الفصل الثامن

7.6K 178 0
                                    

قالت آنجي في ذلك الصباح :ان اودري ستتراقص مرحا لأنها وصلت لتحقيق غايتها كخاطبة.
مر تقريبا حوالي اسبوعين على عيد الشكر وتساءلت:الى متى ستستمر صديقتها في تشدقها بالحديث عن نجاحها ؟لم تنكر آنجي مساهمة اودري في سعادتها الجديدة فهي اولا التي ارسلت اليها ليوك بسلة الطعام والحساء الشهير.ثم عندما علمت بأنه قضى الليلة عندها تطوعت بأن تتحمل ادارة المحل لمدة اسبوع كامل حتى تستطيع ان تقضي فترة النقاهة.
ومع ذلك وجدت آنجي انه من غير المجدي ان تشكر صديقتها فاودري فرحت بنفسها بما يكفي.
كانت اصعب لحظة بالنسبة لها هي لحظة انفصالها عن سبنسر.عندما عد من مؤتمر في الباني تناولا العشاء معا.
وشرحت له آنجي بلأقصى درجات الرقة ماحدث مع ليوك.
لم يدهش سبنسر.
انها لم يسبق ان وعدته بشيء وهما يعرفان ذلك جيدا.
_لقد كانت السعادة تبدو عليك يآنجي وانا لم انجح ابدا في محو آثار التعاسة من على وجهك.
وقد استطاع ليوك ذلك.
انت اجمل من أي وقت مضى وكأنك فعلا عاشقة.
وأنني اشعر بألم شديد لأنني يجب ان أتركك.
_أنا آسفة ياسبنسر.
_ايا كان ماحدث فأنني اتعشم بأن نحتفظ بصداقتنا وتأكدي من انني سأحافظ عليها.

_انت رجل راقي الأخلاق ياسبنسر.
احست بالأمتنان له لأنه سهل عليها الأمر .
العديد من الرجال كانوا من الممكن ان تكون رد فعلهم مليئة بالمرارة والحقد والعنف ولكنها مع سبنسر كانا يتشاركان في التفاهم المتبادل والذي لايسمح بأي جدال.
اقتنعت انهما سيظلان صديقان.
في ذلك المساء قصت على ليوك حديثها مع سبنسر وقد تأثر من تسامح الأخير وروحه الرياضية.
وأكد لها ان سعادتها هي سعادته ولن يكون هناك سر بينهما ولن يوجد مايفرق بينهما .
بعد عطلة نهاية الأسبوع لم يترك كل منهم الآخر لحظة.
وكانا يقضيان تقريبا كل الوقت عند آنجي نظرا لأن بيت ليوك كان في حالة اصلاح وترميم.
وهكذا كانت مشغولة تماما،ففي المساء عندما تعود من المحل تجد سيارة ليوك امام بيتها وكان قلبها يفيض بالسعادة.
كان عادة مايعد عشاء بسيطا ولذيذا حيث كانت رائحة الطعام تصل خارج البيت.
كانت سعادتهما لاتنتهي ولا يملانها وكلما نهلا من نهر الحب ازداد عطشهما للمزيد.
سار كل شيء بينهما على خير مايرام حتى منتصف شهر ديسمبر عندما وقعت اول مشاجرة بينهما فقد كانا في غرفتها يستعدان لقضاء السهرة عندما اعلن انه يجب الذهاب في ليوم التالي الى المدينة لمدة اسبوع على الأقل وسيترك البلدة يوم الاربعاء.
سألته:
_هل لديك مشكلة في المكتب؟
_لا..لاشيء محدد.كل ماهناك ان علي ان القي خطبة في حفل خيري يوم الجمعة.ثم انه مرت اسابيع طويلة لم اضع قدمي في المكتب واعتقد انه علي ان اعيد وضع قبضتي على الادارة.
اجابت وهي تندس تحت الأغطية:
_هذا ممكن.
كان الحفل الخيري يعني لآنجي شيئا واحدا وهو وجود الصحافة والصحفيون الذين سينتهزون الفرصة لعقد لقاءات واحاديث مع ليوك وهذا هو السبب الذي تحرص من اجله المؤسسات الخيرية على حضور احدى الشخصيات الشهيرة في حفلاتها.وشخصية مثل ليوك تجتذب الصحفين.
_آنجي ماذا هنالك؟
_لست أدري..انني سأفتقدك هذا كل ماهنالك.
كان هذا الفراق الأول بينهما منذ عيد الشكر ولكن آنجي كانت تعرف السبب الوحيد لأضطرابها.قالت له:
_من سيملأ كل دقيقة من حياتي كما تفعل انت بطريقة رائعة.
_يمكنك الأتصال بي عندما تريدين .لماذا لاتأتين معي؟يمكننا ان نتمتع معا.والمدينة جميلة في هذا الوقت من العام.
يمكمننا ان نقوم بالتسوق والذهاب لمشاهدة شجرة عيد الميلاد في المركز والذهاب ايضا الى المسرح او الأوبرا.اعرف انك تعشقين الأوبرا.
زفرت دون حماس:
_العرض مغر.لكني لن استطيع التغيب عن المحل وقتا طويلا.لقد أثقلت على اودري وجان في الأيام الأخيرة ولاأريد ان استغل رقتهما اكثر من ذلك فقد تقرران خلع مريلة العمل.
بدأليوك غير مقتنع تماما بمنطقها:
_لاتقولي مثل هذه الحماقات .انها مجرد بضعة ايام وانا نفسي سمعت اودري تلح عليك حتى تنالي اجازتك السنوية.


هيا ياآنجي ان هذا المحل ليس ليس لبيت الأبيض ثم ان الرئيس الأمريكي نفسه يحصل على اجازة.
لاتعتبري ذلك اهانه !انت تعرفين جيدا ماأعني.انت تخفين شيئا آخر عني...اخبريني مم تخافين؟
_ماذا تقول؟ انا لاأخشى شيئا .انا لا احب المدينه هذا كل مافي الأمر.لو كنت احب مانهاتن لكنت الآن اعيش فيها.
_وكلانا يعرف لماذا اتيت الى هنا للأستقرار لقد فعلت ذلك حتى تنالي الهدوء وليتركك الناس في سلام والا يتدخلل احد في حياتك الخاصة..هذا هو الأمر اليس كذلك؟وتخشين ان يروك معي؟
_لاتكن احمق..انت تقدم الأمور كما لو كانت وحشا لايطاق.
ان كل ماهناك انني لا اتحمل فكرة ان ارى شخصا غريبا يلصق ميكروفون امام فمي او كاميرا تحت انفي ليسأل اسئلة عن امور لا اجرؤ على الحديث عنها حتى مع امي.
_انا افهم كل ذلك ياآنجي واعدك بألا يزعجك احد.
أنا احبك ياآنجي واريد ان اكون دائما معك ليس فقط هنا في الريف وانما في كل مكان.
واذا كان علينا ان نبقى معا فلا بد ان تحل هذه المشكلة اذن آجلا أو عاجلا.
_أفضل ان يكون ذلك فيما بعد يوم الخميس القادم اذا لم أكن أسبب لك متاعب كثيرة بهذا الطلب.
_بل تسببين..انت لاتفكرين الا في نفسك.
_ليوك..
نهض وذهب الى الحمام وهبطت آنجي الى المطبخ لتعد لنفسها قدح قهوة.
واثناء انتظار الماء يغلي انخرطت في البكاء.
وعندما عادت الى حجرتها كان ليوك نائما وقد اطفا النور.
همس:
_لاتبكي ياآنجي
_انا آسفة واتمنى الا تتضايق مني فلا احب ان اكون انانية.
_صه!لننس كل هذا..انا افهمك وكنت احمق عندما اردت ان اجبرك على مصاحبتي .وسامحيني لو رفعت صوتي.
_انا كذلك صحت بصوت عالي ولكني احبك لدرجة انني غيرت رأيي.
سآتي معك الى نيويورك.
_لاتضغطي على نفسك لأجلي فالأمر لايستحق هذا.
ثم ان نيويورك يصعب الحياة فيها في هذا الوقت.
_بل اريد الذهاب.
_هيا نامي وسنتحدث عن ذلك في الصباح.

روايات عبير / سهرة الأحلامWhere stories live. Discover now