I'm traveled أنا مسافر

387 9 4
                                    


أنا مسافر... قالها لي بكل سهولة... وهذه ستكون آخر ليلة لنا نكون فيها معاً ..

تحت المطر..

ولكن سأعود أعدك.. عندما أصبح رجل حقيقي أمتلك السلطة والمال لذلك إنتظريني..

قلت له : إذن سآتي معك يمكننا أن ننجح سوياً ونوفر على أنفسنا عناء الوقت والآنتظار..

قال لي: للأسف لا أستطيع أنتي فقيرة وأنا فقير... وفي تلك البلاد لا أمتلك سوى ثيابي التي أرتديها وسأعيش في شقة صغيرة للطلاب..

قلت له في يأس: يمكننا العمل سوياً و إستئجار شقة أو حتى غرفة واحدة...

قال لي :أنا آسف كبريائي لا يسمح لي بهذا... سأجمع نقودي لوحدي فأنا الرجل هنا وعندها سأتقدم لكِ رسمياً....

قلت له بعدما فقدت الأمل : إذن سأنتظرك كل ليلة كل يوم وسأدعوا لك ولنفسي على غيابك...

جاء موعد الرحيل في ليلة عاصفة ماطرة وكان موعد رحلته الساعة الحادية عشر والنصف مساءً ، خرجت الى المطار الساعة العاشرة مساء،
أوقفت سيارة أجرة وأخبرته العنوان وانطلق إلى هناك على أمل أن أصل بعد نصف ساعة ، ولكن الإزدحام ازداد إنها العاشرة والنصف ولم نمشي إلا القليل ...

إنها الحادية عشر إلا ربع ، ترجلت من السيارة ودفعت حساب السائق ثم بدأت بالجري وصوت السائق خلفي يناديني ولا أستمع..  

لم أكن أرى أمامي جيداً بفعل سرعتي بالجري وبفعل الرياح المدمرة والثلوج المتساقطة ، واصلت الجري وتوقفت عندما رأيت حادث مخيف وكبير في الشارع الرئيسي الذي يتجه للمطار ،إذن هذا كان سبب الإزدحام..

تقدمت من الحادث وسألت رجل من الدفاع المدني عن الوقت اللازم لتنظيف المكان فأخبرني بأنه يلزم ثلاث ساعات على الأقل ، أعدت سؤاله إن كان هناك طريق فرعي للمطار فأخبرني بأنه يستغرق تقريباً ساعة ونصف للوصول لهناك ، بالسيارة طبعاً ..

شكرته وتراجعت بضع خطوات للخلف ، فكرت وإتخذت القرار الصائب بنسبة لي ، بالنسبة لفتاة أرادت أن تخاطر بحياتها من أجل لمسة أو قبلة أو نظرة أخيرة  إلى عشيقها المسافر إلى
المجهول لقدر غير معلوم.

تراجعت ثم قفزت من فوق الحاجز الذي يضعه الدفاع المدني، وركضت بسرعة قصوى بإتجاه الحادث مع صرخات رجال الدفاع والناس المحيطون بالحواجز.

وضعت قبعة معطفي الجلدي على رأسي وخبأت وجهي بذراعي واستعددت للمرور من وسط النيران قفزت لداخل ومع قفزتي تفجر شيء هناك وشعرت بنفسي أطير مسافة كبيرة وأسقط بشدة على موخرة رأسي وكل ما رأيته وقتها نقطة سوداء إستمرت بالتمدد حتى إبتلعتني...

★★★★★★★★★★★★★★

إنتظرتها ولم تأتي المفترض أن تكون هنا منذ ساعة ، هاتفها مغلق لا يستجيب ، إنه النداء الأخير...

قصص قصيرة متجددةOnde histórias criam vida. Descubra agora