٥٠

14 8 0
                                    

((أهكذا تتعاملون مع ضيوفكم يا صاحب الجلالة))  صوت فخم جاء قاطعاً لصمت القاعة المتوحش، أدار الملك رأسه و قال بنبرة متاسفة: اعذرني جناب الكاهن، و لكن كل الأصابع تشير إليك فما الذي عساي سأفعله؟

طالعه بنظرة لا تنوي الاذية، و لكن لينكال كان داخله الخفية تضمر الحقد و الغضب المتقد، و رغم انه كان جالس دون قيود، إلا أنه شعر و كأن جسده مربوط بأكمله.

في قاعة العرش، قد اعتلى الملك عرشه، و بجانبه تجلس ملكته، و بعض المستشارين و إيلكو يشاركوهم هذه الجلسة، و في الجهة الأخرى يجلس لينكال وحيداً، و كأنه أمام جلسة محاكمة، و هو المتهم بها. أضاءت المشاعل المكان، و التزم الحراس أماكنهم و ثلاثة قد وقفوا إلى جانب الكاهن، و افرغت القاعة من الخدم، و استعد الجميع لفض الالتباس و إظهار الحقائق التي زُيفت حتى ارسلت هذه الامة إلى فوضى عارمة فافتتحت الملكة الحديث بقولها: أيها الكاهن! هل تود ان تعترف، أم تبقى ملتزم على نكرك! 

أجاب بلا خوف: اعترف بماذا صاحبة الجلالة؟ انا لا اعرف ما هي التهمة المناطة الي حتى! 

قالت: نحن نتهمك بافتعال الفوضى، و تشتيت البلاد لخلق حرب بين الممالك الاربع. 

ضحك و هو يهز رأسه: سامحاني جلالتكم إن هذا يدعو للضحك قليلاً، انا كاهن، انا خادم الرب الأول، انا الذي ادعو للسلام و أصلي لأمان البلدان، أوجه الناس التسامح، و أطلب منهم العفو، فكيف سأجرا لافتعل حرباً… أن هذا مناف للمنطق. 

تدخل إيلكو قائلاً: لكن القائد اورين له قول اخر. 

 لم تكن نبرته مهتمة حينما قال: و ما الذي يقوله قائدك؟ 

((اقول أنك ماكر لعين أيها الكاهن)) دخل القائد اورين بصدر مرتفع، و صوت فخم، و نظرة حادة، توجهت الأنظار نحوه، و جلس لينكال باعتدال و عينه تستشعر الخطر القادم، إلا أنه كان يجاهد الا يظهر توتره. قال اورين و هو يضع يده على سيفه متهيأ للسحب من غمده: دعني أقص عليك حكاية جناب لينكال، و اوقفني في الجزء الذي أخطأ فيه…

مشى بعض الخطوات أمامه، و بات واضح للعيان أن اورين وحده من سيقوم بالجلسة الحقيقية و الباقي هم شهود لا غير: لقد فكرت كثيراً، حتى كاد ينفجر رأسي، تساؤلات عدة كانت تخنق تفكيري، هناك من يتهم جلالتها بإرسال رسالة سرية عليها ختمها الخاص تطلب من ميلام قتل نبلانوم؛ و لكني كلما فكرت بالأمر فمولاتي لديها علاقة حسنة مع حاكم لارسا السابق فكيف تطلب مثل هكذا طلب! ثم يأتي أحدهم ليقول لي أنها جعلتك تذهب لمدينة نفر كي تمنعني من نصرة لارسا اذا طلبت النصرة… إن هذا يبعث على الفوضى أليس كذلك، قابل بلتصديق بعض الشيء ولكن من جهة اخرى، لقد كانت تخشى على قافلة بضائعها الخاصة ان تتعرض للنهب مثل القافلة التي خرجت قبلاً من اور_يم، حيث تعرضت لقطاع طرق مجهولين… 

الهاربة والمفاتيح المفقودة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن