الــبـــارت الســــادس عشــر "أحــمــد! "

900 90 74
                                    

" لـ.. ليلى، إهدئي يا ليلى! "
ردد محمد علي سريعًا فور أن جلست الأخرى وأخذت تشهق بقوة وتسعل وقد ظهر جليًا أنها لا تستطيع أخذ أنفاسها!

ركض الجميع نحوها، في حين أخذ أطلس الساعة في يده وهو يتوجه نحو ليلى حتى يراها إخوتها، وبدون انتباه إجتمع كل الإخوة وقد كان كُلًا من زكريا وعلي عائدين للتو من خارج البيت لـ يروا أختهم ليلى في تِلك الحالة وأحمد تتساقط دموعه بغزارة و.. ألم!
"ليلى إهدي يا ليلى، ليلى إتنفسي، أنا جنبك يا ليلى، أحمد جنبك يا ليلى إهدي، ليلى حبيبتي إهدي، ليلى إحنا لو فقدناكي دنيتنا هتتهد!"
  أخذت ريا تحاول أن تربت على ظهرها وقد جلبت لها ماء وظل الجميع يُناديها ويحاول تهدئتها وعلى حين غُره ضرخت ليلى بما جمد الدم في عروق إخوتها حقًا!

"بسملة ماتت بسببي يا أحمـــــــــــــــد!" 
وضع زكريا يده على فمه بصدمة كبيرة، بينما شهق علي برعب حقيقي، ونظر إبراهيم بصدمة لها، بينما أحمد قد تجمد ناظرًا لها بصدمة وقد إستطاعت التنفس لتنهار باكية!

"ا.. انتِ بتهزري؟" 
ردد علي بعدم تصديق في حين تفاجأ الجميع بأحمد يُمسك مَعدته فجاه بألم شديد، قبل أن يضع يده على فمه راكضًا الى دورة المياه!
توقفت هي عن البكاء في حين وقف جميع الإخوة مُتجهين لدورة المياه وهُنا كان أحمد يتقيأ.. أخذ يتقيأ كثيرًا على الرغم من ندرة أكله لأي شئ مؤخرًا!

أخذت الأخرى تصرخ وتنادي لعل أحد يأتي و يُطمئنها على أحمد، وبالفعل جاء علي المصدوم كُليًا، ليردف فجاه بقسوة غريبة عليه:
"انتِ عملتي إي يا ليلى! "

كان عتاب أكثر مِنه سؤال، كان عتاب على كل ما يحدث لهم، ليتفاجأ بأخيه إبراهيم وقد سمع قوله يأتي ويُردد بتوتر:
"ليلى.. إهدي، كل حاجه بخير لو انتِ بقيتِ بخير، ليلى، أحمد كويس متقلقيش، إهدي، خلي كل تفكيرك إنك ترجعي بس وأي حاجه تانيه هتتحل، موت بسملة ده أيًا كان حصل ازاي هو قدر وربنا اللي كاتبه، اوعي تنسي أبدًا دروس الدين اللي بابا كان بيديهالك في الصبر والإستعانه على الشدائد بالله، أنا عمري ما نستها يا ليلى.. لإن بابا عمره ما قالها ليا، أنا كنت بستخبى واسمعه وهو بيقولهالك يا ليلى!" 
كان هذا آخر ما رأته ليلى، قبل أن تُغلَق المكالمة من ذاتها، لتضع ليلى يدها على رأسها بألم شديد، مُغمضة عينيها بقوة  وهي تهمس:
"حلم.. لأ كابوس.. كل ده كابوس.. كابوس كابوس كابوس كابوس!"

في حين شعر محمد علي تِلك اللحظة أن الأمور حقًا خرجت عن السيطرة، وأن كل ما سيأتي سيكون أسوأ من الأسوأ !

•♡•

"أطلس.. في الحقيقة.. أنا أريد أن أعترف لك بشئ.." 
نظر لها الآخر بإرهاق مردفًا بغير إكتراث:
"ماذا ريا، هيا قولي حتى أذهب وأأخذ الساعة من ليلى، فهي صممت وبشدة أن تأخذها في هذا الصباح الباكر لتطمئن على أحمد" 
نظرت الأخرى للأرض طويلًا، قبل أن تتجمع الدموع بعينيها فجاه، قلق أطلس مرددًا بخوف:
"ر.. ريا!، ماذا بكِ يا صغيرتي؟" 
تنهدت ريا طويلًا، قبل أن تردف بدموع:
"أعلم أنك تكرهني مُنذ حادثة ليلى، وأقسم لكَ أنني ندمت أشد الندم بعد ذلك، وأعلم أيضًا أنك سامحتني وغفرت لي حينما عاملت الفتاة جيدًا بعد موت رفيقتها و.." 
قاطعها مرددًا بحنان وهو يربت على كتفها بهدوء:
"أهذا ما يُبكيكِ يا ريا؟،انتِ ابنتي واختي وصديقتي وأمي ريا.. أنا لا أملك أحدًا غيرك، انتِ سر سعادتي ريا، أتمنى أن تكوني فقط أكثر نقاء بعد موت صديقتك العزيزة، وأريد أن اؤكد لكِ أنك شخص رائع، وستصبحين أروع مع نقاء قلبك، واؤكد لكِ أنني لن أترككِ وسأكون أكبر وأول سند وداعم لكِ في تلك الحياة!
نظرت الأخرى له بندم يقطِّعها ويجلدها، لتردف بما بث الرعب وأزال الابتسامة من على وجه أطلس:
"ولكن.. لم اأقصد ذلك، هناك شيئًا آخر.." 
نظر لها بعدم فهم لتردف على حين غرة ودموعها تزداد إنهمارًا:
"أنا سيأكلني الندم وأنا على قيد الحياة إن لم أخبرك..
أطلس، في الحقيقة، لقد رأيت ليلى وصديقتها عندما تسللو وخدعوا عثمان، وسمعت ليلى وهي تخبر صديقتها بخطتها للذهاب الى المعركة، ولكني لم أمنعهما ومثلت أنني لا أعرف شيئًا.. أقسم أنني لم أتخيل قط أن إحداهُما ستموت.. ظننت أن الجنود ستكشفهم قبل الرحيل وسيوبخها محمد علي وهكذا سأخذ انتقامي منها بعد إهانتها لي ودفعي، أقسم أنني لم أعلم أنه يُمكن أن تتأذى إحداهن!" 

لــيلــى وأخـواتُـهـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن