33- ضحية في ظل هذا القدر

548 30 340
                                    

صعب أن نعتاد النسيان...طالما أن الفاقد للذاكرة سعيد...فمن حوله ربما...تعيسون...و هو لا يشعر...فكأنما هذه العادة قد أصبحت مخدرة للحواس أيضا...ما عاد بإمكانه التعامل مع مشاعره بالشكل المناسب...لا إحساس و لا شعور و لا آلام و لا أوجاع...ما قد يطلبه المرء أفضل من هذا؟! نسيان الآهات و الأحزان...و الماضي...ربما هو الخيار الأفضل على كل حال...ربما هو العدل...

  كانت روح مايك ضائعة...تحلق في الفضاء...تبحث عن ضالتها...عن الجسد الذي يحويها...أما ايلين...فقد انهمكت روحها من كثرة الصدمات في حياتها...لم تعد مستعدة أبدا للخسارة...تعبت فقط...تعبت...

عاد مايك لمنزله و التقى بأبيه في الممر، فطلب منه الإذن ليتكلما وحدهما في المكتب...

شارل: ما الأمر بني؟! هل الموضوع مهم لدرجة أنه يتطلب التكلم وحدنا؟

مايك: أبي...لقد تأكد كريس من أن كلام ستيف صحيح، لأن جوليا كانت في المشفى حقا...

شارل: لا أكاد أصدق...

مايك: أجل و أنا أيضا...

شارل: لا ليس ما ظننته...لا أكاد أصدق أن ابني بات سببا لانتحار الفتيات الجميلات لأجله!

مايك: أبي...

ضحكا معا...ثم دار شارل حول مكتبه ليرمي بنفسه على كرسيه الدوار بحيوية...

شارل: حسنا...و ماذا الآن؟ ما الذي تود فعله؟!

مايك: لقد جئت لأسألك في الواقع، لا أعلم ما الذي يغضبني...أتراه اقحامها لي في مشاكلها؟ أو أنه كذبها علي؟ أو أنه شيء آخر...لست أدري ماذا يحصل لي...أنا...ضائع مجددا...

شارل: اهدأ بني...لا مشكلة من دون حل...

مايك: لا يا أبي...ليست هذه...لا حل لاسترجاع ذاكرتي...أليس كذلك؟!

شارل: مايك...

مايك: أبي...أنا متعب...

شارل: أقترح أن تأخذ إجازة في مكان بعيد ما رأيك؟! اذهب و متع نفسك قليلا، ربما ترتاح بذلك أو يساعدك الأمر على الاسترخاء و التذكر...ما رأيك؟!

مايك: لا أريد الآن يا أبي، فهذا اسمه هروب و لا أرى سبيلا للنجاة في كل هذا...

شارل: أنا أستعجب رفضك للأمر...لقد عهدتك تعشق هذه الأفكار...

مايك: ليس الآن و جورج قادم من نيويورك...

شارل: آه جورج عائد؟ لقد اعتدتما البقاء سويا فيما مضى...آخر ما سمعته عنه أنه تزوج من ايلين؟!

مايك: إنهما عائدان...أريد رؤيتهما...لكي أحاول التذكر...

شارل: حسنا لا أرى مانعا في هذا...بما أنك عزمت أمرك على المحاولة مجددا، فلن يقف أحد في وجهك...

مايك: آه و قد نسيت إخبارك...سأعود للعمل غدا...

شارل: ماذا؟! و لكن...كيف...

ضحايا في ظل القدر|قيد التعديل|Where stories live. Discover now