هذا الحبيب « ١٨ »

92 21 1
                                    


هذا الحبيب « ١٨ »

السيرة النبوية العطرة (حليمة السعدية ، الجزء الثالث )

فلما رأى احبار اليهود المتواجدين في سوق عكاظ ، قافلة بني سعد من بعيد وهي مُقبلة ، علِموا أنها تحمل ، رسول آخر الزمن وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، فكيف عرف أحبار اليهود ؟؟

يوجد في كتبهم ، صفات نبي آخر الزمان من صفاته عندهم أنه مظلل بالغمام ، صلى الله عليه وسلم.

بني سعد قادمون نحوهم ، ومعهم حليمة تحمل رسول الله ، أحبار اليهود جالسين في سوق عكاظ

فلما نظر الأحبار للقافلة ، تأتي من بعيد ، كان فوقها غمامة ، والسماء كُلها ، لا يوجد فيها غيمة ، إلا هذه الغيمة !!

كانت إذا وقف الركب توقفت الغيمة فوقهم ، وإذا مشوا تمشي معهم !!!

فنظر الأحبار الى بعضهم البعض ، مندهشين

فقال أحدهم :_ وربِ موسى إن هذه القافلة تحمل أحمد !!!

فأتفقوا على أن يعرضوا أنفسهم على القافلة ، على أنهم عرافين [ تمثيلية يقومون بها على القافلة ، أنهم عرافين مايعرف عندنا اليوم فتاحين ، يقرأو الكف ، ويتنبأ بالمستقبل ويقرأ الفنجان ، فمن خلال هذه التمثيلية ، يستطيعون أن يعرفوا من خلالها ، على أحمد وله علاماته عندهم].

فعرضوا أنفسهم ، على القافلة وكانوا أكثر من حبر فتهافت الناس عليهم ،

حليمة السعدية ، أحبت مثل باقي النساء معها ، أن ترى ما هو سر هذا المولد الذي تحمله ، فقد أحست هي وزوجها ، ببركته صلى الله عليه وسلم

وكان عندهم جهل في هذه الأمور .

فقالت حليمة لأحدهم :_ أُريد أن أُريك ، هذا المولود

فقال لها الحبر :_ أين ولدك ؟؟

فعرضت عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما نظروا إليه ، وأخذوا يتفحصون صِفاته ، أرتسمت في وجوههم الدهشة ، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض ثم ينظرون الى النبي صلى الله عليه وسلم

فقالوا لها :_ ماهذه الحمرة في عينيه ؟!!

وكان في بياض عيونهِ صلى الله عليه وسلم ، حمرة لا تفارقه ، وهي نوع من أنواع الجمال ، عروق رقيقة حمراء في بياض عيونه.

فقالت حليمة :_ لا أدري هي في عينيه من ساعة ولادته !!

فقالوا لها :_ أيتيمٌ هو ؟؟

هنا حليمة أحست بسؤالهم ودهشتهم ، بشيء غريب ، خوُّفها منهم

فقالت حليمة :_ لا ، ليس يتيم ، وهذا أبوه ، وأشارت الى ابي كبشة

فقال واحد من الأحبار اليهود للآخر :_ أتراه هو ؟؟

فأجابه الآخر :_ إي وربِ موسى وعيسى هو !!!

قال تعالى { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }

ثم صرخ في الركب [أي بقبيلة بني سعد ، قوم حليمة]

أيها الناس أقتلوا هذا الصبي ، فإنه إن بلغ مبلغ الرجال ليسفهن أحلامكم ،وليبدلنّ دينكم ، وليكفرنّ من مضى من آبائكم ، ويلٌّ للعرب ويلٌ للعرب ..

فصرخت حليمة في وجهه

وقالت :_ ويلٌ لك أنت ، أطلب لنفسك من يقتلك ، أما نحن فلا نقتل ولدنا !!!!!

فقال الآخر :_ ألم تقل لك أنه ليس يتيم

فقال له :_ نعم ، لوكان يتيماً ، لقتلته الآن

فلما سمعت حليمة قولهم ، ضمته لصدرِها وهربت فيه بين الناس وأختفت عنهم ، وهي خائفة أن يكتشفوا أنه يتيم

وتأكدت حليمة ، أن هذا الصبي تدور حوله أمور غير عادية .

تقول حليمة : "وصلنا إلى ديار بني سعد فما بقي بيت من ديار بني سعد إلا فاح منه ريح العود ، وكنا نلاحظ هذا الشيء كل يوم ، حتى كل ديار بني سعد لاحظت هذا الشيء "....

الأنوار_المحمدية

______صلى الله عليه وسلم _____

لا تنس ذكر الله

موقع المسبحة اونلاين 

هذا الحبيب ... السيرة النبوية العطرةWhere stories live. Discover now