Part 02 : نظارات
في صباحٍ مشمسٍ ومنعش، اجتمع طاقم التصوير في بهو فندق "فيات"، المعروف بهاواي بالأناقة والإبداع. البهو خليطٌ من الرخام الأبيض والزجاج الملون، يتسع للضيوف الذين يترددون فيه للاستمتاع بأجواء الفندق الفاخرة ومنهم من يعقد صفقاته هنا.
تسللت الشمس من خلال النوافذ الزجاجية، تلقي أشعتها الذهبية على الأرض المرصوفة بالبلاط الأبيض.
الأثاث الفاخر والنباتات الخضراء التي تعطي انطباع من الحياة على الزوايا الخالية أمرٌ أخر يُثنى
كان الشباب يمسحون بأعينهم المكان ينتظرون بفارغ الصبر ويترقبون وصول لجنة التحكيم المسؤولة عن المسابقة،وكل منهم يحمل حقيبة ظهرٍ بها أدواتهم الضرورية. وحول عنقهم كاميراتهم التوتر والحماس أحاطا بهم فالمسابقة الكبرى على وشك البدء.
وفي لحظة تخطف الأنفاس ثبُتت أعين المشتركين على بوابة الفندق ...
لأنها كانت لحظة دُخولِ راكبي الأمواج، الأمر أشبه بأن أمواج من الجمال اقتحمت المكان وكأنهم هاربون من أفلام هوليود أجسادهم الرياضية الفاتنة، وأعينهم الآسرة، والبشرة التي تختلف من رجل لرجل تجعل لكل منهم جمالا خاصًا به ...
دخلوا واحدٌ تلو الآخر حتى بلغوا خمسة عشر راكبا، جاعلين قلوب الفتيات تنبض بالإثارة.
أرماند كان آخر شخص في مجموعة الشباب يدخل البهو، لكنه توقف حين لمح تلك الفتاة التي سرقت سرواله الداخلي لا والأكثر أنها تحاول أن تختبئ خلف رفيقاتها ..
خفض نظاراته السوداء وأعطاها نظرة جعلتها تتوقف مكانها وتبتلع ريقها، رفع سبابته وحركها مرتين يخبرها بأنه مازال يذكرها ... واصل طريقه بعده أما هي فالتفت لبريانكا تحملها ذنب ما يحصل
"لم يحدث شيءٌ"
همست بريانكا في أذن مارلين التي أحمر وجهها وهي تتذكر ما قامت به ليلة أمس
"أتمنى من الرب أن يتم إقصائه في وقت مبكر"
ضحكت بريانكا بسخرية من ما تلفظت به رفيقتها الحمقاء ثم ردت عليها محطمة لأملها
"أرماند ريفكين بطل المسابقة منذ ثلاث سنوات لا تحلمي بذلك"
أخرجت مارلين الهواء بضيق وصرفت نظرها عنها بإنزعاج لكن قلبها فجأة كاد أن يقفز من محله حين رأت أرماند يحدق بها بتحدي ...
لكن لم يدم ذلك طويلًا لأن اللجنة التي تتألف من ثلاث رجال وإمرأة وصلو إلى المكان وبدأو بالترحيب بالمشتركين، تشكرت الرب في تلك اللحظة لأنه أنقذها من نظرات غريب الأطوار أرماند ريفكين .....
تجمعت الأنظار نحو السيدة التي وقفت في قلب البهو بطولها المثالي، وبدلتها الرسمية ناصعة البياض ...