عودة جعفر

1 0 0
                                    

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن فتح حصون منطقة الشّق، وانتقال رسول الله ﷺ والصحابة لفتح حصون منطقة الكتيبة إللي هرب إليها اليهود بعد هزيمتهم في حصن النّزار
إللي كان فيه نساؤهم وأطفالهم،
منطقة الكتيبة كان فيها ثلاثة حصون:
حصن القموص، وحصن الوَطِيح، وحصن السّلاَلِم، مع إن الحصون دي كانت منيعة إلا إن اليهود كانوا مهزومين نفسيا بسبب هزيمتهم المتكررة أمام رسول الله ﷺ والصحابة،
وخصوصا في آخر حصن إللي فقدوا فيه نساءوهم وأطفالهم،
فمعركة خيبر مش مجرد قتال مدته ساعتين ثلاثة زي غزوة بدر مثلا وانتهى الموضوع ،
ده كانت معركة وراء معركة والقتال استمر أيام لم يُهزم فيه المسلمون هزيمة واحدة 👌
واليهود لحد زماننا الحاضر فاكرين غزوة خيبر، ولما حرقوا المسجد الأقصى عام 1969 قال وزير دفاعهم مُوشى دَيان:
"هذا يومٌ بيومِ خيبر"
فمعركة خيبر محفورة في عقول اليهود فهي أكبر المعارك إللي حصلت بين اليهود والمسلمين وكانت من أعظم انتصارات المسلمين مُطلقا👌

فاحنا وصلنا دلوقتي لآخر ثلاثة حصون، حاصر رسول الله ﷺ حصن القَموص أربعة عشرة يوماً،
والعلماء اختلفوا هل الحصن ده فُتح بعد قتال ولاّ اليهود استسلموا بدون قتال🤔
فسواء حصل القتال ولّا لأ النتيجة كانت فتح الحصن، أما حصن الوَطِيح، وحصن السّلاَلِم فدول أكيد فُتحوا من غير قتال،
يعني اليهود استسلموا لرسول الله ﷺ وطلبوا منه إنه يكون في بينهم وبينه صلح،
وكان إللي عمل الصلح مع رسول الله ﷺ رئيسهم كِنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق زوج صفية بنت حُيَي بن أخطب،
وكمان كِنانة ده أخو أبو رافع سلاّم بن أبي الحُقيق إللي قتله عبد الله بن عتيك واتكلمنا عنه قبل كده😊

كنانة بن أبي الحقيق قعد مع رسول الله ﷺ عشان يفاوضه على الصلح، وبعد حوار طويل بينهم كان الاتفاق على حقن
دماء كل إللي في الحصون من المقاتلين، يعني عدم قتلهم، في مقابل إن اليهود يتركوا أرض خيبر، ويتركوا الأموال والذهب والفضة وكل شيء،
ورسول الله ﷺ اشترط عليهم شرط، قال:
"وبَرِأت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كَتَمْتُمُوني شيئاً"
يعني لو حصل إن أي حد فيكم أخفى أموال عن المسلمين وخالف العهد يبقى العهد مُنتهي ويُقتل إللي خالف الشرط،
ووافق اليهود على شرط رسول الله ﷺ وبدأوا يتجهزوا للخروج من خيبر،
لكن اليهود فكّروا في عرض وعرضوه على رسول الله ﷺ قالوا له:
"يا محمد!
دعنا نكون في هذه الأرض نُصْلحها ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم"
يعني بيقولوا لرسول الله ﷺ إن أرض خيبر كبيرة جدا واحنا خبراء بالزراعة وأعلم بيها منكم، فخلينا احنا نزرعها لكم، فوافق رسول الله ﷺ على عرض اليهود وخصوصا إن الصحابة معندهمش علم كبير بالزراعة💁‍♂️
وكمان خيبر بعيدة عن المدينة ومحتاجين حد يهتم بالزراعة، فالعرض كان في مصلحة المسلمين من كل ناحية،
فكان الاتفاق إن اليهود يفضلوا في خيبر يزرعوها للمسلمين في مقابل إنهم يقتسموا الثمار،
يعني المحصول إللي هيطلع نصه للمسلمين ونصه لليهود مقابل شغلهم في الزراعة،
لكن رسول الله ﷺ كان له شرط، قالهم إنه هيتركهم في خيبر لكن في أي وقت رسول الله ﷺ عايز يخرجهم، يخرجهم،
يعني لو رسول الله ﷺ شاف إنه في يوم من الأيام إنه مش عايز اليهود في أرض خيبر يبقى يجب عليهم إنهم يخرجوا من أرض خيبر بدون أي اعتراض👌
وطبعا الفرق واضح جدا بين المعاهدات إللي رسول الله ﷺ عملها مع اليهود وبين المعاهدات إللي العرب بيعملوها مع اليهود في عصرنا دلوقتي😑
رسول الله ﷺ له اليد العليا والمعاهدات كلها كانت في مصلحة المسلمين، بعكس المعاهدات في زماننا كلها ظلم وتنازلات لليهود، وطبعا ده رد واضح على إللي بيقول ماهو رسول الله ﷺ عمل معاهدات مع اليهود،
أيوة عمل معاهدات معاهم لكن المصلحة في صالح المسلمين مش العكس🙄

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن