(9 )

8.5K 351 4
                                    

فيرد هادي: نعم نعم صحيح، هل لي برقم هاتفها أو رقم زوجها حتى أرجع الكتاب،
فترد عليه الأخت: لا لا هي ليست متزوجة، ثم إني لا أعرف رقمها الجديد، فقد غيرته مؤخراً، ولكنني سأعطيك عنوان منزلهم،
حينها انفرجت أسارير هادي من جديد، فقد دبّ إليه الأمل مجدداً، أغلق هادي الهاتف وانطلق كما الطير الذي يحنّ إلى عشه، استقل سيارة أجره وتوجه للعنوان الذي أعطته إياه الفتاة، وصل هادي للعنوان فوجد بيتاً جميلاً مساحته صغيرة ولكنه ينم عن ذوق رفيع من الخارج، وضع هادي يده على جرس الباب وهو يبسمل، وقف مدة ثلاث دقائق ولكنها كانت بالنسبة إليه تمر كما الثقل على صدره،
فُتح الباب وإذا بها خادمة البيت،
فابتسم هادي وأبدا التحية وقال: هل يمكنك مناداة مريم؟ دخلت الخادمة وعادت لتقول : ستأتي حالا، انتظر قليلاً،
يقف هادي مُنزلاً رأسه منتظرا قدوم مريم،
حتى يرا سواد عباءة تقف قبالته: رفع رأسه فوجد ذلك الوجه الملائكي الطاهر البريء،
حينها سمع صوتها الهاديء وهي تقول: أنت! كيف وصلت إلى هنا؟
وتبدو مريم مذهولة،
فيرد عليها هادي: السلام عليكم قبلاً،
فترتبك مريم وترد السلام،
فيواصل هادي:عذراً إن أزعجتكِ، ولكنني جئتُ لأعيد الكتاب، و امممم، بصراحة جئتُ لأسألكِ لم هربتِ؟ ثم أني طلبتك على سنة الله ورسوله، فما هو سركِ؟ وكيف ناداكِ الطفل في المطار ماما وأنتِ لستِ متزوجه؟ لقد حيرتني لدرجة ما تماكلت فيها نفسي من أن أسعى إليكِ، خاصة بعدما أطمانيت أنكِ عزباء.
أطرقت مريم، ثم رفعت رأسها قائلة: أولاً عذراً أنني أتحدث معك على الباب، فلا أستطيع إدخالك، فلا يوجد رجل في البيت حالياً،
فيرد عليها هادي: لا بأس، واعذري تطفلي،
ثم تتنهد مريم وتبدأ بالحديث وفي عينيها دمعة مكسورة: اسمعني أخي، فحكايتي معقدةٌ وطويلة، وسأسردها باختصار، تتنهد مجدداً وتواصل: لي أختٌ تكبرني بعشر سنوات وهي اختي الوحيدة، تزوجت وانتقلت للعيش هنا مع زوجها، وتشاء الأقدار أن تتاخر في الحمل عشر سنوات، حتى حملت بمحمد وهو الطفل الذي رأيته في المطار، وبعدما أنجبت محمد منذ ثلاث سنوات تقريباً أصيبت بمرض السرطان ، وقد تركنا انا ووالدي الوطن وجئنا هنا لنكون قربها في محنتها، اما والدتنا فقد توفت بنفس المرض منذ سنوات أيضاً، المهم أنّ محمد لم يعرف أمّاً غيري فطوال فترة مرض أختي تكفلت به لدرجة أني نقلت دراستي إلى الجامعة هنا، حتى استاءت حالة أختي ووصتني وقت احتضارها أن لا أتخلى عن محمد مهما حدث- تمسح دمعة سقطت بألم وتكمل- وقد وعدتها بذلك،
هنا يقاطعها هادي بحماس: صدقيني سأعتبره مثل ولدي

وقبرت حلميWhere stories live. Discover now