« بعد الليلة التي شعرت بها بتحطيم قلبك وبكيت بنحيب، لن تقدر على استعادة نفسك القديمة مجدداً»
كانت دائمًا ما تمر تلك الجملة على مسامعي، ولكن لم أتخيل في اسوء كوابيسي أن أحسَّ بهذا الشعور، حتى تفوقت فظاعة أحلامي على واقعي، وفقدت ما أنا عليه..صعدت إلى سيارتها و دموعها تنهال على وجهها، شهقت بضيقٍ وكأن رئتيها قد فقدت قدرتهما على التنفس، وتحركت مُسرعه غير مبالية بالطريق وما حولها، وكان المسيطر على عقلها هي كلماته العاتية حين قال:
" خليكي كده عايشة علشان تحرجيني وبس، نفسي مرة تسمعي الكلام وتعملي اللي بقول عليه، أنا كان مني لله يوم ما فكرت أعترف إنك بنتي، كان مني لله إني خلفت بنت زيك أساساً!"
اجهشت في البكاء رغماً عنها وهي تتذكر كلماته التي كانت كفيلة لتحطم قلبها، فصرخت بدموع وضربت مقود السيارة، وفي لحظة أغرقت الدموع عيونها فلم تنتبه للضوء القوي القادم نحوها، وانسدت أذنيها فلم تسمع صوت الشاحنة التي كانت تحذرها بقدومها، وفي لحظة إدراكها كان قد فات الأوان لتصرخ بهلعٍ عندما ضربت الشاحنة سيارتها بقوة فانقلبت رأساً على عقب!!..صوت أنفاسها يعلو، شعور بالغثيان والدوار اجتاحها، وكانت أخر كلمات وصلت إلى مسامعها هي كلمات إحدى الأشخاص الذين اجتمعوا حول سيارتها المنقلبة بفجعة، ولكنه صوته كان مألوف بالنسبة لها، مألوف للغاية، وقال:
"امك الله يرحمها ماتت كده برضو، بس الفرق إني أنا اللي قتلتها، لكن إنتِ اللي قتلتي نفسك بنفسك، موتي بقى"
****
بعد مرور عامين..
في إحدى المزارع الهادئة بقريةّ بسيطة..
فتحت مقلتيها بفزعٍ وانتفضت من مكانها، ذكرى هذا الكابوس لازالت تداهم أحلامها لتسرق من جفونها الراحة، نهضت من مكانها باستياء ونظرت إلى مرآتها ليظهر أمامها وجهها المتعرق وكأنها كانت تخوض معركة صعبة، تنهدت بحرارة ثم اتجهت إلى خزانتها وأخذت ملابس أخرى لتغير ثوب النوم، وأثناء ارتدائها لملابسها وقعت عينيها على انعكاس أثر الجروح الموجودة بظهرها، وخصوصاً ذلك الخط العميق الذي بطول عمودها الفقري، كان ظهرها مشوه تماماً لذلك أبعدت نظرها عن نفسها بسرعه وانتهت من تبديل ملابسها..
ولم تستكين من فاجعة الحلم حتى دق باب غرفتها بقوة فانتفضت وهي تنظر إليه بتساؤل، تحركت من مكانها وذهبت حتى تفتح الباب لتطل عليها إحدى العاملات في المزرعة تدعى «فاطمة» وعلامات الإضطراب تكسو وجهها، وقالت حينما رأتها:" أبلة زينه كويس إن حضرتك صحيتي "
طالعتها «زينه» بقلق قائلة:
"في إيه قلقتيني على الصبح"فأكملت «فاطمة» بنفس الاضطراب:
"المُهرة الصغيرة تعبت عن امبارح أوي خصوصاً بعد ما أخدت العلاج اللي كتبه الدكتور البيطري شكله كتبلها علاج غلط"
أنت تقرأ
أرض اللقاء
Romance«بعد الليلة التي شعرت بها بتحطيم قلبك وبكيت بنحيب، لن تقدر على استعادة نفسك القديمة مجدداً»