4 II بدأ المطاردة

2.2K 222 85
                                    




كان قلبي يخفق بشدة لدرجة أنه كاد يخرج من صدري ويتدحرج أمام قدماي  .

فبمجرد أن انتهى تأثير الاندفاع والمتعة المؤقتة حتى شعرت بأنني أغرق داخل الجحيم ،ولفني الندم على الفور .ما الذي كنت أفكر فيه حقا حين تحديت الوحش .لقد وجهت خنجر دريستان نحو قلبي وساعدته على الضغط داخل أحشائي .

لم يكن علي سرقة حقيبته .إنه جرم مُرعب أسوأ بكثير من مناداتي باسمه .والأفظع من كل هذا هو سخريتي منه أمام الفحول .يا أفاريس الرحيم .

لقد أيقظت وحشه الداخلي بنفسي .

تبدد ندمي قليلا حين بدأ الجوع والعطش يقرصان باطن معدتي .لقد فعلت ما فعلته والندم لن يساعدني الآن .

علي أن أختفي وأصنع مسافة كافية بيني وبين دريستان .أعرف بأنه سيواصل البحث عني حتى في العتمة .وهذا سيقلص الفارق بيننا كثيرا.على القربان أن تواصل ركضها حتى في الليل إن كانت ذكية .وفي حالتي لم أكن واثقة من قدرتي على البقاء مستيقظة لليلة آخرى .

فبقائي بلا نوم لثلاث ليالي متتالية لهو بمثابة الهلاك لجسدي وصحتي العقلية .

كنت أركض بكل ما أوتيت من قوة وشعري يتطاير من خلفي .فستان الروزولشكا الطويل أكثر من اللازم كان يُعيق ركضي حيث يلتف حول كعب قدماي بإحكام أثناء الحركة ويكاد يُسقطني على وجهي .

المكان مُظلم وقد لفني الدوار وأنا أُبعد النباتات المتسلقة وفروع الأشجار المتشابكة عن طريقي .الأشجار بهذا المكان كانت تبدوا وكأنها ترغب في التلاحم ببعضها البعض ،بالكاد كنت قادرة على إيجاد متسع ليمر جسدي .

انتابني شعور مقلق بكون الغابة نفسها غير راغبة في دخولي .وكأنها تمنعني لسبب ما من التعمق بداخلها .وبدأت الصراصير تدب فوق جلدي من القشعريرة .

ماتواكا بلغة الميلين كانت ترمز للخطر .وأنا أتقدم نحوه بعيناي المفتوحتين على وسعهما .لا أعرف بعد من سيكون عذابه أرحم قليلا بي .هل هي الغابة وظلالها الشريرة أم دريستان والوحش الذي ينشب مخالبه داخل رأسي .

خطواتي تتباطأ حتى لم أعد قادرة على المواصلة .الظلال تزحف فوق جسدي وتحاول إغراقي .

إنه السحر. وقد كان يحاول استهدافي .

علي أن أواصل الحركة حتى لا يغمرني ويشل أطرافي وأبقى هنا الى أن يأتي دريستان ويجدني من دون أي عناء يذكر .كنت لا أزال أمسك بعبوة المياه النصف ممتلئة التي شرب دريستان نصفها في الليلة السابقة .رفعتها أمام عيناي الزائغتين وتجرعتها دفعة واحدة .

تحسن مزاجي على الفور بعد أن تبدد عطشي .وتمكنت عندها أن ألاحظ الغربان التي كانت تتبعني بحذر .والعظاءات التي كانت تزحف من خلفي وتتجمد على الأرض متماهية مع لون التربة الداكنة كلما استدرت ونظرت باتجاهها .

The magic of silver girl II سحر فتاة الفضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن