الثقافة القرآنية

795 12 4
                                    

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ :4/8/2002م

اليمن ـ صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

والصلاة والسلام على رسول الله ، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وأنزل عليه الكتاب المبين ليعلم الأمة، ويزكيهم، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين.

في البداية نعتذر للأخوة المعلمين وللطلاب جميعاً أننا لم نقم بزيارتهم إلى الآن ، وليس ذلك عدم اعتبار لهذا العمل ، أو عدم تقدير لما يقوم به الأخوة المعلمون والطلاب، وإنما لشواغل أخرى، ولثقتنا ـ أيضاً ـ أن في المدرسة من الاخوة المعلمين من فيهم الكفاية في التعليم وفي التوجيه وفي الإرشاد وفي التربية، وليس هناك حاجة بالنسبة لنا، لكن هذه زيارة نتشرف بها لهذه المدرسة ، نتشرف بها للأخوة المعلمين وللطلاب جميعاً، ولنتحدث معكم ، أيضاً لم نجعلها بشكل رسمي كمحاضرة ، بل جلسة عادية طبيعية ، ولنتحدث معكم ونشترك مع الأخوة المعلمين في توجيهكم بما ألهمنا الله كما يقول الناس (نريد مما ألهمك الله).

في البداية نقول: هي نعمة عظيمة علينا جميعاً ، علينا كمعلمين وعليكم كطلاب أن يُتاح لنا جميعاً فرصة أن نُعلم ونتعلم ، ففي الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ((من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة)) فهي نعمة ، والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ـ على الرغم مما تمنن به على عباده من نعم مادية كثيرة ـ يعُدُّ نعمة الهداية ، نعمة الدين ، نعمة الإسلام يعدها أعظم النعم على البشرية ، أعظم النعم على الناس جميعاً ، لهذا نجد كيف ذكر الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية - ربما قد تكون ترددت في القرآن أربع مرات - وهو يذكر للناس أنه قد مَنّ عليهم بنعمة عظيمة ?لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ? (آل عمران:164) وفي هذه الآية يقول ?هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ?.(الجمعة:2)

شر الضلال والآثار السيئة للضلال تعتبر بالنسبة للإنسان أشد وأفتك وأسوأ من أن تنقص عليه نعم مادية أخرى ، أسوأ من الجوع ، أسوأ من الفقر ، أسوأ من المرض ، لأن تلك مصائب وأضرار وشرور قد لا يترتب عليها آثار سيئة جداً، أما الضلال ، أما مصيبة الضلال ، أن يعيش الإنسان في ضلال ، أن يعيش الناس في ضلال فإن آثاره سيئة جداً في الدنيا وفي الآخرة ، ومن أسوأ عواقب الضلال هو الخلود في جهنم ـ نعوذ بالله من جهنم ـ يمكن أن تجوع فتسُد رمقك بأي شيء ، حتى ولو من النباتات ، ولا يؤدي بك الجوع إلى جهنم ، يمكن أن تعاني في فترة من حياتك ظروفاً صعبة ،تعاني من الفقر أو المرض لكنه لا يؤدي بك هذا إلى جهنم.

Você leu todos os capítulos publicados.

⏰ Última atualização: Sep 01, 2016 ⏰

Adicione esta história à sua Biblioteca e seja notificado quando novos capítulos chegarem!

الثقافة القرآنيةOnde histórias criam vida. Descubra agora