عند النرّجس جلست بتعب تشرب الماء ناظرت العجوز اللي تمشي بصعوبه استقامت من مكانها تقرب للعجوز تسندها تمشي بها لناحيه الكراسي
العجوز بدعوه خرجت من اعماق قلبها: روحي جعل دربك اخضر و ربي يناولك ما تتمنين
نرّجس ببتسامه: أمين
و لان روحها هربت من كل الاماكن و جابتها الى اطهر بقاع الارض مكه تاخذ عمره لأجل ترد روحها اللي سلبها غيّاث منها بدون علمه! افرغت ما في صدرها لرب العالمين لانه المأمن الوحيد لها من جور اليالي و شعورها
نرّجس بهمس وهي تمسد على قلبها: ما عليه عتَب انا اللي بالغت بشعوري
ما تدري ان الوهم اخطر انواع القيود !
لدت نظرها لجوالها و هي ميقنه ان القيامه قايمه في بيتهم
شغلت جوالها و مباشره ردت على ابوها اللي متصل فوق الثلاثين اتصال ولا زال مستمر !
نصر برجفه بانت في صوته : يا ابوي انتي وينك انا و نصار جايينك وينك انتي؟
نرّجس بهدوء: بابا تكفى ما ابي الضعف اللي يتوسطني يوضح لأحد انا بخير في مكه خذيت عمره وراجعه ل بيتنا وانت و نصار رجيتكم لا تجون خلصو اللي بين يديكم و ثم تعالو
تنهد نصر يحترم رغبتها : اللي ودك به يا ابوي
اغلقت الخط تستقيم توقف تاكسي و وجهتها المطار وكل رغبتها انها تمشي طويلاً بدون وجهه محدده لكن تمشي السفن كما تشتهي الرياح .
عند نصر اللي رمى تيشرته اللي كان راميه بعشوائية في الشنطه التفت ل مها اللي دخلت و هي تلبس عبايتها : هيّا عنود وافقت على جمال و بنروح دبي مول نتقضى للعرس و ملكه غيّاث
قربت منه تعقد حاجبها: فيك شي؟ ليه تجمع ملابسك!
تنهد يقرب منها يسند راسه على كتفها مدت يدها تمسح على شعره
هدء شعور الخوف اللي يكنه لبنته على كتف محبوبته و ثواني خرجو ل العنود واهلها و وجهتهم المول
تذكر غيّاث اللي قال له يروح بيتهم
اتصل عليه و ثواني و رد غيّاث اللي كان واقف امام باب المطبخ بعد ما طب جدار بيت نصر
و لقى الباب الرئيسي مقفل بالمزلاج و تذكر الباب السري اللي يوصله الى غرفتها
نصـر : وينك !
غيّاث : ببيتكم
نصر ببرود : ارجع ل محلك بنتي بمكه
غيّاث رجع شعره لوراء ولا استحب يقول شي لان حس ب المشاعر السلبيه اللي يكنهن نصر له و رغم انه وده يسأل متى بترجع نرّجس لكن ليس كل ما يتمناه المرء يناله
غيّاث بإحترام : تم يا عم
قفل الخط يتنهد يطب الجدار مره ثانيه يرجع ل بيت جده لأجل يطمن محمد المرتعب .
الجد رفع حاجبه بإبتسامه خبيثه الا انه ارتاع من حده الصوت اللي خلفه و اللي باح بــ!
طلال بحده: وش اللي قاعد يصير هنا ! سلاح و امام اسطبلي ؟
قرب من الجد ينتشل السلاح من يده ولا حب يكثر كلام يأشر لحراس الاسطبل يأمرهم بأخذ الجد
نفض الجد يدينه من الحراس إللي متشبتين فيه يلد نظره بحده صوب دانه : مرد الثواني تجمعنا
اخذت نفس تقوي نفسها غاب جدها عن انظارها و تهاوت بطولها تتكي على الجدار تثني اقدامها امام صدرها بإنخذال تبكي و تهز راسها بنفي تشد على شعرها تلتفت ل طلال : زدت الطين بله بيزوجني شايب يتعدا عمره و ما به احد خلف ظهري ما بقى شي وما سلبه مني
نزلت راسها تبكي بقله حيله من قسى جدها الغير مبرر
قرب طلال منها وقال بدون تردد: و ان تقدمت لك!
رفعت راسها له بصدمه بانت في ملامح وجهها بلعت ريقها تصد عنه و كرر طلال قوله
اخذت دانه نفس تقوم من مكانها تشد على يدها : تدل قصر جدي! رغم اني اعرفه اعرف نواياه و ظنه السيئ اعرف الكلام اللي بيقوله لي وما عدت اتحمل بالنهايه انا انسانه و لي مشاعر بوافق عشان اكون تحت مسؤليتك و شرطي الوحيد اننا نتطلق بعد ما يبعد جدي عني
طلال بهدوء ظاهري عكس مشاعره الداخليه: بوافق لأجل مستقبلك الي يخص الفروسيه لا اكثر
قرب منها : الواضح انك انسانه طموحه ولا ودي تخسرين حلمك بسبب جبروت جدك اعتبري زواجي منك صدقه
شدت على يدها بقوه تحس كلامه اهانه لها لكنها راضيه دامها بتتحرر من جبروت جدها ثم تطلق منه
كمل : بجي بعد يوم مع اهلي
اومات براسها بالموافقه تصد تمشي تعاكس طريقه
طلال لف لها بكامل جسده : لوين! لو رجعتي جدك بيرميك لأقرب مخرج بدون ما يآخذ رأيك او يهتم بمشاعرك
دانه نزلت راسها بضعف احتل كل خليه بجسدها : مستحيل ابقى في فندق و بروحي!
طلال تقدم يمد لها مفاتيح غرف الاسطبل
: اخذي لك غرفه من غرف الاسطبل و بكره نتفاهم ان شاء الله
دانه بإمتنان: شكرا
طلال هز راسه ثم مشى لسيارته نحو بيتهم .
