لطالما كان الانتقام عدالة قاسية....لأن الشخص الذي يفكر دوماً بالانتقام....هو شخص يبقي جراحه مفتوحة.....فالمنتقم يرتكب نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها...
قال حكيم ذات مرة :
" يحتاج العفو قوة أكبر من الإنتقام "
يبدو أنه لقب بحكيم لأنه شخص أعمى عاش أكثر من مائة سنة ، يمشي بتباطئ ليصل لكوخه في أعلى الجبال...لست متعودتا على إلقاء النكت ، لكن آمل أنكم ضحكتم و لو بابتسامة مزيفة....ظريف...جدا...
.
.
.
يوم الإثنين ، 13:30pm ، محاضرة القانون..
" أستاذ كيدن ، هل ستكلفنا بمشروع لهذا الشهر أيضا؟ "
طرح أحد الطلبة من المدرج الأول هذا السؤال على البروفيسور كيدن و الذي بدوره كان يرتب أوراقه...
رفع رأسه نحوه بابتسامة راضية و كأنه على وشك الإعلان عن حمله الأول بعد إنتظار عشر سنوات...
" في الحقيقة أنا الآن في خضم ترتيب أوراق موضوع المشروع "
بعد أن عم هدوء في القسم عدل البروفيسور كيدن نظارته ليقول بصوت مسموع...
" كطلاب حقوق عليكم فهم المجتمع...فأنتم مقبلون على معالجة ظواهره...و عليكم فهم المحيط و البيئة التي تسببت في علته "
ساد صمت و بعض الهمهمات الصادرة من المتوافقين مع كلامه ، و أنا الأن أعلم من يدور في بالكم....أجل سيليا...كالعادة تضع قدما على الأخرى و تضم ذراعيها لصدرها بينما شعرها مفرود كالعادة ، تتكئ بظهرها إلى الخلف في وضعية متكبرة...
" العمل على هذا المشروع سيكون فردي...و ما أقصده بفردي هو نقطة المشروع التي ستحصل عليها...لن أهتم إن تلقيت مساعدة خارجية أو كانت تجربة سابقة...فعليك أن تبذل جهدا أكبر إن أردت الحصول على نقطة مشروع جيدة تؤهلك إلى عامك النهائي "
إستعمل حاسوبه يمرر أنامله عليه بسرعة ليتوضح مخطط للمشروع على الشاشة الكبرى...
" هذا هو مشروعكم"
ظهرت تقضيبة على جميع الطلاب يهمسون باستغراب ليوضح البروفيسور أكثر..
" على كل واحد منكم أن يتحدث عن القانون و ماهي علاقته بالدستور و هل يكملان بعضهما...و من هذه الوضعية الإنطلاقية ستتمكنون من التفرع لعدة أشياء مهمة و غالبا ستكون دقيقة على البعض و يصعب إيجادها لواقعيتها...لأريد منكم معاداة القانون ، لكن أريد أن تتحدثو عن وجهات نظركم عن القانون و الدستور مثل المحاضرة التي طرحنا فيها أهمية القانون و الدستور في حياة الناس...و كل هذا سيكون في ظرف... "
صمت البروفيسور قليلا ليقول بابتسامة واسعة..
" هذا الشهر "
YOU ARE READING
قديــسة الظلام
Romanceكيف لراهبة أن تتحدى الرب و كيف لفتى نهايته الجحيم أن يأخذ بيدها الى النعيم؟ الدماء التي عكست جروحها على ثوب أبيض ، إتهمها الناس أنها آثام...فارتدت ثوب أسود و أخرجت الشيطان الذي كان يسكنها...ولن يروض الشيطان إلا شيطان مثله.. فهل لفتاة تخشى الحب و تعت...
