مُقدمة : زهرة الليزانثس

6.7K 278 357
                                    

- ٦ من حزيران عام ٢٠١٥ -

هززتُ رجلي مرة أخرى والشخص الجالس امامي مُنزعج بطريقه واضِحه من أفعالي الناتجه عن انتِظاري لعقرب الساعه القصير في نهاية الفصل ليصل لوجهته الأخيره بالنسبة لي.

الساعه الخامسة ! موعد انصرافي للمَنزل .

ثواني معدودة لأسمع اخيراً الصوتَ الذي كُنت بانتظاره ! همستُ بفرح "اخيرا الخامسة "

اخذتُ حقيبتي مسرعاً وذهبتُ لأخذ هاتفي من جيونق سو الذي استعَاره مني قليلاً !

ما آثار انتباهي هو انه كان ينظر لي بنظرات قلقة حينَ سحبتُ الهاتف !

كنتُ اخطّط لسُؤاله عن السبب لكن سرعان ما اكتشفتُ انه قد استنفذ كل شاحن هاتفي.

قال لي بنبرة متوترة "سنذهبُ للتسكع تعال معنا"

قلتُ بصوت عالي من شدّة حماسي " لا استطيع ! اريدُ مفاجأة اختي "

هو لحِق بي وحاوَل ايقافي ممسكا بيدي. افلتُّ يده وذهبت مسرعاً قائلاً "لا استطيع التأخر"

حاولَ اللحاق بي لكنه لم يستطع .

ركضتُ متوجهاً لمحل زُهور في حينا .. قريبٌ من المنزِل ، اعتدت ان اشتري باقة زُهور من عنده لاختي كلّٓ سنة بذكرى ميلادها.

اخترتُ باقة زهورٍ كبيرة وجميلة مليئة بالوان متعددة كما تحبها اختي تماماً !

اخذت الباقة وتوجهت للمنزل .. في الطريق للمنزِل ، انا قررّتُ التأكد من الوقت حين لاحظتُ كون الشمس بدأت تختفي .

فتحتُ هاتفي لأجد الساعه ٦:١٥ تماماً ، فزِعت !

فلَم يتبقى لي الكثير من الوقت ، موعِد نوم اختي قد اقتَرب ولن اريد تسليم هديتها في اليوم التالي صحيح ؟ سأكون اخاً سيئاً .

اردتُ التأكد من التنبيهات التي كانت ظاهرةً على الشاشه ولكنّ الهاتف انطفأَ نظراً لعدم وجُود بطارية كافيه .

تجاهلتُ الأمر وقررتُ الجري للوصول للمنزِل .
لكنني اصدمت بجسدٍ قاسي في طريقي مما أدى لسقوطي واقتلاع زهرة الليزانثس من الباقه التي اشتريتها .

الرجُل الذي كان واقفاً في منتصف الطريق اعتذر وهمّ لمساعدتي لكنّه في طريقه دهَس تلك الزهرَه خطئاً .

شهَقتُ بينما زحفت لرؤيه ما حدَث لها " كان عليكَ الحذر ! مالذي سأفعله الآن ! "

الرجل نظَرَ لي بغرابه وقال بينما رفَعني " هي مُجرد زهره يا صاح ! الأهمّ انك بخير ! "

نظرتُ له بيأس واومأت ، لكنها كانت زهرة الليزانثس الوحيده في الباقه ! اختي دقيقه وأعلم انها سوف تُلاحظ الأمر .

لكن .. لا أظن أن الباقه ستجف بسبب ورده قد رَحلت صحيح ؟

اكملتُ طريقي عائداً للمنزل ، وحين وصلت قرعتُ الجرس لكن لم يفتح لي احد !

تذكرتُ انه توجد لدي نسخة من مفاتيح المنزل بالحقيبة ، قبل انا افتح الباب خبأتُ الباقة خلف ظهري لأنني كنت اعلم ان اختي عندما تسمع صوت البابِ سوف تركض وتحضنني ! دائماً ما تفعل ذلك .. هي لطيفه للغايه.

خبأت الباقة رغبة بمفاجأتها.

دخلتُ المنزل كان المنزل مظلم وهادئ اشبه بمنزل مهجور .. استغربت الامر قليلاً فهم معتادين ان يكونو بالمنزل بهذه الساعة.

وضعتُ هاتفي بالكهرباء لكي اعيد تعبأة البطارية وصعدت الى غرفتي ،خبأت الباقة وما ان هممتُ بتغيير ملابسي حتى سمعت صوتاً.

كان صوت رنين الهاتِف الارضي .. ذعرتُ قليلاً فأنا لم اكن معتاداً على رنين الهاتف وفوق هذا انا وحدي بالمنزل ..

نزلتُ للطابق السفلي ورددت على الهاتف بتردّد

قلت "مرحبًا، منزل لي"

أتي صوتٌ من الجهة الاخرى للهاتف قائلا " لي سانق يون صحيح ؟"

اجبتُ بإستغراب "نعم، تفضلي سيدتي"

"اهناك خطب ما؟ لما لم تأتي بعد؟ نحنُ بإنتظارك"

شعرتُ بالغرابه ! من هي بحق ؟! " المعذرة ولكن من انتِ؟ ولما تنتظرونني؟"

اجابَت بهدوء غريب ، وشعرت بقلبي يتوقف حينها

"لقد اتصلتُ على هاتفك قبل ما يقارب الساعة لتأتي وتستلم جثث عائلتك ! "

[ زهرة الليزانثس ، ترمُز للرحيل والهجران ]

Just a Flower - مجرد زهرةDove le storie prendono vita. Scoprilo ora