"1"

37.8K 1K 208
                                    

‏كنت أقف امام الكاهن ب بدلتي الرسمية السوداء وربطة عُنق تحمل ذات اللون بقميص ابيض ، مصففاً شعري الى الخلف بطريقه مُرتبه ، لقد اخذ منّي ساعه ونصف لتصفيفه بهذه الطريقه !

‏لا ازال مُتردد رغم ان كل شيء قد حدث ولا يوجد هناك فرصه للتراجع أبداً ، اعني انا الان على وشك الزواج ولا زال ذلك الصوت الصغير يهمس بداخلي "لا تفعل" ورغم ان مُعضمي يستمع لذلك الصوت الا اني افكر بالمنطق! فهذا الخيار الانسب

‏أظن ان بعضكم يتسائل ما اللذي افعله في الكنيسه؟حسناً لنعود ثلاث أشهر للخلف عندما كانت حياتي هادئه دون ضوضاء سواء صوت امي المُرتفع على بعض الخدم وموسيقى الراديو في غرفتي

‏كنت أعيش بسلام لولا ان هناك ضوضاء اخرى حدثت ، ليس بمنزلي! ولكن في لندن كلها ، انها بمُناسبة حضور ابنة رجل الاعمال الأشهر في هذه البلده ، كيف لا اعلم عن هذه الفوضى بينما معضم الصحف تتحدث بعناوين مُختلفه

‏"السيده جيسيكا تعود من الخارج"
‏"ابنة سيد الاعمال كارون تعود"
‏"جيسيكا كارون في لندن"

‏الكثير من العناوين وهي تترأس الصفحه الاولى ، يمكن للأعمى ان يرى هذا ، الجميع يتحدث عنها في الحفلات اللتي احضرها والاجتماعات حتى الزيارات العائليه ، في الحقيقه لقد أعجبت بها حتى قبل رؤيتها

‏اعني امرأه ناجحه مثلها من لا يريد الارتباط بها؟

‏حديث بعض الفتيه عنها وكيف الجميع يحاول بشتّى الطرق للإمساك بها دون جدوى هو من اول أسباب اعجابي بها ، انا اذكرها نوعاً ما فقد كانت تلعب معي عندما كنّا صغار ، ولكني لا اتذكر بشكل جيد

‏عندما شاهدتها بأحد الحفلات كانت كالصاعقة بالنسبه لي ! انها اشد جمالاً مما تخيلت ، بخصر منحوت وشعر بني طويل وعينان عسليه واسعه وطول مناسب بشفاه ممتلئه ، انها حلم كل رجل !

‏استمرت رؤيتنا لبعض وقد أخبرتني انها تتذكرني جيداً عندما كنّا اطفالاً رغم كوننا بالثامنه فقط ، كانت تحدثني بالتفاصيل الصغيره والدقيقه بينما انا بالكاد اتذكر اسمها

‏عندما حدثتني امي عنها وأنها تريد منّي الزواج بها لم استطع منع نفسي حقاً ، كنت متشوق  لذلك و وافقت بسرعه بعد مرور شهرين على معرفتي بها ، أظنني تسرعت بعض الشيء؟ هذا ما كنت افكر به الان

‏دامت خطبتنا لمدة شهر وها انا أقف الان امام الكاهن في الكنيسه وكلي ندم على قراري السريع هذا

‏ما ان سمعت بوابة الكنيسة تُفتح حتى اردت وبشده الهروله للخارج ، هذا خطأ فادح ارتكبه بحق نفسي! ولكن أليس رأي الأم دائماً صائب؟

‏زفرت الهواء بصعوبه واستدرت بإتجاه الباب لتخرج تِلك الفاتنه من خلفه بردائها الأبيض الأنيق وهي تحمل باقة ورد بيضاء كلون بشرتها الصافي وتعكف يدها على مرفق ابيها المُسن

‏تسير بخطوات بطيئه وابتسامه واسعه نحوي وقد ازداد خوفي ، اريد الهروب فقط ومغادرة هذا المكان فوراً

‏وصلت الى مكاني وقد وضع العم كارون يدها حول مرفقي بعد ان ابعدها عن مرفقه ، بدأت معدتي بالإنقباض بقوه وهناك وخز في قلبي لا اعلم سببه

‏بدأ الكاهن بقراءة الصلاوات ونحن نقف بصمت ثم وصل للمكان اللذي جعل قلبي ينقبض بألم جاهلاً لما

‏"... لذلك اطلب منكما ان تُجيبا بصراحه امام الحضور وبحريه تامه"

‏ثم حول بصره نحوي وبدأ يسأل ما اردت منه عدم سؤاله "لقد تقدمت أيها الابن المُبارك -هاري- وحضرت لتقترن ب-جيسيكا- بموجب السنه المسيحية وقوانين الكنيسة ..الخ"

‏كان الجميع ينظر الي .. بإنتظار لإجابتي ، جيسيكا فتاة رائعه حقاً وجميع الفتيه يرغبون بالزواج بها فلما كل هذا التردد هاري؟ أليس انت من وافق بإرادتك دون اكراه! رغم كونه زواج تقليدي ولكنك كنت المتحمس الاول له ماهذا الان؟

‏"سيد ستايلز؟"

‏انتبهت ان سكوتي دام طويلاً فأبتسمت بتصنع قائلاً "نعم .. اقبل"

‏رغم نظرة الاستنكار اللتي علت وجه الكاهن الا اني تجاهلتها تماماً وسرعان ما زالت ابتسامتي فور سؤال جيسيكا عن رأيها بالزواج وكانت إجابتها كما هو متوقع "نعم اقبل"

‏"يشهد الرب عليكما ويبارككما ويس-.."

‏لم انتبه جيداً لما يقول ، كنت شارد الذهن و نادم ، مشاعري متناقضة ولا اعرف ما يجب علي فعله حقاً ، انتبهت اخيراً بعدما سحبت جيسيكا يدها من مرفقي لألبسها الخاتم ، يدها ناعمه جداً ورقيقه .. ما ان لامستها حتى سرت في داخلي قشعريره غريبه وكأني اول مره امسك بها !

‏تبادلنا الخواتم وطلب الكاهن منا ان نُقبِل بعضنا البعض ، لامست شفاهي خاصتها بنعومه ، انها المره الاولى اللتي المس بها شفتها .. بل المره الاولى اللتي اقبل فيها احداً ، هي لم تكن سيئه حقاً .. أحببتها

‏   "اعلنكما الان زوجاً وزوجه"

One More Round - Larry StylinsonTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon