chapter 3

908 69 9
                                    

رُبما تأتيكَ صدمة تَنزع عنك شعورك ، صَدمة تُفقدك القدرة علي التَحدث ، عنّ التفكير بمَنطقية ،و تُجردك مِن كل سعادة كأنها تخلع ثِيابك و تَضعك في مُنتصف عَاصفة ثلجية عارياً و مُجرداً من المَلابس ، لتبدأ برودة السَماء التهام جَسدك ، تَنهش حَرارته و تُجَرده من دِفئه.

رُبما الدِفئ بمقْصود الفَتي الصَغير ليسَ فقط بالمُسمي الآدمي ، حَيث دفئه قد فقده منذ تلك اللحظة ، دِفئ قد يحّتاجه الكثير من البَشر حَتي يحيوا و يسّتمرون بالعيّش،

و لتعَاسة حَظه لكونه فقده و هو مازالَ صغير.. ، هش
فقط تخيل كونه قد مر بأصعب تجرُبة قد تمر علي احد ، رُبما لم تكن الحَياة لينة معَه كالاخرين ، فَقد نهشَت منه سَعادته و ابتسامته

و بَدلتها بعبوس طاغٍ علي اغلب ملامحه ، ظلال من اللون الاسود تُزين اسّفل  عينه لبَقائه سَاهراً وقتاً طويلاً يأبي النوم.

اعيُن زرقاء لامِعة و واسعة قد لمعتا وسط الظلام بتلك الغرفة المُوحشة ، حُزن يُصِيب كل من ينظر لهما ، و كأنها تُصيب من يلمحها بعلة تجّعله يتوقف عن التجول بأعينه و الثبات علي اعْيُن الفتي الحزينة ، و كأن  مَشاعره المؤلمة قد تجَمعت بأعينه كي تَتخاطب معَك.

ترِيد الخُروج بشدة لكنها لا تعرف كيف ، مشاعر تَصرُخ كي تخرج ، تصرخ كي يُحررها صاحبها ، محبوسة بين زوايا عيناه التي تُدمع بغزارة بدون توقف ، مَحبوسة بأعيُن قد غطتها خطوطاً رفيعة مُتشابكة حمراء اللون تَتركز بِجانب الزَرقاوتين.

قد تُلاحظ جَلسته التي اعتاد علي المكوث بها لوقت طويل ، ضاماً رُكبتيه الي صَدره و ذراعيه تلتفان حوّل قدميه مُقربهم الي صَدره اكثر.

ذقنه تسّتريح علي اعّلي ركبتيه و اعينه متوسعة ، ناظرة بتأمل في ظلام الغُرفة حوله ، محاولاً السَيطرة علي اعَاصير الافكار التي تُبعثر خلايا عقلهِ.

شَعره قد تشكل علي شكل غُرة بُنية اللون ، يرتدي قميصه البيض المُلطخ باللونِ القَاتم ، بِنطالٍ قد كان خَاص بِلباس نوّمه لَكنه لم يكلف نفسه بتغييره.

مازال قَلبه يؤلمه و يَقبض بِشدة حين تنبعث تلك الذكريات الي عقله ، هو ألم صَعب الوصف ، ألم موجع و كأن سيفاً قد اختَرق صدرك صانعاً فجوة واسعة بداخله ، ولا يوجَد اي عِلاج علي الارض قد يُعالِج تلك الفجوة.

عينُ الفتي تحركت حيثُ الباب ، مراقباً انفتاحه ببطئ و دخول الفتي الاسمَر مع ابْتسامة دافِئة

تتَبع الفتي الاسمر بنَظراته حيث كان يتحرك ببطئ شديد كي لا يخيف الفتي ، و تَقدم حتي طَرف الفِراش بعيداً عن الفتي قليلاً

"اهلاً" همَس بِخفوت للطِفل مع تلك الابتسامة التي لازالت تتركز علي ملامحه.

و كالمُعتاد لم يتلقي اجَابة من الفتي ، مما جَعله يتَنهد بخيبة امل.

Psychopath.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن