|29|_كُشفت أوراق اللعبة!

692 87 173
                                    

|هويَّة_منسيَّة|
"الحلقة التاسعة والعشرين_كُشفت أوراق اللعبة!"

"______"

دفعها فوق الأرضية لتسقط بثقلها كله فوق ذراعها الأيمن، تكومت على نفسها في الأرضية وجسدها الضئيل أخذ يرتجف، شهقت شهقات عالية، وتحدثت بنبرة كارهة"بكرهك، أنت بتعمل كدا عشان أنا مش قدك، لكن أنت لو جيت وقفت قدام بابي وأدهم هيدمروك".

_أخد إللي عايزه الأول بعدين نشوف الحوار دا.
قال جملته بإصرار، وانحنى بجزعه يسحب قدميها، شهقت شهقة عالية صدرت من داخل قلبها المكسور، وعلمت إنه سينهيها بقساوة الآن، لحظات اغتصابها السابقة دارت أمام عيونها بسرعة فائقة تخبرها بماذا سيحدث لها الآن، انفطرت في البكاء بعدما خلع لها وشاحها الغير مهندم، وقعت في يد مَن لا يرحم! وأغمضت عيونها في الحال تتمنى أن يكون كابوس! كابوس وستفوق منه بالتأكيد!

وضعت كفيها الاثنين فوق وجهها المفزوع وهي تلين قلبه بحديثها المتحسر الصارخ بخوفٍ_:
_بلاش يا يون..أقصد يا أوس أوس، بلاش لو بتحب ربنا، طب افتكر أي حاجة حلوة بينا! أنا مش عارفة هي إزاي سهلة بالنسبة ليك إن كان كل وقتنا حلو مع بعض ودلوقتي تغدر بيا؟ محصلش أي موقف خلاك تحبني؟ أو حتى تتعلق بيا؟ للدرجة دي أنا وحشة عشان لما مثلت عليا الحب أنا معرفتش أخليك تحبني بجد؟ يعني أنا وحشة ومكنتش استاهل غير تمثيلك! دا أنا كنت في ضلك! طب لو في أي حاجة كانت في يوم من الأيام في قلبك ليا حتى لو شفقة سيبني، سيبني بالله عليك، واللهِ أنا أضعف من إنك تعمل كدا وربنا، أنت عارف، حتى لو كان كل وقتنا مع بعض تمثيل بس أنا كنت صادقة، واللهِ كنت صادقة في مشاعري وكلامي ومواقفي وعياطي وفرحتي..وحبي! حبي يا يونس ليك كان صادق وربنا! ولما شوفتك عند عمير كنت عايزة أجري عليك أسألك ليه سيبتني وأنت كنت كل حاجة بالنسبة ليا! عشان خاطري، طب لو مليش خاطر عندك عشان خاطر أي حاجة حلوة كانت بينا حتى لو كانت كدب من نحيتك.

وقف مبهم يستمع لها وضربات قلبه أخذت تطرق بعنف، دموعها وحديثها حرك مشاعره تجاهها التي كان يشعر بها معها، طبيعي أن يتعلق بها لإنه كان معها دائمًا، ابتعد عنها بجمود، وجلس على المقعد يضع ذراعيه الاثنين فوق فخذيه ووجهه فوق كفيه بصمتٍ، أنفاسه كانت مسموعة، والتقط عبوة سجائره يشعل عقب منها لعله يهدأ من مشاعره وغرائزه، اهتزت أنامله والعقب في يده مردف بحدة"قومي امشي".

حاولت أخذ أنفاسها بصعوبة وهي تحاول النهوض مسيطرة على رجفتها، وهو صاح بنبرة عالية"خدي بعضك حالًا وامشي".

تحاملت على جسدها ونهضت تتألم، لم تهندم ملابسها ولا أي شيء، فقط أخذت الوشاح تضعه حول وجهها بلا مبالاة، وأمسكت حقيبتها سريعًا، وجاءت للمغادرة لكن هو أوقفها بحديثه"أنا عشان مش وحش للدرجة سيبتك تمشي، رغم إن أخوكِ حالف يجيلك ڤيديو معايا".

تعالت أنفاسها واضطربت، لا تصدق تقسم! العقل لا يستوعب! كانت تحب عمير! وتناست إنه ابن شوارع يكره أهله! كانت تحبه! كانت!! غادرت سريعًا من منزله، وهبطت فوق الأدراج بجنونٍ وأنينها يتعالى، أمسكت هاتفها تحدث والدها بنبرة مفطورة من كثرة البكاء"أنا بموت يا بابي! أنا حصل حاجات كتير لازم أحكيها ليك".

هويَّة منسيَّة.Where stories live. Discover now