الجزء الأخير من لقاء الأعداء ( صرخة بين دهشة وانتقام)

10 0 0
                                    

لم أكن أعرف معنى الإهتمام قط ولم أعِرهُ لأي شخص في حياتي، أجربت يوم أن تستيقظ على خيط أمل وأنت لاتعرف مايحدث لك تجد بنفسك ملقى على سرير مطاط يجذبك نحوه بصعوبة ومغطى بلحاف أبيض أشبه بالكفن تنتظر اللحظة التي ستخطف من العالم لتنتقل لرحمة الله، تستدير بنفسك يسارا ويمين تبحث إن كان أحد حولك او بالأحرى تزيل الإبهام عن الإهتمام، تأخذك ذكرياتك وهي تقلبك بين طياتها وكأنها تتقصد ما تفعل بك، يملك الإنسان أحيانا غريزة إنتقاء البشر ولسيما في وقت حاجته إليهم، أحقا يجدر بالزمن أن يعاقب الشخص بألام تسلب مجرى الأمان، أيعقل أن لكل حياة فناء خاص به أو مايطلق عليه الأن حواجز الإنسان لايمكن تخطيه فالماذا وفي كل مرة يستطيع الزمن عبورها بسهولة، ننتبه أحيانا لمايقوله البشر من مصطلحات خطأ وهم يظنوها الأمثل للتخفيف عن بعضهم لا ألومهم ببساطة عُقدة التوارث هي من صنعت مثل هذه الأمور لمْ أجتاز جملة : الوقت مسكن ومعالج للأمراض النفسية وبالضبط الذكريات بالذات هذه العبارة لايجدر بها أن تصح لأنها أساسها خاطئ تماما، ستمضي أياما وتتبعها الشهور التي بدورها تسحب السنوات معها وبمجرد الوقوع او الوقوف عند حزن تعرض إليكَ، تختفي تماما تلك المدة التي تقبع فيها الذكريات لتدب فيها الحياة مرة ثانية وتسيطر عليك لتصبحَ رَهن َالإعتقال لنفسك فحجة الزمن أكبر مخادع البشر.
بادرت الشمس بالسؤال واضعت بنفسها محل شك بِمَاجَرى لحياتي في الأونة الأخيرة لتبعثَ ما يخطرُفي بالها بِظرفِ أشعتها الدافئة مع طوق رياح هادئة حاملة معها سلامها إلي، نعم أنا التى أواجه مصارع السقم باحثتاً عن دواء يحتضن دائي ويلقي به في سلة الأسقام المهملة، هكذا ظننت أنه يتسنا إلى ذاكرتي حينما أفقت ذلك الصباح في مكان غير الذي أعهده وأحوي بعقلي غير بضع لقطات وقوفي أمام المبنى العتيق الشامخ أراقب أميرة تطل على بعد مني وحنوا صوتها يداعب أوتار قلبي محدثا نغمة من الأحاسيس ، أدرت بعينيا أقلب إنْ كنت بوحدي، رجل مسن تقارب عمره من السبعينات وبَدى عليه الإرهاق واضح على ملامح وجهه العبسة برفقة كبرياء بسيط لايكاد ان يظهر، تأملت مليا المريول الأبيض وذلك العقد الذي يتدلى من عنقه توضح أنه سماعة طبية وفي تلك اللحظة أدركت أنني أن المريضة التي تجمعت حولها بعض من الألام التي تجدف بالمرض الذي يحط من الشخصية شيئا من الضعف وعدم المقاومةلما يحدث، أدرت بحنبي يمينا، شابين في عمر العشرينات هكذا ماتوضح ليا من ملامحهم تؤمين وحارسين في نفس الوقت وقد ربط بخاصرتهما نوع من الخنجر القديمة تبين أنهم فرسان للوهلة الأولى أدرت برأسي يسارا فتاة رقيقة حلوة مرتبة المظر بيضاء البشرة رُشَ بين عينيها وعند أرنبة أنفها النمش رَشاً، وشعرها الأشقر المنسدل وتلك الضفيرة من أعلى رأسها تصنع تاج ذهبي لأميرة، شد انتباهي فستان أبيض منفوخ عند الكتفين يظهر الرقبة بشكل واضح التى تدلى منها عقد لحماماتين ملتحمتا الأجنحة، مشوب بحزام بني اللون صانعا شكل فراشة من الوراء عند الخصر، تفاصيل وجهها بدت مألوفة لي، دار ألبوم ذاكرتي يبحث عن صورة مفقودة له، أرسل إشارات متتالية لينطق لساني متفاجأ: أنت أنت تلك التي كنت تعزيفين على البيانو أنت تلك الفتاة التي تقطن في ذلك الطابق العالي، إستأنف ذلك الدكتور المسن كلامي : نحمد الله أنك بخير، تأثير عقار فقدان الوعي زال بفضل ترياق بعض الأعشاب كيف تحسين الأن، أجبت بانفعال يصحبه بعض من الغضب متجاهلة ما سأل عنه :أين أنا ولماذا أنا هنا، لا أتذكر ماذا حدث وبالأساس لا أريد تذكره، مالذي فعلتموه بي، سوف أذهب الأن بقائي لم يعد إليه داعي وخاصة مع غرباء ، أمسك بكتفي أحد الشابين الواقيفين مصرحا وبنوع من القلق البادي الذي أخفاه بسحابة ابتسامة : أنا( وائل) وهذا أخي( فاضل) وأختي (رؤية) ، هززت كتفي متقصدة إبعاد يديه التي تركن عليه، أبعدها وكأنه فهم مقصد الحركة وبغير اكتراث أكمل : وجدتك قبل يومين وأثناء خروجي من القصر على بعد أمتار قليل فاقدة للوعي، أدخلتك إلى قصرناومن ثم إتصلت بطبيب القصر (د. موهوب) استقطع الدكتور كلامه قائلا : أهلا يا أنسة أنا الدكتور موهوب لا تخافي صحتك جيدة يلزمك راحة بضع ساعات لتستعدين قواك الجسدية وراحتك ولكنك لم تحبيني على سؤالي،
نعم، نعم أنا بخير الحمد لله ولكن ماذا أصابني، بعبارات متعثرة لاتستطيع ربط جأشها أجبته، بصوت جاد واضح : يا أنسة، قلتُ : روجدا إسمي روجدا، أكمل : يا أنسة روجدا على حسب ما أقرته التحاليل الطبية انك تناولت نوع من سموم غير وظيفي، بدت على ملامحي بعض الإستغراب: هل يوجد سم غير وظيفي، استأنف سؤالي قائلا : نعم يعد هذا السم من السموم العادية تفقد للشخص وعيه باإستمرار ومع ذلك يوجد الكثير من الأعراض الجانيبية التى تحدثُ عند مكوث السم في الجسم أكثر من ثمنية ساعات كأن يدخل المرء في غيبوبات شبه مستقطع تدوم لمدة يومين على الأكثر ويصاحبه حمى شديدة، ولكن تعافيت بفضل جسمك الصامد ومناعتك القوية التى تفاعلت مع الترياق لتبدي ردة فعل ممتازة، هاأنت بأفضل حال، انتهي عملي حتى الأن وصفت لك بعض الأدوية كالأعشاب والمراهم،، على كل حال شكر لك يا دكتور تفضل معي إلى الباب ، وبينما هو يهم بالخروج مندفعا معه ذلك الشاب الذي يدعى وائل استوقفته قائلة : شكرا لك دكتور لن أنسى ماقدمته من أجلي وأن أكون يد عون متى احتجتا إل... ، ابتسامة كانت كفيلة بأن يظهر الثلج الناصع الماكث في فم المسن، استدار نحو وجهته بخطوات ثابتة تتأرجح بين فتور الجد والإعياء.
الساعة السادسة صباحا والظلام لم يقشعر بالكامل وأبقى من نفسه قليلا، برودة الطقس تشي بشتاء قارص قادم والسحب الرمادية تأكد ذلك، رائحة القهوة الحالكة تعبق المكان ، مستلقيت على سرير الضيافة وبوجهي أتبادل النظرات مع السقف وعينين تحاول إختراقه، مرات تتداخل أفكاري محدثة ضوضاء في عقلي و أريد الإنسحاب من خطتي ليأتي دافع قوي يلكمني بقوة وتتوارى أحداث شقيقي( مارتن) ، أستجمع قواي ومن ثم أتحفز ، أحلام يقضة تروادي كل دقيقة بل كل ثانية، سمعت طرق أقدام يقترب من غرفتي أطل منه رأس العجوز، استيقظتِ باكرا أراك تُجدين النشاط، بصوت مرتبك أجبت : صباح الخير ورأسي لازال يسترجع أحداث التي مررت بها أَلفُ سؤال يقترب مني، صباح النور يادعجاء كيف كان يومك، جيد جدا شكرا لك، العجوز بصوت مبحوح : هذا واجبي لا تشكرين كثيرا وفريه لبعد انهاء ماتريدن اليوم ختمه ارى انك ستشكرينني كثيرا، انا بانتظارك بل نحن على السفرة أعددت لك فطور صباح ملكي على الأصول الأمارسلية، حاضر سأنزل فورا وبعدما جذبتني تلك الروائح الزاكية أتتوقعين ان أتأخر، حسنا اذن.
وفرت العجوز الطببة من أجلي بعض الملابس رأيتها جيدة ومناسبة لذوقي، في كل مرة تزيدني هذه العجوز استغرابا ودهشة أحس أنني أعرفها من قبل ملامحها ليست غريبة علي ولكن وفي كل مرة أفعل ما يأمرني به عقلي أتجاهل وفي بعض الأحيان أنساه تماما، رتبت هندامي وأسدلت شعري المموج الى الوراء ولففت عنقي بوشاح مزهر بلون آحمر غامق، استرقت نظرات من نفسي للمرأة وأفصحت : كم أنا جميلة وأنيقة اليوم كعادتي ليس كل ما أرتديه يليق بي انا التي يليق بها كل شيئ ترتديه، رائعة انت ياكاثرين، كان البنطال مريح واسع أسود وبلمسة أصبح أنيق يتناسب مع ذلك القميص الفضي الحريري الناعم، بخطوات كلها حيوية وثقة نزلت الدرج ولم أنتبه لأخر درجة وتعثرت، يد تمسك بيدي وترغيمني على عدم السقوط، ضخم عريض الأكتاف لم يتبقى الى بضع سنتمترات ويلامس شعره الطويل البني الغامق الأرجواني السقف، تأملت جميع تفاصيله على استحياء ذلك البنطال الأسود والمعطف مماثل اللون، وفي نفسي أخاطب وأقول : هل العائلة متحفظة وتدين للأسود بالولاء ام مجرد هواية، كان هو نعم هو ذلك غريب الأطوار ابن العجوز، استقمت في قفتي وتشبثت بالأرض جيدا ونهرتها بأن لاتعيد محاولة اسقاطي مرة ثانية، وفي نفس الوقت ملأ الخجل ملامحي وليست عادتي، قبل أن أتحدث، همَ بالابتعاد عني باتجاه أمه الواقفة في المطبخ طبع على رأسها قبلة حنان وشوق لحضنها ضمته إليها ووجهها باسم سعيدة بفلذة كبدها التي لاتستطيع الإبتعاد عنها، جلست العائلة على السفرة الحاملة كل أصناف الطعام والمدهش أشكالها عجيبة الصنع، سلطة الهرم مشيرة العجوز بسبابتها الى الطبق الواقع أمام الغريب، هل أضع لك منه، أومأت برأسي موافقة، وهل أضع لك من خليط بقوليات أمارلس تأملت مليا وبنظرة دهشة حركت رأسي وسكبت ووضعته أمامي ولكن أضافت في طبقي مزيج من خليط الزيتون الأسود ومعه بعض الجبن والعسل وزيت الزيتون هكذا شرحت لي، وناولتني طبقي وسكبت عصير لم أفهم طعمه ان كان حلو أو حامض وأضافت قائلة : أن هذا العصير من أروع العصائر التي تصنع مصانع أمارلس اذْ يعد مكمن طاقة ويمد بالحيوية والنشاط ويقلل التعب وعلى حسب خبراء التغذية بأمارلس اكتشفوا أنه مفيد للصحة ويحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، واستخرج من فاكهة قليلة النضج بأمارلس ولكن هم يطورن الزراعة لتنتج العديد منها.
حان اليوم الموعود وأنا على أهبت الإستعداد وفي كل قواي المدخرة للقاء محبوبتي أي حب الانتقام مِن مَن سلب الحرية وعززوا التطفل المعنوي وجعلوه مركوناً في جسد أخي، أنا قادمة. ياصغيرة أمارلس ،كلمات أخيرة ناشدت بها كل أطرافي وهي تغني وتطلق العنان للمغامرة التي كانت تكلم منذ الأزل، أزل كان فيه كل شيئ على مايرام لينقلب بعد ذلك فراق للرفاهية على حزن داكن، هيا هيا يادعجاء السيارة بانتظارنا لا نريد أن نتأخر على (كريم) ، من كريم  بصوت فيه نوعا من التقرب للمعرفة والشك في نفس الوقت نطقت، لترد على سوؤال :ألاتعريفين كريم أه نسيت لم تتكلمي معه حتى، بالمناسبة كريم اسم ابني الجميل من من الغريب ابنك الذي تدعين انه الجميل لحسن حظي رردت تلك الكلمتين بصوت خافت، هل قلت شيئ يا... أجبتها : كاثرين لا لا لم أقل شيئ يا عجوز، لماذا تفتخر بجمال ابنها يعني شخص عادي، هذا ماكنت تردده أنفاسي، وأنا سارحة في تلك السيارة من طراز قديم وفخم، في نفس الوقت قاطع شرودي صوت العجوز وهي تنادي : هيا ركبي، وجهتك في الانتضار، بخطوات ارتباك وتوتر من ماهو قادم قادتني قدماي الى سيارة ذلك الغريب جلست في المقعد الخلفي ولكن رأيت شيئا غريبا لم يكن في الحسبان رأيته يعدل مرأة الأمامية التي تقطن بجنبه المتوضعة على السيارة بحيث تبدوا ملامحي وكل تفاصيل وجهي واضحة، طرقت أن أنظر إلى  حقيبتي وأتحسس مابداخلها غير مبالية ما كان يقوم به الغريب، انطلاق وبدأت السيارة ترنو وتعلي من مقامها وصوتها وكأنها تبشر بوقوع خطبٍ ما، بين الحين والأخر استرق النظرات في تلك المرأة وأجده بعد لحظة ينظر إليا، بنفس تلك النظرات التي روادتني أثناء سقوطي بوخز أليم ينقض على حواف قلبي، أكملت التحديق الى السماء وفي بعص المرات الى جمال طبيعة أمارلس ومن تلك اللحظة لم أتأمل صورته المنعكسة في المرأة، توقفت السيارة في محطة تبدوا وكأنها هنا وتنتهي رواية العالم و هنا تختفي في فسحة الكون أرأيت يوما عالم يطفو فوق سطح عالم أخر أنا رأيت تلك الأميرة الصغيرة لاتحكم عالم بل جنة على الأرض قصرها لا أناديه قصرا لأني سأقلل من مقامه لم يعد قصرا سأسميه مقام عالم أخر مهما وصفت سأكون غير كافية ووافية لحقه بين الزهور وأبدع الورود ولدت أمارلس وهي طفلة وترعرت بينهم حتى سميت الهجينة وهاهي على مشارف انها زهرة أمارلس، رمزا من رموز العالم وهي ترتدي رداء أخضرا مطرزا بخيط الروح المصنوع من أرقى الأزهار وألذ الثمار، تتزحلق الشمس في السماء محدثت ذلك الصوت الطفولي النابع من حنان السماء أو ذات الرداء المزرق، ترجلنا من السيارة وفتحت البوابة الكونية أمامنا ونحن لازلنا مشدوهين لانعرف مسار أقدامنا وكأننا تسمرنا عند أول نقطة وننتظر أنها ستكون الختام لنتفاجأ أن هذه ما إلا البداية الطبق الرئيسي بحذافيره يتوسل لقائنا، دلفنا داخل بوابة عظمى استقبلنا عشرات الجنود الحارسين لتلك البوابة، تقدم إلينا واحد منهم ، أنيق بذلك الزي الأحمر وتلك القلنسوة التي تتوسط رأسه  بدا وكل علامات الاختلاف أنه رئيسهم  ، من فضلكم عودوا أدراجك، لانستقبل غرباء بدون موعد هكذا شرحت تلك مترجمتي العجوز ، نطقت ولازال فمي مفتوح من الاعجاب وسرعان ماتدركت الأمر ان علي التكلم وجهت نظري الى العجوز ولكنها فهمت مقصدي فبدأت تردد وراء كل كلمة أقولها اشارة: أنا أتي إلى هنا بدون موعد وكما أحب ليس كما تحب وانا أعلى مرتبة منك أتريد أن تعرف من أنا أو تريد أن تُفصل من عملك، أهذا تهديد أو نوع من المزح السخيف ترددت هذه الجمل وهي تخرج من يد القائد لولا العجوز لما كنت قادرة على فهم تلك الرموز والاشارات التي يصنعه ذلك القائد اللعين ، اعْتبره وفْهمه كما تحب انا أخت أميرتك أخبريه ياعجوز ما أود قوله ،، تلعثم ولم يقدر على الكلام والعجوز محركت باشارات تسرد ما قلت قبل قليل  واجه صعوبة في النطق ولكن وأخيرا أجاب : لايوجد ما أقوله غير أنك تكذبين وأميرتنا ليس لديها إخوة فتفضلي بالخروج وإلا.... ثم أردف قائلا ونظره في العجوز وهي تارة تخاطب عقله بلغة وتتلفت إلي وتخاطبني بلغة مختلفة تماما  : انتظري سأعود فورا، قرابة نصف خمس دقائق جاء القائد مهرولا  وانغمس وجهه بطين التوتر : أعتذر وبشدة لاتفصلين من العمل طبيعة وظيفتي هكذا، تفضلي بالدخول الأميرة في انتظارك في ردهة القصر وأكرر اعتذاري، اندهش كل من العجوز و سيد غريب وحتى انا لا أنكر بأني مازلت في نوبة ذهول وأخيرا تكلم ذلك اللعين الصامت وكأنه كان يخبأ سره الوحيد كطفل أكل قطعة حلوة وتظاهرا أنه لم يتذوق شيئ أمام والدته، بحركات منه اصبعه انحنى الجميع وبكل انتظام وبصوت واحد رددوا وكأنهم جزء من فطيرة تناسخت الى عدة نسخ متماثلة : تفضلي ، الأميرة بانتظارك، في تلك اللحظة بالذات مسكت رأسي مخففت عليه الشرود و طغيان الذهول مرددت : أناس  أمارلس يتحدثون وقت ماتطلب الحاكمة أو لا يتحدثون أو يتحدثون لغة الاشارة ولكن يتكلموا كلام وقت الحاجة لم أعد أفهم شيء، استأنفت نوبة الدهشة التي أتعارك معها تلك العجوز : يابنتي الدعجاء استودعك الله، في الملتقى لم يتبقى لك سوى اكمال مسارك بمفردك أقبلت تحتضنني، لمست فيها ذلك الحنان الذي كنت أفتقده من زمان لمست فيه ذلك الحب الذي رحل منذ أعوام، لمست فيه تلك القطعة الجميلة التي احاط به الكبرياء حولي وهي تزيلها الأن، من خلفي ظهرها وانا قيد الاحتضان من طرفها أتأمل ذلك الغريب وهو يبتسم كاشفا لثام بيضوي وكأنه أول مرة يبتسم، وسرعان ما اختفت تلك الابتسامة حتى ظننت أني كنت أتوهم، أفلتتني ولم تنظري الى وجهي لوحت لي وأكملت طريقها دون الالتفات، وتبعها الغريب مع شبح ابتسامة لاحت على وجهه الظريف، أدرت بنفسي متوارية الى الوراء أمشي بخطى متجه الى ثاني بوابة، يااااا هيذر يا ملكة أمارلس، يخافون عليك وليس سهل الوصول إليك، جوهرة غالي ثمنها يخبئا فقير لانها ستنجيه من فقره، فُتحت ثاني بوابة دلفت ورأيت العجب كل شيئ مورد بورود ذهبية ماعدا تلك الفضية التي وضع أعلاها تاج من زهور مختلفة الأذواق والأناقة مكملة لبعضها البعض ترتدي حُلة الليل والنهار فيها وأمام عيني حدث الكسوف والخسوف قمر أبيض الضياء بكل الألوان، التففت إليا ببهاء تحدق بي بتلك الأعين الرمادية، أدركت في تلك اللحظة بالذات أنها هيذر لمحت الحزن يختبى في جفنيها لمحت ذلك الشوق والحنين يتسلل من أعلى عينيها اقتربت مني سمو الأميرة، وجريت صوبها احتضنها : هيذر كم اشتقت لك وأنت صديقة الطفولة ألا تذكريني أنا كاثرين رفيقتك منذ الابتدائية ها أنا، أبوح بسري الوحيد الذي لايعلمه غير روجدا وقد عرفته هيذر منذ قليل هذا السر الذي كان يمد بصلة قرابة بيني وبين روجدا، خلعتني عن نفسها قائلة : هاقد عدتِ كما وعدتي حقا لم تخلفي وعدك أين كنت طيلة تلك الأيام طيلة تلك السنوات  لم تتغيري بقيت تلك التي لا أنسى ملامحها ظننت انني سألتقي بأختي روجدا فالماذا صنعت تلك الكذبة قالت وكل ما قالته كان يتشنج أنينا، لو لم أكذب تلك الكذبة البيضاء لما دخلت، وأنت كذلك لم تتغيري ولم يحذفوا ذاكرتك كما فعلوا مع اللواتي قبلك، وحمد لله انك لاتزالي تتكلمي العربية لغت الأجداد الموطنية، قلت في نفسي حتما أنها تصرخ في داخلها و لكن لا علينا انا كذلك أصرخ كلتنا تصرخ صراخ مختلف اجتمع في ألم واحد صرخة بين دهشة وانتقام.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أسيرة أمارلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن