قصص قصيرة متجددة

أنا أمنيتك I'm your Desideratum

لطالما كرهت هذا الطريق الطويل المعتم،وكأنه يذكرني بنفسي وبضعفي وكأننا توئم خلقنا في أزمان مختلفة،إنه يذكرني بوحدتي المزمنة، وهدوئه المهيب يشبه حياتي القاحلة...

▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒

قبل عام... عودة للماضي...

11:59م

قد أوشك بدأ العد التنازلي لبداية سنة جديدة...

كانت لويزا ذات الشعر البني والعيون البنية والبشرة القمحية،البالغة من العمر 24 عام ، تقف بين الحضور والمجموعات في ساحة واسعة جداً ،إمتلئت بالناس والموسيقى والرقص والغناء والشراب والألعاب النارية بجميع أشكالها وأحجامها..

وقفت لويزا مغمضة العينين تتمنى سنة جديدة مختلفة ومليئة بالأحداث المهمة ،والأهم تتمنى شفاء والدتها المريضة بسرطان الدم ، يقال بأن الأمنيات تتحقق في مثل هذا الوقت ،وهذا ما كانت تتمناه لويزا

كان كل عاشق مع عشيقه ينتظر إنتهاء العد التنازلي لتبادل قبلاتهم الحميمة..

1..2..3..4..5..6...7..8..9..10.. وهههههو..

كل عام وأنتم بخير..

بدأ العشاق بتبادل القبل، أما لويزا فكانت تقف مصدومة تنظر للشاب المبتسم أمامها وهو يمسك بكلتا يديها.. وهي تتأمل بملامحه اللطيفة شعر كستنائي مرتب بعشوائية عيون سوداء مليئة بالتحدي بشرة برونزية وجسد رياضي..

إبتسمت لويزا بوجهه إبتسامة بلهاء.. في معناها ألف سؤال أحدها وأهمها من أنت؟

قبّلها قبلة خاطفة رقيقة على وجنتها وقال لها أنا أمنيتك..ومن ثم ذهب مسرعاً بين الحشود الضخمة.. تاركاً لويزا مصدومة ومتفاجئة ومتحيرة بنفس الوقت..

عادت لمنزلها ضائعة مشتتة ، ألقت التحية على أختها لوبي،التي تصغرها بعام ونصف ثم ذهبت لتطمئن على والدتها فوجدتها نائمة فطبعت قبلة على جبينها ثم ذهبت لغرفتها... ونامت بسلام بعد تفكير طويل..

▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒

قال لها الفتى الأشقر: إذهبي لطاولة رقم ثمانية..

فأومئت لويزا له بإبتسامة بالكاد بانت ومن ثم أخذت منيو المشروبات الكحولية والتبغ بأنواعه وذهبت لتلك الطاولة..

لويزا تعمل في حانة مقززة فيها جميع أنواع المحرمات ، تعري دعارة خمر مخدرات.. لتكسب رزقها ، بعدما ضاقت بها طرقات الحياة ولم تجد العمل المناسب والدخل الكبير ،الذي يكفيها لدفع تكاليف علاج والدتها ، وتكاليف دراسة أختها لوبي..

هي كانت مجرد نادلة تأخذ الطلبات وتوزعها ويمنع لمسها من قبل زوار الحانة ، لكنها كانت ترى كل شيء أمامها جميع أنواع القذارة..