"التوبة"

65 16 2
                                    

السلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل (9)

{البداية لترك المعاصي)

أما بعد فأسأل الله جل وعلا وبأسمأئه الحسنى وصفاته العليا
إن يجعلنا من التائبين ويرزقنا شفاعة محمد وآل محمد وان يُعجل لوليه الفرج وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا ولهُ الحمد حتى يرضا

قال الله تعالى :
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣} [الزمر:53]

واجبات التوبة

1-غض البصر
قال الله تعالى في كتابِ الحكيم :
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [(٣٠)

2-الندم على الذنب
: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
الندم واحده من كفارات الذنوب والمعاصي
والشعور بالندم له مرارة وغُصة لا ينساها من يتجرعها وأشد انواع الندم هو مايكون على التقصير بحق الله سبحانهُ وتعالى وافوات رحمته يوم يلوم الإنسان نفسه على فعل المعصيه
قال الله تعالى في كتابِ الحكيم :﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾

لقد تعدَّدت صور الندم في القرآن الكريم، بدايةً من الندم على الإشراك بالله تعالى، وعدم اتباع ما جاء به الأنبياء عليهم السلام، مرورًا بالندم على موالاة الكافرين والظالمين والعصاة، انتهاءً بالندم على اقتراف المعاصي والذنوب التي توجب العذاب يوم القيامة.

الندم على الإشراك بالله تعالى:
قال تعالى: ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [الكهف: 42].

الندم على عدم اتباع الرسول صلى الله عليه وآله :
قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 27].

الندم على موالاة الكافرين والمنافقين والظالمين:
- قال تعالى: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 52].

"البداية لترك المعاصي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن