#شيطان_و_ملاك...
الجزء الرابع
انه الصباح مرة اخرى اليوم قد استيقظت قبل ان يرن المنبه.. على غير العاده...
امر غريب لم استيقظ طوال ليلة البارحه.. نعمت بالدفئ...واشعر بالنشاط اليوم...
نظرت من النافذه واذ بها لا تمطر...فقمت بالصعود على السطح لاستنشق بعض الهواء العليل...
لا اعلم لم عندما نظرت لاسفل خفت وعدت بخطواتي الى الوراء... بدأ قلبي يخفق بشده.. وصور غير واضحه اجتاحت عقلي...
لن يفتقدني احد... صوت المطر... الاشجار الصغيره... ذلك الهواء الجليدي...
......
.......
لا تفعلي ذلك فهناك من يريدك...
تلك الكلمات جعلتني ابتعد اكثر وقشعريره سرت في انحاء جسدي...
انه ذلك الحلم... ولكن شعوري اتجاهه غريبا...
في ذلك الحلم تفتت تحت قدمي اطراف احجار السور الرطبه...
لا اعلم لماذا ولكني اقتربت من سور المبنى افتش في حواف تلك الاحجار..
بينما كانت عيناي تتفحص الاحجار لمحت ذلك الفتى : اليس ذلك كاي... الفتى الجديد.... كم يبدو صغيرا...
فاصبحت انادي.. : هاي ايها الفتى... كااااي...
لم يسمعني في البدايه.. ولكنه انتبه لي اخيرا بعد ان لوحت له وانا انادي بصوت مرتفع...
لانزل بسرعه وارتدي معطفي...
قلت له بعد ان توقف لينتظرني : ولكن ماذا تفعل هنا؟؟؟
- انا اقطن قريبا من هنا سيبدا عملي بعد قليل...
- حقا.. لنذهب معا اذا وابتسمت ببلاهه..
قال كاي باستغراب : اما زال الوقت مبكرا...؟
- نعم ولكني اشعر بالنشاط نظرت له وفتحت عيناي : اتعلم انه الدفئ... ليس ستيفن ما كان يشعرني بالحزن والكأبه..انه هذا الجو البارد... اراهن على ان المدفأه قد اشتعلت البارحه...
ضحك كاي لبلاهتها ثم اردف يسأل : ولكن من هو ستيفن...
لتضحك راين كما عهدها سابقا : اه يال حماقتي وما ادراك من هو ستيفن لم اكلمك عنه على اية حال... لا يهم لنذهب الى العمل الان فربما ستغفر لي السيده سوان عندما تراني....
لقد تنهد كاي بارتياح بعد ان راى جزئا من راين القديمه بدأ يعود تلك التي احبها بجنون....
********************
مضى اسبوع لي بالعمل ولم يظهر ذلك الفتى الجديد ليومين كنت اغطي عمله كي لا تقوم السيده سوان بطرده عندما يعود.. فقد قام بمساعدتي عندما كنت في اضعف حالتي.. حتى وان كان قد قام بمساعدتي دون ان ينتبه..
وايضا لقد اعتدت وجوده... فهو لطيف .. يجعلني اضحك دائما... يخفف ذلك الالم الذي اشعر به...
كنت اعود متاخره دائما فذلك هو عملي...
لقد مضى هذان اليومين بهدوء... فقط كأبه عذبه تنتسج مع خلايا وجهي...
صمت...
اعود من عملي ..لابتاع الاشياء الاساسيه واقضي بقية يومي في التفكير او الجلوس على احد المقاعد القريبة من شقتي...
لافكر بعمق ... او اشرب القهوه الساخنه...
التي لا تنفك ان تبرد وتنضم لذلك الجو الجليدي...
***********************************
كاسبر.... انهض.... قلي من فعل بك هذا...
- أ...ان...انهم..الشياطين...لقد عادو....
ليقوم كاي باخذه بسرعه الى منزل ابيه الذي لم يدخله منذ قرنين...
الكل ينظر بغرابه... بعض المستذئبين لم يصدقو اعينهم... اهذا ادوارد ؟؟
ليهرعو ويخبرو رئيسهم....
هرعت الليدي جوان لترى ما يحدث...
صرخت : ادوارد... اخي... ماذا حدث لكاسبر....
قال كاي بقلق : ساضعه على السرير... لا تقلقي بعض الجراح... احضري الطبيب ليون...
قالت اخته بحزن : لقد مات الطبيب ليون.. وقالت لاحد الخدم : قومي بمناداة الطبيبه جورجيت....
بعد ان طمئنتهم الطبيبه على حالة كاسبر...
هم كاي بالرحيل لتحتضنه جوان من الخلف...ايها الابله..لم تلقي التحية علي حتى..التفت اليها ووضع يده على رأسها ليبتسم : لقد كبرت حقا واصبحتي جميله...
قال صوت غليظ من ورائهم : احقا عادو الشياطين ؟
ادوارد..بني... واخيرا عدت ..
لينظر له كاي بغضب : انهم ليسو الشياطين... انه انت اليس كذلك.. ايها الوغد... تلك الخدوش لن يفعلها سوى رجالك... كما ارسلتهم لي في الماضي
-لديك مخيله خصبه....
ابعد كاي اخته لتظهر انيابه ... فامسكت به اخته وبدأت بالبكاء : ادوارد..ارجوك..
قال والدهما بحده : دعيه... اتريد قتلي...انا من فعلت ذلك نعم لاحضرك الى هنا... هيا قم بقتلي.. فذلك سيسرع من توليك للعرش من بعدي...
بدأت اسنان كاي بالاختفاء : اي اب يفعل في ابنه هكذا ؟؟ انت وحش ... لا تملك الرحمه... قاتل...
اتعتقد باني حقا ساصبح ظالما مثلك ؟؟
في احلامك الزمرديه.... انا احذرك... ان حدث هذا مرة اخرى.. ساجعلك تندم بقية حياتك...
- ستأتي لي في يوم ما ادوارد... وتركع عند قدمي... تطلب السماح...وعندها وضحك :.. ساسامحك....
لم ينظر له كاي ولم يختفي من امامه بل استمر بالمشي حتى البوابه...ثم اختفى
***********************************
جلست امام نهر التايمز في لندن لأنظر الى الافق...
طرقت بقدمي الارض... كيف له ان يفعل ذلك ايها الوغد الحقير.... ايسمي نفسه ابا....
نظرت حولي... هذا المكان... قد توفي به مئات الاشخاص... يسمونه بالمكان المسكون..
حتى انهم يطلقون الترهات حول وجود شبح السيده كاثرين هووارد الزوجة الخامسه للملك هنري الثامن والتي قد اتهمت بالزنا...
باتت تصرخ لتلصق بقدمي ذلك الوغد تتوسل كي يبقي على حياتها الى ان قطع رأسها وتحدرج امام قدميه.... تلك الصرخات اليائسه وكأني اسمعها الان على الرغم من كوني طفلا وقتها...
ربما كان احدنا يعبث معهم ليخيفهم بهذه الاساطير....
اذكر حين ذهبت الى قصر هامبتون والذي يبعد خمسة عشر كيلو مترا غرب وسط لندن.. حيث سمع
موظفو الأمن أجراس الإنذار تدق قرب قاعة المعرض ، تشير إلى ان ابواب الحريق قد فتحت
لكن بعد التحقيقِ وجدوا الأبواب مغلقة .
