ السعيد والبال الوسيع و المسرّه الشرحه ، ناظرتها هند تنكر هدوئها وصمتها الطويل ، لفت احد النساء تنطق بصوت مسموع : بتخلصون علينا باهالملكه ؟
ناظرتها عهد تسكت ونطقت من احد النساء : الظاهر بيعملون مثل ماعملوا ورا هاك البيت
ناظرت نجد عهد بصمت وهند يلي فاح داخلها من حرّ القهر تخاف تقولهم ان فعلاً هزاع راح وتركهم وتسوء سمعة عهد فوق سوئها في مجالسهم ، وقفت عهد مباشره تلف على امها : ماتقولين العقد جاء اوقع عليه ؟
سكتت هند تناظرها ماتفهم منطوق عهد وسكتت عهد تناظرها ووقفت هند تمثلّ السرور : ايه ايه الشيخ جاء
سكتوا النساء حولهم تلجم همسهم المُقرف ومشت عهد تطلع تسبق هند وتمشي للغرفه ودخلت هند عليها وخلفها نجد ونطقت نجد : وش بنسوي الحين ؟
سكتت عهد تناظر الفراغ بتفكير ونطقت هند تكتف يدينها : مايستحي على وجهه ؟ يتركها ويرفض في يوم الملكه ؟ مايحشّم عمره !
سكتت عهد تناظر نظراتهم لها اللي كلها شفقه ونطقت بحدّه : لا تشفق عينكم ، انا عهد الرماح منسوجه من عزّة النفس ولا ينداس لي طرف
سكتوا يشوفون قوّتها المستحيله رغم ان الموضوع لحاله وذكره يهز أبدانهم ..
قاموا عمام هزاع يغادرون يخفون احراجهم وسواد وجيههم من غادر هزاع تاركهم ، سكت فواز ينحرج بالكثير ومن جموع الرجال اللي جاين يلبون نداء فواز ، لف الشيخ على فواز ينطق : بيتأخر المملك ؟
ناظره فواز يسكت ، يحلف ماعنده رد له ولا يدري وش يقول ويحس بنظرات الرجال له ، شد مسامع الشيخ اللي جلس بجنبه باعريض متونه وهيبته ينطق : نبدا ؟
ناظره فواز يعقد حواجبه ، لف يناظر راشد اللي على ملامحه الرضى وهز راسه راشد بمعنى خلّ الامور تتم ولفوا كل الرجال يناظرون خَلف اللي جلس بجنب الشيخ وسأله الشيخ : ماهو هزاع المملك ؟
خلف : انا المملك
الشيخ هز راسه بالنفي : لازم التحاليل الله يعافيك مايصير
خلف : قد سويتها ، ودك اوريك ؟
سكت الشيخ ينصدم ، ناظرهم رماح الي راجع من عند النساء بعد ماسمع شورها ونطق يهز راسه : نبدا
ناظره الشيخ وهز راسه يبدا يقرا العقد ويبدون كتب الكتاب .. دخل عليهم رماح في الغرفه ووقفت هند : عسى خير ؟
ناظر عهد اللي تناظره بالمثل يسكتون كلهم ونطق رماح : الرجال راح وانا ابوك ولعـ
نطقت عهد مباشره : حصل خير ، وش الجديد ؟
سكت رماح يشوف ثبات عهد ونطق : ولد عمك خلف يبي يملك بداله
أرتجف داخلها من سمعت طاريه وتحلف انه ورا كل هالمصايب وهو من افتعلها ، ناظرتها نجد لانها هي وندى من يعرف بمعاناة عهد طيلة هالسنين ، هزت راسها عهد : موافقه
رماح : لو ماتودين نـ
عهد : موافقه قلت
هز راسه رماح وطلع من عندها ولفت هند تناظر عهد ووضعها السيئ وناظرتها نجد تسكت ، فز سياف يلحق خلف في الممر يحاول يسبق خطاويه ولبّسه البشت بينما هو يمشي ، وقف خلف عند رماح وصافحه رماح : عوايدك يبوراشد ومبروك
هز راسه خلف : الله يبارك فيك
ابتعد رماح عن الباب يسمح لخلف بالدخول ودخل خلف ببطئ يستقبله البخور اللي كانت واقفه به فهده بملامح تفسّر الوضع والمُلكه اللي ماكانت على ماتود : مبروك يا امي
هز راسه يقبل راسها ولف على اللي كانت جالسه تتعدى حدود الخيال في مظهرها العنيف على قلبه ، مشى يجلس بجنبها، ماكنت تلد له النظر ابد ولا تُبدي اي ردة فعل على ملامحها الساكنه ، هادئه هي على غير العاده ، اما هو ؟ ماكان ابعد منها في الثبات المُستحيل ، كان الصمت سيد الموقف يحاوطونهم كل من فهده وهند ونجد وايضاً لميس اما الضيوف يلي ماكانو يدرون ابداً ان المملك كان خَلف الا الرجال ، تقدمت فهده بالدبلات اللي كان من المُفترض تكون لهزاع و عهد ونزلتها فهده وناظرها خلف : اتركونا لحالنا
هزت راسها فهده وطلعوا كلهم ورفع خلف جواله يدق على سياف : جبها
وقف خلف من اندق الباب وسحب الدبلتين من سياف تحت أنظار عهد المصدومه ، تتأكد انه هو سبب هروب هزاع والحين ببرود وجهه يجيب دبله خاصه فيهم ، عقدت حواجبها باخفة ومن جلس وشال كفها بين كفه وناظرها وهمست تناظر حَدق عينها ورمشه الناعس : بحرقك ، والله لأحرقك معي
لبسها يسكت وشالت هي الدبله تلبسه وناظر كفها : أحرقيني وخليني رماد ، مابعد الرماد الا ريحة العود
سكتت تناظر عيونه هي تشتعل من داخلها وكمل : بخليك تلبسين الابيض وتكرهين الاسود ، بوريّ الناس ان الجمر نهايته بياض
سحبت كفها منه بعنف تصد ماتبي تسمع اكثر ولفت على الباب من دخلت فهده : الف مبروك الف مبروك ..
« قبل الملكه بساعات .. »
كان يستعد هزّاع في فندقه ، يلبس ساعته ويضع قلمه في جيب صدره ، لف على جواله من دق وسحبه يرد : هلا مرحبا