٩/لا امل

7.9K 187 14
                                    

9- لا أمل.....

لم يكن لدى لوغان فكرة عما يفعله امام مدخل مطعم الشيف سيمون في الساعة الحادية عشر والنصف صباحا!

حين ترك امه ودارسي في الفندق يوم امس كان يستشيط غضبا بسبب مااعتبره صرفا مهينا له..وكان ينوي الا يكلم اي منهما مجددا..لكن مع مرور الساعات انقلب غضبه الى فضول حارق.
هل انتهى الامر الى كراهية بين المرأتين؟ام انهما توصلتا الى نوع من الهدنة؟كان بامكانه ان يفهم دارسي تماما اذا ماكرهت امه،اما ان تكره امه دارسي فهذا مستحيل..مع انها ركلته في ساقه وهددت بسكب العصير على رأسه الا انها الطف من ان يكرهها احد.
لكن اذا توصلتا الى نوع من الاتفاق فهو يريد ان يعرف بالضبط ماهو ذلك الأتفاق.
طرق على الباب فلم يتلق ردا..طرق مرة اخرى بقوة اكبر،هذه المرة سمع صوت حركة في الداخل وبعد ثوان دار المفتاح  في القفل قبل ان ينفتح الباب ببطء.
-اناآسف لكننا لانفتح قبل..هذا انت !
وتلاشت ابتسامة دانيال المهذبة بسرعة وهو يتعرف الى لوغان غير مصدق.
ولم تكن دهشة لوغان اقل حين تعرف الى الرجل الآخر،كان يتوقع رؤية دارسي او بما احدى النادلات ..لكنه بالتأكيد لم يتوقع رؤية صاحب المطعم يفتح الباب!
التوى فم لوغان بسخرية:"لقد عدت اذن".
رفع دانيال حاجبيه الشقراوين:"هذا واضح".
فاجاب لوغان بخشونة:"وفي الوقت المناسب..كادت دارسي تنهار لشدة التعب خلال غيابك المفاجيء".
اشتد ضغط دانيال على فمه:"اعتقد ان هذا امر بيني وبين ابنتي".
-لست موافقا فأنت..
قاطعه الرجل بحدة:"لوغان ..ماذا تريد بالضبط؟".
اخذ لوغان نفسا حادا،وقال من دون مقدمات:"جئت اكلم دارسي".
هز دانيال سيمون رأسه وفتح الباب ليتمكن لوغان من الدخول الى المطعم:"انها في المطبخ..اوه..لوغان..؟".
ومر لوغان بقربه وهو في طريقه الى المطبخ فاستدار قليلا ليرد متكبرا:"نعم".
تغير تعبير الرجل الى الليونه:
-لاتفعل او تقل شيئا يكدرها.
واوحت لهجته انه سيتعامل معه بجديه اذا فعل.
فانفجر لوغان في وجهه:"انا اكدرها..!يعجبني هذا!لااصدق! لست انا من رمى منذ ايام قنبلة الزواج في وجهها على مائدة الأفطار..
ولست انا من.."
قاطعه دانيال:"لوغان ..مرة اخرى اقول لك هذه المسألة بيني وبين دارسي لكن وبما اننا ذكرنا موضوع امك..".
قال لوغان بهدوء:"لم نذكره".
لكن الرجل الآخر اصر بحزم:"بلى..ذكرناه..الم يحن الوقت بع دلكي تعطيها فرصة؟ام انك تنوي الاستمرار في لومها الى الابد لأنها اخطأت في زواجها الثاني؟".
استشاط لوغان غضبا..كيف تجرؤ اممه على مناقشة اموره ومشاعره..مع هذا الرجل؟
رد بجفاء:"ماذا قلت لي منذ لحظات؟اعتقد ان هذه المسألة بيني وبين امي!".ثم تابع طريقه الى المطبخ.
اقفل الباب بهدوء خلفه مما نبهها الى دخوله.
قالت دون ان تستدير:"هل يمكنك ان تأتي لي ببعض البيض من البراد؟".
بعد ان تمكن لوغان من تفحص البراد تمكن من رؤية درزينه البيض فيه فتحرك ليأخذها ثم وضعها على الطاولة قربها.
-شكرا..انا..
وتوقفت بغته بعد ان رفعت نظرها لترى لوغان واقفا بقربها..
واكملت شاهقة وقد علا الاحمرار خديها:"لقدظننتك ابي..انا اسفة".
اشتد التوتر على وجه لوغان  لذكر والدها..وقال ساخرا:
-بالكاد..متى عاد؟
ردت بارتباك:"ليلة امس..انا..هل تمانع لو اكملت تحضير هذا؟".
رد بجفاء وقد استند الى الطاولة:"مضحك جدا..تبدين سعيدة اليوم؟".
اذا كان دانيال سيمون قد عاد الى مطعمه فهذا لايعني ان كل شيء قد عاد الى طبيعته.
وانشغلت في كسر البيض:"زهل رأيت والدي؟".
لاحظ لوغان انها تقوم بعملها بكفاءه.
اجاب:"نعم هو من فتح لي الباب..هل عاد بصورة دائمة ام مؤقته الى ان تحضري من يساعدك؟".
-لماذا لاتسأل مباشرة ماتريد معرفته لوغان؟
التوى فمها:"تريد ان تعرف مااذا تمكنت انا وامك من شرب الشاي معا يوم امس دون ان تقتلع عيني بعضنا!".
-حسن جدا..وهل فعلتما هذا؟.
ومال الى الخلف متكئا على احدى خزائن المطبخ،شابكا ذراعيه على صدره منتظرا ردها.
نظرة دارسي اليه شزرا وردت:"يسعدني ان اطمئنك الى انه مامن اصابات".
مااصيب في الواقع كبرياؤه لأنه صرف كالخدم يوم امس :)
حين اكدت له المرأتان انهما ستتدبران امرهما بدونه.
-ووالدك؟من اين اتى بالضبط؟.
ردت بهدوء وهي لاتزال تحرك مافي الوعاء من مكونات:"لم اسأل".
صاح لوغان:"لم تسألي..؟لماذا؟".
هزت كتفيها:"لأن هذا ليس من شأني".
ووضعت وعاء الطبخ جانبا وتركته يبرد.
لم يوافقها لوغان الرأي لكن نظرة واحدة الى قسمات وجهها العنيد جعلته يدرك ان من العبث متابعة الحديث في هذه النقطة.
اخذ نفسا عميقا وقال بحدة:"حسنا دعينا نحاول التكلم من زاوية اخرى..ماذا..؟".
وصمت بعد سماع صوت رنين خلفه.
-اعذرني لحظة لوغان.
وتحركت دارسي بخفة لتفتح باب الفرن وتخرج الفطائر وقالت برضى بعد ان تفحصتها:"ممتازة".
قطب لوغان وهو يراقبها:"هل تصنعون الحلويات ايضا في المطعم؟".
نظرت اليه بذعر:"طبعا..اي طاه لديه كرامة ويفخر بعمله لايسمح لنفسه بأن يقدم اية حلويات جاهزة".
وبالرغم من ان دارسي اختارت مهنة اخرى الا انه اصبح من الواضح للوغان انها طاهية ممتازة ومع ولائها الشديد ودفء شخصيتها ،الا انها ستكون زوجة رائعة لرجل محظوظ..
من اين جاء بهذه الفكرة بحق السماء؟ولماذا يهمه اي نوع من الزوجات ستكون؟
قالت:"هل لك ان تعذرني لبضع دقائق بينما اخفق البيض؟".
ولم تستمع الى رده بل ضغطت زر الخفاقة واصبح تبادل الكلام بينهما مستحيلا مع صوت الخفاقة الصاخب.
-انتهيت.
وساد صمت مبهج في المطبخ بعد ان اوقفت الخفاقة.
اكملت بلطف:"والآن..هل يمكن ان آتيك بفنجان قهوة؟".
وابتسمت له ابتسامة مشرقة،ثم اجفلت:"اوه..نسيت انني يجب ان لا ابتسم لك".

روايا احلام/ عبير:لا تبتسميWhere stories live. Discover now