الفصل السابع

4.7K 424 14
                                    

~ كارل ~

عندما بدأت أشعة الشمس بالظهور كانت حرارته قد انخفضت بشكل ملحوظ ، تنهدت براحة وتعب فهو أصيب بحمى شديدة ، كما آن الألم بجروحه كثيرة على شخص يمتلك مناعة ضعيفة مثله !

نهضت بهدوء وعيناي تشعان بالكُره عندما دخل كبير الأسرة وابنيه لهنا ، وقفوا جميعا أمام السرير حيث كان كلارنس مستلقي على معدته ووجهه شاحب للغاية ومتعب ، وبالرغم من ذلك فهم ابتسموا برضى فقط ، أبعد الأصغر الأغطية عنه ثم و بحركة سريعة أزال الضمادات عنه ليصدر أنين خافت منه قبل أن يفتح عيناه بضعف ، بينما ابتسم البقية ليتحدث كبير الأسرة :" تستحق ذلك والآن حاول تذكر الألم جيدا لإنك ستحصل عليه مجدداً إن حاولت التصرف بقلة تهذيب ! "

هو لم يجبهم فقط إكتفى بإغماض عيناه ليغادرو الغرفة .. قطعاً هو لم يعد للنوم و لا فكرة لدي حول ما يشعر به .

لذا ترددت حقا بالاقتراب منه لكن بالنهاية رفعت يدي ووضعتها على وجنته للتأكد من حرارته وعندما لم أجد أنها ازدادت فقط ذهبت وأحضرت ضماد جديد وعقمت جروحه مجدداً وهو تألم من ذلك ، تنفست بعمق عندما انتهيت ثم تحدثت بصوت خافت :" هل يمكنك النهوض من فراشك ؟"

بصعوبة هو نظر إلي بحيرة لأتحدث بهدوء :" أرغب بتنظيف السرير و أنت عليك تبديل ثيابك !"

أومأ إيجابا ليحاول النهوض وأنا أمسكت به لأساعده وأجلسته على الأريكة بينما هو أغلق عيناه بألم وتركني أقوده دون مقاومة ، تنهدت بهدوء وانا أخرج له ثياب نظيفة وأساعده على تبديل خاصته ، ثم نهضت وبدئت بتنظيف الغرفة والسرير بهدوء .

~كلارنس~

استيقظت بتلك الليلة الفظيعة عدة مرات ليلاً بسبب الحُمى وبكل مرة كان كارل مستيقظ ويضع لي الكمادات وكأنه نادم على جلدي ، حسنا ليس وكأنه لديه خيار آخر ، وبالصباح استيقظت على أسوء شيء في حياتي وهي وجوه أسرتي الكريهة والذين كانوا فقط يحدقون بظهري _ الذي أظن انه مشوه وبشدة الان _ باستمتاع ! أغمضت عيناي ولم أهتم بكلماتهم بل لم أفهم منها اي شيء فأنا أتألم للغاية  ...

غادرو بعد برهة لأشعر بيد كارل توضع على جبيبني مما أجبرني على فتح عيناي لأنظر له بينما شتت هو نظراته بانحاء الغرفة ، تحدث بعدها وطلب مني النهوض شعرت بالتعب فجأة وقليل من الخوف لا أعلم ام كان ينوي جلدي مجدداً أو أن جدي أمره بعقاب آخر عندما لم أستمع لكلامه !

لذا قطبت حاجباي بحيرة بينما جوابه بأنه فقط يريد تنظيف المكان أراحني بالفعل ، بكل حال لم يكن النهوض أمر سهل البتة ولولا يداه اللتين أمسكتا بي بإحكام لما تمكنت من الوقوف حتى ، وضعني على الأريكة وساعدني بتبديل ثيابي دون ان يتفوه أحدنا بحرف ثم بدء بالعمل وأنا فقط اراقبه الى أن غفوت دون أن أشعر .

وعلى ضفاف الأمل نلتقي Where stories live. Discover now