- طال الامر -

58 4 2
                                    

مرت ساعات و ايام
اسابيع بل سنين
لا اعلم كم مر من الوقت
طالت المدة وانا هنا
كأن حالي في توقف تام
لا زمان و لا مكان
لحظات تعود من حين لحين
اذكر بها سعادة و بسمة
تليها ضحكات ما اسعدها
تملؤ قلبي بما لا يوصف
اشعر بها كرياح تاخذني من هنا
و تعود بي لمكان كالاحلام
تلك الرائحة التي يذوب بها قلبي
تغمرني فتدفئني و تحميني
تسعدني و تقويني
كانها امل للحياة و ما بعدها
تريح الاعصاب و ترخيها
تخرج قهقهة خفيفة
تهز الجبال و تزيح مراتبها
تذكار لحياة جميلة
ثم دمعة تليها لما فارقت
حنين يتلو كل ذكرى و ذكرى
و لحظات يغزوها الألم و النحيب
جورح عميقة و كسور لا يمكن جبرها
تصعق البدن فتقتله ببطئ
صراخ لا يوصفه الألم
و لا تعبره المشاعر
حروق تستعر فتصبح رماد و تتقد نيرانها من جديد
صرخة تلي الاخرى
تدعو للموت فلا مجيب
طال الامر و لكن ما الغريب
لما الفرح و لما البكاء
انه لامر عجيب
فقد ضاع الامر منذ وقت طويل
صراخ فألم يدعو لنهاية
و من قبله...
ضحكات و سعادة تدعو لبداية
فما البداية و ما النهاية
افبالسعادة نبدتدي و بالصراخ سننتهي
هل بدئت و هل انتهيت
اتسائل ما الذي حدث ..ماذا يحدث و ما القادم
اسئلة اسئلة تخبط بالاسئلة
كل جواب يفتح الباب لعشرة اسئلة
ضياع التام!
كرهت نفسي مرة و احببتها مرة
حياة حلوة جميلة و في الوقت نفسه كانت مرة
ابحث عن مجهول لا اعرفه و لا اعلم حتى اين اجده
فهل يمكن ان اصله؟
متى هذا و كيف؟
يبدو انني سامكث طويلا ها هنا!
و كأني اكتشفت شيء جديد
هل انا مجنون يا ترى؟
ام انني ادعي الجنون؟
لما نسيت نفسي؟ لكن هل كنت اعرفها حقا؟
ما الذي كنت عليه مسبقا؟
او ما الذي اريده؟
هل اختار لنفسي شخص جديد حتى يعيش؟
هه، ربما جننت من ما كنت احاوله!
او ربما جننت الان من ما افكر فيه
ام انني ساجن من كثرة التفكير؟

جالسا هنا افكر وحيدا منعزلا
لا يمكنني رؤيتها فالضباب كثيف
اشتقت لها اكثر من السابق
لم ارها منذ يومين، فهل هي بخير
اتراها نستني ام لا تزال تنتظرني
ايمكن انها تفكر بي الان كما افكر
اآه لو ينقشع هذا الظلام و يبتعد الضباب
كم اشتاق لرؤيتها.. يكاد بصري لا يبتعد عن ناحيتها
كانت بلسم جروحي و مسكنا لروحي
برؤيتها كنت اطمئن و لبسمتها احن
اذهب و انقلع بعيدا يا ضباب
ايريحك ما تزيدني من عذاب
جلست صامتا اتنهد بآلامي و عجزي
لم استطع شيئا فبئسا لخوفي
اآاه كم كرهت نفسي
ضعيفا ذليلا .. متردد ضئيل
هادئ عاصف لا اعلم الا القليل
"هل هي بخير" امقت ذلك الضباب و احسده
لما يحدث لي كل هذا
افعلت شيئا كي استحق هذا؟
بحق رب الجحيم ما كان ذنبي؟
ما الذي اقترفته لاجني كل هذا؟
ام ان مصيري و قدري؟ ...مصيري ...هه..
ما هو تاريخي حتى اتكلم عن مصيري
ضاع مني ماضيي، تاريخي، حاضري و مستقبلي
فكيف لي ان افكر بمصيري و قدري
ايعلم احد من انا؟  
انا..! 
احد..!
هل من احد هنا؟  لا احد هنا!
من انا و اين انا؟ سؤال يردده كل من فقد نفسه و ذاكرته
شارد في تفكيري ابحث عن اجابات
اتستطيع تلك التي من بعيد انتسمعني ان صرخت لها
و لكن بماذا اناديها، او لماذا اناديها؟
قد تكون تعرفني او لا تكون
حيرة و تردد بات الصداع يقتلني
اشعر بنيران تحيطني و تاكلني
يمر الوقت دون علمي
اصبح جسدي كالجمر حار يتلوى و يتعرق
نار تستعر في جسدي، اين اذهب و ماذا افعل
اهي الحمى؟ ما الذي اصابني يا اللهي!
لا زال الضباب يزداد و الظلام قاتل
عيناي لم تعد تتحرك، جفوني باتت كالجبال
تتثاقل علي و تنسدل.. سحقا
ارخيت نفسي قليلا فوضعت راسي ارضا لاستريح
اغمضت عيني و استسلمت لما اصابني
و بعد لحضات سمعت صوتا ارعبني حد الموت
افاقني من الذي كنت فيه، هدر بي مرة اخرى فارتجف كياني

فاذا بي احسست بشيء بارد على مدمعي
دون ان ادرك فالسماء بدئت تهطل بالمطر
بارد لاسع لكنه يريح جسدي المتهالك
احسست بالبرد و لكن لا باس، لم يكن في مقدوري الحراك
كاني قد اصبت بالشلل  صوت المطر و الرعد اسرني
بذكريات و لحظات مضت كانه بذكرني، بالحب و الحنين يشعرني، ينبض قلبي الميت مع كل هدير رعد
اغمضت عيني و سكنت قليلا لارتاح
ضيق يعتصر صدري لا يحتمل، آلام حطمت قلبي قلبي و اهات، ذكريات تثلج الفؤاد و دمعة تغسل الاسى
كان المطر كدموع تشفي بعض الجراح تغسل جسدي لتحيطه و تواسي الم الذي يحرقني
هذا الطقس يناسبني فكلانا نبكي فقيد لا نعرفه، تمنيت لو يستمر للابد او ياخذني معه فلا زلت اجهل ما الذي يجب فعله
لا اعلم كم مر من الوقت فلقد بت اعشق هذا الحال
ولكني انتبهت بعدما توقف المطر فجأة، ظننت اني كنت احلم و انتهى الامر و لكن لازلت في نفس المكان، لم يكن حلما
ابتعد الضباب و توقف المطر اصبحت السماء صافية و لكنه الليل لا شمس و لا نور نجوم فقط تزين السماء و تلونها كالزهور التي تغطي حديقة مثمرة محاطة بالثلج تسطع الونها كبريق الجواهر
سرحت بجمالها لانسى حالي و ما في تفكيري، ارتسمت على وجهي بسمة ردا لجمال المنظر الساحر، فتنتني السماء بنجومها انستي همومي تمشيت قليلا
و بعد وصلولي لمرتفع احسست بغرابة بعض الشيء، كاني نسيت شيئا كنت انتظره نزلت دمعة بعد تذكري لصورة وجه يبتسم لي و في لحظة اخرى يبكي و يهمر الدموع كلنه يناديني فلا استطع الوصول اليه كان قلبي يريد ان يخرج من صدري احسست بثقل يحطمني فتلاشت بسمتي و عدت امش
عدت لمكاني لارى ان كانت من تلوح لي لا تزال هنا، مر وقت طويل لم ترمي لي بسمتها الرقيقة، امعنت النظر فاذا بي ارى مكانها فارغ
طئطئت رأسي بتخاذل و انكسار، فقد علمت اني قد تاخرت و بان علي الانحسار


فقدت ما كان يصبرني كل هذه المدة
حسنا لا باس، علي ان اصبر لوحدي الان و انتظر
و لكن الى متى يا ترى...
جلست بالقرب من صخرة انظر للسماء في الاعلى شارد الذهن وحيدا.

[ احلام رمادية ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن