ادعى يوسف

8 7 3
                                    

في اليوم التالي، عادت زليخة إلى الحديقة بانتظام، وأصبح اللقاء بالشاب، الذي يدعى "يوسف"، جزءًا من روتينها اليومي. بدأت محادثاتهما تتطور من حديث عابر إلى نقاشات أعمق. كان رامي شاباً ذا طموحات كبيرة، يمتلك رؤية واضحة للحياة، وكان يشارك زليخة أفكاره وأحلامه بحماس.كلما تعمقت محادثاتهما، بدأت زليخة تكتشف جوانب جديدة في نفسها، جوانب كانت مخفية تحت وطأة الحزن والجمود. يوسف كان مصدر إلهام لها، يساعدها على رؤية الحياة من منظور مختلف. لم يكن مجرد شخص غريب، بل كان صديقاً حقيقياً يُدرك عذاباتها ويشجعها على أن تكون أفضل.ومع مرور الوقت، أصبح كل لقاء مع يوسف لحظة مميزة، مليئة بالأمل والتفاؤل. تعلمت زليخة أن تواجه مخاوفها وتعمل على تحقيق أحلامها، بفضل التشجيع والدعم الذي تلقته من يوسف. ومع ذلك، لم يكن الطريق سهلاً، فقد واجهت العديد من التحديات والاختبارات التي أثارت doubtsها حول قدرتها على التغيير.في أحد الأيام، بينما كانت زليخة تتحدث مع يوسف عن خططها للمستقبل، سألته عن سبب تواجده في الحديقة منذ البداية. ابتسم يوسف وقال: "أحياناً، نحتاج إلى مكان نلتجئ إليه لنجد أنفسنا. كنت هنا لأبحث عن التغيير، ولأجد شخصًا يمكنني التحدث إليه بصدق."شعرت زليخة أن كلمات رامي تتحدث إلى أعماقها. أدركت أنها ليست وحدها في سعيها نحو التغيير، وأن العثور على أشخاص يشبهونها يمكن أن يكون جزءاً من الحل. بدأت تشعر بأن رامي ليس مجرد صديق، بل هو شخص يمكن أن يكون له تأثير عميق في حياتها.ومع مرور الوقت، أصبح رامي وزليخة أكثر من مجرد صديقين؛ أصبحوا شريكين في رحلة الحياة. تلاشى الحزن من حياة زليخة شيئاً فشيئاً، واكتشفت أن الفرح ليس بعيداً كما كانت تظن.وفي نهاية الرواية، تقف زليخة على قمة تل يطل على المدينة التي عاشت فيها، تحت سماء مرصعة بالنجوم. بجانبها، كان يوسف يشاركها اللحظة. تتذكر كل ما مرت به من تحديات وتدرك أن كل خطوة كانت جزءاً من رحلتها نحو تحقيق ذاتها. بينما تنظر إلى الأفق، تشعر بالأمل والتفاؤل، وتعلم أن المستقبل يحمل لها فرصاً جديدة، وأنها مستعدة لمواجهته بكل شجاعة.

انا اسمي زليخة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن