Part 2

867 81 10
                                    

استرجعت منزلك و عملك المتواضع بعد أن وصلك اتصال من رئيسك في العمل و صاحبة المنزل بأنه باستطاعتك العودة متى أردت.
لم تستطيعي أن تمثلي الكرامة و ترفضي بعد هذه الإهانة ، فحالتك لا تسمح لأنك لم تجدي عملا بديلا كما أنه لا يمكنك العيش مع صديقتك في شقتها الضيقة لمدى حياتك.

أخبرت صديقتك و ساعدتك في نقل أغراضك إلى منزلك. كنت سعيدة لأن المياه عادت إلى مجاريها . إلا أن صديقتك استغربت و شكت أن شيئا ما سيحدث عن قريب.اتصلت بسوهو لتعلميه بالخبر السار .

أجابك بصوت حزين:
-"أعلم...لقد حللت المشكلة مع والدي، لن يزعجانك بعد اليوم"
-"تكلمت معهما و وافقا؟ هذا غريب...سوهو؟ ما خطب صوتك؟"

-"فلنلتقي عند الجسر بعد 10 دقائق ، لدي شيء أود أن أقوله لك " ثم أغلق الخط.

سألتك صديقتك:

"ماذا هناك؟ "

أخذت معطفك و أجراها بنبرة حائرة :

"علي أن أذهب، سوهو ينتظرني . عندما أعود سنتحدث"

بعد 10 دقائق، وصلت إلى الجسر، وجدت سوهو ينتظرك.اقتربت منه و ضممته من الخلف ، لكن سوهو لم يبادلك العناق كما كان يفعل سابقا.
كان الحزن باد على وجه سوهو لكنه حاول عدم إظهار سوى ملامح قاسية و جادة ليسهل تقبلك للواقع المؤلم.
التفت إليك و أزال يديك عنه. استغربت، شعرت بأنفاسك تضيق، سألته قلقة:

"سوهو؟ ما بك؟"

أجابك سوهو متفاديا النظر إليك و متظاهرا باللامبالاة و القسوة:

"____، مللت منك. لم أعد أطيقك، دعينا نفترق!"

شعرت كأن سكينا حادا يغرز في قلبك فور سماعك كلامه، لم تعلمي السبب الحقيقي الذي دفعه إلى فعلته هذه.لم تشعري بنفسك حتى نزلت دمعة من عينيك لتشق طريقها في خدك.أجبته بابتسامة حزينة:

"سوهو، أنت تمزح.....صحيح؟"

نظر سوهو إلى عينيك و بصوت حاد قال:

"____ أنا لا أمزح، أنا سأتزوج قريبا من فتاة من مستواي؛ غنية و جميلة من عائلة ذات نفوذ كعائلتي . "

قلت:

"لكنك تحبني !"

ابتسم سوهو ساخرا منك ليجعلك تصدقين كل ما سيقوله بعد ذلك:

" أحبك؟! كنت أمضي وقتي معك فقط، أنت لا أحد بالنسبة لي. تجعلينني أشعر بالشفقة عليك...هل ظننت حقا سأتزوج بك في يوم من الأيام؟! هذا مضحك"

شعر سوهو بقلبه يتحطم من الداخل عند رؤيته  لتعابير وجهك المتفاجئة و الحزينة التي تمزق كل جزء من جسده.أحسست بقلبك من الداخل كأنه يمر في عاصفة قوية لا يمكن لأحد النجاة منها.أكمل سوهو ليختم اللقاء:

"أتمنى أن تجدي شخصا يستحقك . هذه آخر مرة سنلتقي فيها. وداعا ____"

اقترب منك محاولا مسح دموعك،لكنه شعر أنه سيزيد الأمور سوءا فغادر بعد ذلك مستقلا سيارته الفاخرة. لم تتحمل رجليك وزنك أكثر، فسقطت أرضا ترتعشين و تبكين بهستيرية.

أعادتك صديقتك إلى منزلك فور تلقيها اتصالا من أحد المارة الذي أشفق عليك ، فاتصل برقمها مستعملا هاتفك.
لم تتوقفي عن البكاء طوال اليوم لدرجة أنك أصبت بالحمى، ظلت صديقتك بجانبك تخفض حرارتك و تعتني بك.

مرت الأيام و لاحظت صديقتك و زملاؤك في العمل هدوءك بشكل مريب، و بقائك صامتة و منعزلة في أغلب الأوقات، بل تحديدا في كل الأوقات.


😇 تصويت = تشجيع 😇

 Voodo Doll || دمية الفودو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن