~ الاميرة العاشقة..~

71K 3.5K 480
                                    

ليس منزل ادم من كان فقط يرتكز فوق قواعد من مشاعر متناقضة يمتزج فيها الحزن والاطمئنان والخوف معاً لتتشكل مشاعر غريبة...كان منزل اسرتها يشكل انعكاساً مشابهاً لحالتها لاسيما من ميسم!!..

دخلت نحو غرفة ريم لتجد كل شيء موجود....ولكن خالي!...خزانتها....طاولة تزيينها....وكل شيء اخر في مكانه ولكن من دون مقتنياتها!!.. رغم عدم خروج ريم كثيراً من غرفتها ألا ان هناك فراغاً كبيراً احتل صدر ميسم بعد رحيلها!.. كان يكفيها ان تستشعر حركتها داخل الغرفة..ان تحس بأنفاسها..ان ترى بين فترة واخرى شكل هزيم ولكن بملامح انثوية!..والان اختفى كل هذا!!..
كانت هذه هي ليلة اخرى تمر على اسرة ياسين تحمل اميرة اخرى ساهرة..ولكن ليست ذاتها اميرته المعذبة..بل كانت اليوم الاميرة العاشقة تحمل بين طيات قلبها كل ذكرى عن محبوبها الذي غطى التراب ملامحه عنها...تجول بصرها ببطئ في الغرفة ولأول مرة استشعرت هذه الوحدة الموحشة التي تحس بها ريم وهي تجلس وحدها وسط ظلام الليل بعد ان يسدل الجميع اجفانهم متناسين وجودها وتاركيها لوحدها لايطوف حولها سوى ذكرى اخيها... شيء ربما كان مبرراً ليدفعها لذاك الجنون وتناول تلك الاعداد الكبيرة من المهدئات!!...

اسدلت ميسم جسدها فوق سرير ريم وحدقت في سقف غرفتها بعمق مع دموع هادئة تنساب ببطئ من عينيها لتنسدل بحياء بجانبي وجهها لتبلل رقبتها وتستكين بين الخصلات الذهبية خلف اذنها...تلك الشعيرات الشقراء التي يعشقها هزيم لطالما تبللت بدموع فراقه الطويل!!...اغمضت عينيها لترتسم ابتسامة ذكرى سعيدة تحب دائماً تذكرها لاتتناسب ابداً مع الامطار التي تنزلها قارة عينيها!!...

( ـ ألم يحضر اليوم ايضاً؟!..

التفتت ميسم بأرتباك نحو زميلتها في العمل وصديقتها ليلى وهي تقطب حاجبيها تدعي عدم الفهم:

ـ من تعنين؟!..

ضيقت ليلى مابين عينيها بمكر وقالت بأبتسامة:

ـ الذي تراقبين الباب كل يوم من اجل ظهوره!!..

رتبت ميسم بعض الاوراق امامها على المنضدة وشغلت نفسها بترتيب الملابس لتبعد نظرها عن ابصار صديقتها التي ستكشفها وهي تقول بتلعثم:

ـ لست اراقب شيء..

قالت ليلى وكأنها لم تسمعها:

ـ مرت ثلاثة ايام ولم يظهر فيها..أليس هذا غريب؟!..

حملت ميسم بعض الملابس المتروكة جانباً وبدأت بترتيبها على عارضة البيع متجاهلة صديقتها التي تتبعها لكل مكان مستمرة بحديثها:

ـ ربما يفعل هذا ليجبركِ ان تفكري به؟!..

ـ تفكر بمن؟!..

التفتت الفتاتان بفزع نحو هزيم الذي لم تدركا متى دخل؟! ومع اي جزء بالضبط من حديثهما بدأ يستمع؟!..
كتف يديه امام صدره وقال بوجه متجهم:

قربان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن