بارت 9 : التناقض

334 18 7
                                    


.
.
.
.
.
اسفة على الأخطاء الإملائية...

____________________________________________

John Pov

كان يقف عند شرفة النافدة وعيناه تراقب تحركات داهي وهي تتجه نحو المنزل... كان الارتباك والخوف باديان على ملامحها و خطواتها ... تراجع للخلف بخطوات تابثة و رزينة نحو باب غرفته... يداه مدسوستان في جيوب بنطاله الرسمي... و عضلات جسمه المفصلة و البارزة بشكل واضح ومثير من خلال قميصه الأبيض ذاك.... نظرته كانت حادة كعادتها بينما ملامح وجهه متجمدة وغير قابلة للقرائة... وقف في اعلى الدرج يراقبها وهي تبحث بعينيها في المكان بعدما ان اغلقت الباب خلفها... لتتجه بعدها بخطوات سريعة نحو المطبخ... نزل الدرج بكل هدوء وبدون ضجيج ... كانت خطواته صامتة لحد مخيف... لحد انك لن تشعر بوجوده الا عندما تلمحه....

وقف امام باب المطبخ يلمح ظهرها المقابل له، بينما تلتقط كوب الماء بين يديها بارتعاش... كان يود ان ينتضرها حتى تنتهي...لكنه لم يستطع تمالك نفسه بعد الآن، انقض بيده على عنقها ملصقا اياها على الحائط الواقع بجانبها... كانت عيناه تحترق من الغضب وشيء اخر لم يستطع البوح به ابدا... حاول قدر الامكان التحكم في قوة قبضته... ففي النهاية هو لا يريد سوى ترهيبها لا اذائها...
اقترب بوجهه صوب اذنها ليقول بصوت هادئ لكن به زمجرة من الغضب...

"لقد اخبرتك بأن لا تبقي هناك لأكثر من ساعة... لماذا ضربت كلماتي بعرض الحائط داهي؟.."

"لقد...كان ...نائما... لذلك لم استطع...الدخول على الفور .. صدقني لقد كنت ع...على وشك ... المغادرة... عندما... اتصلت ...بي"

بصوت مختنق وبكلام متقطع اجابته وهي تحاول ازالة يده من على رقبتها.... نظر اليها جوهن بملامح باردة بالرغم من الحرب الطاحنة لمشاعره التي قد بدأت تتداخل فيما بعضها البعض داخله.. لقد كانت فكرة تواجدها مع جون في نفس المكان و بدون ان يعرف ماذا يحدث بالضيط بينهما تزعجه بقوة.... في البداية كانت هذه هي الطريقة التي فكر بانها الانسب لانتقامه من جون لما فعله باخته... كانت فكرته في الاساس ان يجعل جون يتعاق بداهي من جديد ومن ثم ياخدها منه بصورة مفاجأة ليتركه يصارع الم فقدانه لمعشوقته لمرتين متتاليتين.... لكنه عندما امرها بتنفيد خطته هذا الصباح، لم يتسطع تحمل الأمر البتة... كانت تخيلاته تتصور اسوء السيناريوهات بالنسبة له... كأن يكون جون يتلمسها او يقبلها... او يمسك بيدها حتى!... كانت كل تلك الافكار مزعجة له بشكل كبير... في داخله كان يعلم بانها تقول الحقيقة، فمسار هاتفها يخبره بانها قد ضلت بالفعل داخل سيارتها لما يقارب النصف ساعة قبل ان يتحرك لمنزله، ومن ثم بقى هناك حتى اتصل بها...لكنه لا يجرأ ابدا على الإعتراف بكل هذا... بل اكتفى بفك قبضة يده من على رقبتها يمنحها مجالا للتنفس واستعادة نفسها مع الحفاض على مكان يده حول عنقها... شاهدها كيف انها تشهق وتسعل بقوة في محاولة منها لمد رئتيها بالاكسجين الكافي.... اراح يده التي كانت تمسك برقيتها على وجهها يتلمس خدها في حركات دائرية لطيفة بابهامه... اغمض عينيه للوهلة بينما يريح رأسه على كتفها، في محاولة منه لتهدئة نفسه وعقله من تلك الحرب الطاحنة في داخله، رفع رأسه ببطئ ليعدل من وقوفه مما يظهر فارق الطول الكبير بينهما،
بدأ يتحرك بيده ببطئ لخلف رقبتها ممسكا ببعض الخصلات من شعرها الذي قد انفكة عقدته بالفعل ليضغط عليها نحو الاسفل مجبرا اياها على مقابلة نظراته ... كانت عيناه تتفحص نظراتها بكل هدوء ... لقد كان يبحث عن شيء فيها... شيء يطمأنه يانها لم تتخطى حدودها مع جون... وبانها قد احترمة صفتها كامرأة متزوجة....
اجل... هذا هو جوهن... قمة التناقض... يجبرها على الذهاب لحبيبها السابق كي تجعله يتعلق بها، لكنه في نفس الوقت يطلب منها عدم تخطى حدودها.. واحترام صفتها كامرأة  متزوجة....

Shadows of hope | ظلال الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن