أنا سعيد

540 43 18
                                    

إحمر وجه لمى على آخره ، ياله من موقف محرج، نظر إليها مراد و قرب وجهه إليها ، أغلقت لمى عينيها ، وضع مراد يده على وجهها و أزال خصلة الشعر عن وجهها ، إبتسم و قال :" هكذا أفضل "، فتحت لمى عينيها و كاد يغشى عليها من الخجل ، لكن بعد رؤية مراد لوجهها المحمر لم يتمالك نفسه و إقترب من وجهها أكثر، لكن في تلك اللحظة مر الأبوان من جانب الغرفة ، رأتهما لمى و دفعت مراد و قفزت من على السرير بسرعة ، ضحكت لمى و قالت :" أمي أبي كيف حالكما ؟!"، نظرت أمها إليها و قالت :" هل هناك شيءٌ ما ؟"، ردت لمى :" كلا ... لكن جود ستأتي غداً تعرفينها صحيح ؟! "، ضحكت الأم و قالت :" آها أهلاً و سهلاً بها لقد تذكرتها لكن يا عزيزتي لن نكون غداً في البيت "، قفزت لمى و قالت :" ماااذا ؟ كيف ؟ لمَ ؟ "، قال الأبوان معاً :" لأننا سنذهب في رحلة إلى الفيتنام لمدة أسبوعين "، قال مراد من خلف السرير :" الفيتنام ؟ لماذا ؟ ليست جميلة "، نظرت لمى إليهما بصدمة و قالت :" تريدان ترك ابنتكما مع شاب وحدهما لمدة أسبوعين ؟ "، ضحكت الأم و قالت :" لا بأس يا عزيزتي فهو لطيف لن يفعل شيئاً و إذا فعل سيتزوجك غصباً عنه "، صدم مراد و لمى في نفس الوقت ، و ذهب الأبوان ، قال مراد و لمى في نفس الوقت :" مخيفة !"....

بعد ساعة ، كان مراد على وشك الخروج من المنزل ، إستوقفته لمى و قالت :" إلى أين ذاهب ؟!"، رد عليها :" خارجاً لا يهمك أين "، قالت لمى بخوف :" لكن يمكن أن يحدث لك شيء ، كأن يأتوا أولئك الشباب مجدداً "، رد عليها مراد :" لا أحتاج أي خوف أو شفقة منك ، إلى اللقاء "، قالت لمى :" شفقة ؟ ماذا تعني ؟! "، لم تكمل لمى كلامها و خرج مراد ...

كان يسير بهدوء في الشارع ، ذهب إلى محل حلويات و إشترى ما يشتهي ، شعر بالملل و جلس على كرسي في منتصف الطريق ، نظر إلى السماء الممتلئة بالنجوم و قال :" هل تشعر بالشفقة علي فقط ؟ ما هذا بحق ؟ سابقاً لم أكن أشعر بشيء لكن الآن أحس بشعور غريب كلما أنظر إليها ، لكنه شعور دافئ "... جلس بجانبه شاب و قال :" مرحباً يا جميل "، نظر إليه مراد بصدمة ، تابع الشاب كلامه :" هل عرفتنا ؟"، رد مراد بسرعة و كان محاولاً الهرب :" و هل يخفى الحمار ؟"، غضب الشاب و أمر الباقي بإمساك مراد ...

أمسكوا به و قال مراد بوجه باكٍ :" أرجوكم أتركوني "، رد الشاب و قال :" لا تقلق لن نفعل شيئاً بك "، قال مراد :" حقاً ؟"، رد الشاب :" على الأقل ليس هنا "، نقلوه إلى زقاق بين المباني و هموا به ضرباً ، كانت لمى تبحث عنه في ذات الوقت ، وجدته أخيراً و صرخت بهم :" توقعت أن تأتوا ، أتركوه حالاً !"، لم يأبه لها أي أحد ، أمسكت بيد شخص لتبعدها عن مراد ، لكنه ألقى بها بقوة على الأرض ، غضب مراد مجدداً لنفس السبب السابق ، و رد لهم الصاع صاعين ، و هرب مع لمى ...
وصلوا إلى البيت بسلام ، كان وجه مراد مغطى بالدماء ، حالما رأت الأم المنظر صدمت و قالت :" ما به هل كل شيء بخير ؟"، ردت لمى :" كان هناك أشخاص منحرفين "، خافت الأم و قالت :" هل أتصل بالشرطة ؟"، رد مراد :" كلا كل شيء بخير ، أعتقد أن شخصاً ما أرسلهم و إلا لم يكن ليعودوا بدون سبب "، صعد مراد إلى غرفته و الألم واضح تماماً عليه ، لحقت به لمى مع علبة الإسعاف الأولية ... دخل و قابلها مراد بالغضب و طلب منها الخروج ، لم تصغي لمى إليه و دخلت ، وضعت الكمادات على وجهه ، قال مراد :" اووتش إنتبهي "، قالت لمى :" إهدأ ولا تكن كالصغار "، تابعت لمى عملها إلى أن نظفت الجروح ، ما زال مراد مكتئباً ...

نظر مراد مباشرة في عينيها و سألها :" هل تشفقين على حالي حقاً ؟ "، ردت لمى :" ماذا ؟ ما الذي تتفوه به ؟"، قال مراد و هو على أعصابه :" لا تدعي البراءة ! أصدقائي من قبل كانوا للمال و الجمال ، و أنتِ فقط للشفقة صحيح ؟"، غضبت لمى و أمسكت بوجهه و وجهته نحوها ، نظرت في عينيه و قالت :" أنا لا يمكنني أبداً أن أصادقك لهكذا سبب ، صادقت لأنك الشخص الوحيد الذي إهتم فيّ ، و تكلم معي ، و صارحني ، ليس كباقي الناس يجلسون معي فقط للسخرية مني ، صحيح أنك مزعج لكنك الشخص الوحيد الذي إعتبرني إنسانة لها وجود و شكى لي مشاكله و أخبرني عن أحلامه و طموحاته ، ضحك معي و حزن لأجلي ، لا يرضى أن يراني وحيدة ، يمكنه أن يهمل الكل فقط من أجلي ، شخص كهذا لا يمكنني أبداً أن أصادقه من أجل شفقة على حاله فقط ، الشخص الوحيد الذي يجب عليّ الشفقة من أجله هو أنا فقط "، أنهت لمى كلامها و إنهمرت دموع الفرحة من عيني مراد و قال :" أنا سعيد ، سعيد حقاً ، أنتِ أول شخص يقول لي هذا الكلام في حياتي كلها "، ضمها إلى صدره ، و قال :" لن تتركيني أبداً أليس كذلك "، ردت لمى العناق بحرارة و قالت :" أجل لن أفعل "...
مرت دقائق على حالهما و إرتفعت الدماء إلى وجه لمى ، حاولت إبعاده لكنه كان نائماً على كتفها ، أزاحته بلطف و قامت للخروج ، أمسك بيدها و قال :" قلتي لن تتركيني !"، إبتسمت و غطته لينام و ظلت تراقبه ...
قالت في نفسها :" تباً إنه وسييييم للغاية ، لهذا السبب يكثر وجود أصحاب الجمال حوله ، عااا لو أستطيع مداعبة هذه الرموش فقط ، مع أنه فتى إلا أن بشرته أنعم من بشرتي ، تباً شعره ناعم للغاية ، تمالكي نفسك يا فتاة ، إذا علم بما تفكرين سيقول عنك منحرفة بالتأكيد ، تباً لا أستطيع "، بعد تفكيرها الطويل غطت بالنوم هي أيضاً ...

أميرٌ مُفلِسWhere stories live. Discover now