💎 ١ 💎
جزء عم ّ: طرقات على القلوب الغافلة ، آيات قصيرة ، وجيزة الألفاظ ، بديعة المعاني ، ومع ذلك فهو يحوي من دقائق الإعجاز ما يُبهر العقول، ويأخذ الألباب .
سورة النبأ : سمّاها بعض العلماء سورة التساؤل ، فبدأ الجزء بتساؤل ، ﴿عَمَّ يَتَساءَلونَ﴾ تساؤل عن التساؤلات في المجتمع ، عن ماذا يتساءل هؤلاء القوم وعلام يختلفون؟! ،﴿عَنِ النَّبَإِ العَظيمِ﴾، قيل أن النبأ هوالقرآن وقيل أنه النبيّ ﷺ وقيل أنه البعث ، وهذه الأقوال كلها حق فهى عندهم نبأ عظيم يختلفون حولها ويستاءلون ، ولأن هؤلاء المتسائلين لم يكونوا أهل تحرّ وبحث عن الحق ، وإنما تساءلوا تساؤل المكذب ، فقد ردعهم القرآن الكريم بالرد عليهم ﴿كَلّا سَيَعلَمونَ ثُمَّ كَلّا سَيَعلَمونَ﴾ فسوف يروْن النار وليس هذا فقط ولكن سيدخلونها أيضًا عياذًا بالله منها ، وقبل أن ينقلهم الله عزوجل ليوم الفصل ، ذكرّهم بنعمه عليهم، فسرد الأدلة والحجج والبيّنات وخاطب العقل بالتأمّل ﴿أَلَم نَجعَلِ الأَرضَ مِهادًاوَالجِبالَ أَوتادًا..﴾{٦-١٦}، فالكلام عن الآيات الكونية للإستدلال على البعث وذلك لإثبات قدرته تعالى ، فمن خلق كل هذه الأشياء ودبّرها،قادر على البعث ، ولم يخلقها عبثًا ، و يستحيل أن يكون خلقهُ دون حكمة ، ونلاحظ أن الله مثّل لهم بمشاهد تدل على البعث ، وهذه المشاهد الكونية كلها مرتبطة مع بعضها البعض ، فالأرض تحتاج إلى الجبال وتنتظر الماء من السماء ، و حركة الماء تحتاج إلى الشمس ، فالذي خلقها هو واحد سبحانه وتعالى .
(سُبَاتًا) راحة لأبدانكم وقطعاً لأعمالكم. -(لِبَاسًا) ساتراً لكم بظلمته كاللباس.
-(الْمُعْصِرَاتِ) السحب الممطرة.
(ثَجَّاجًا) منصباً بكثرة.
(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) بساتين ملتفة أشجارها.
يتبع بإذن الله
