مَن أنت ؟

9.1K 873 289
                                    

.
.

يسيرُ بإتجاهِ الكافتيريا بصحبةِ اصدقائه، ليسَ واعياً بعد انه مضى اسبوعٌ على لقائهما، ليسَ واعياً حتى أنّ من انتظرها لخمسةِ سنواتٍ اصبحت تدرسُ معه في نفس الصف

يحيطهُ سيهون بذراعيه ليسرقهُ من شروده:"الى اينَ تحسبُ نفسك ذاهباً ؟"

أحال جونغكوك بصرهُ لسيهون ثم لتاي الماثِل امامه :"ماذا؟"
كانت البلاهةُ تتلحفّ نظراته تجاههما، حشر تايهيونغ يديهِ في جيوبه متنهداً :"انه دورك اليوم "

ازاح سيهون ذراعه ليردف :"سنسبقك، لا تتأخر انا جائع" اومأ جونغكوك بتفهمٍ حين وعيَ الامر، دوره يأتِي بسرعه صحيح؟ سار ببطء ليقف خلف تلك الحشُود المُصطفة
هل يخيّل اليهِ ام أن الطلاب ازداد عددهم عن المعتاد؟

كان الهدوء يحفّ وقوفه، وعلى النقيض كانت افكارهُ يعمها الضجيج، هو متأكدٌ انها هي لكن عدم معرفتها له حبسه في دائرةِ شك
هل كانت الخمسُ سنواتٍ الماضية كفيلةً بمحوهِ من ذاكرتها؟
هذهِ الاحتمالية تشعره بالانزعاج، تساقطت افكارهُ دفعةً واحدة حين وقعت عينيه عليها

تقفُ في الصف الاخر ، تتبادل الاحاديث مع صديقتها ريثما تنتظر، تأمُلها .. اشعرهُ بشيء من الحنين!
ضحكتها التِي تنبعثُ بعفويةٍ مُطلقة ، جعلته يبتسم دون ان يدرك حتى انهُ يفعل ذلك

وبرغم كل الجمالِ المحيط بها، مازال يتسائل
هل نسيته ..حقاً؟

****

جلسَ بصمت، بيديه الخاليتان، ماجعلهما ينظرانِ اليه بشيءٍ من الاستغراب :"اين الطعام؟"
سأل تايهيونغ ، ليجيب الاخر على مضض :"تعبتُ من الوقوف"

:"حقاً؟" عقب سيهون ساخراً، اقترب منهُ محدقاً في عينيه :" انت لا تبدو على طبيعتك في الايام الاخيرة، اهذا كله من اجل زهرتك المُزعجة؟ انظر اليها هي لم تتعرف عليك حتى !"

تايهيونغ موافقاً :" انهُ محق!، ربما عليك نسيانها انت الاخر، انها مجرد شخصٍ عابر التقيتهُ على طريق اشجار الكرز هي لم تكن تعرف اسمك ايضاً "

عقد يديهِ ضَجراً ، لن يفهم أحدٌ هذهِ العلاقةَ بينهما
لن يفهمُ احدهم مقدار اهميةِ تلك الاحاديث، وتلك الاسطر التِي خطت على ورق، لن يفهمُ احد سواه
لماذا هو قضى سنواتٍ بإنتظارها .. فضّل الصمتَ .
فيما نهض تايهيونغ ليحضر الطعام .

****

على جدارِ السطح كان يُسند جسده، قلبهُ وكل حواسهِ
في خضوع،صوتُ الاغنيةِ طغى على صوتِ العالم من حوله ..
هو مختلف، لانهُ وبرغم عالمهِ الرتيب، وحياتهِ المملة الا انهُ يعيش في مكان مُنفصل!
لا يسكنه احد ، سواه وحِبال من الافكار التِي لا تغادر مُخيلته البتّة..

شعر بحركةٍ خلفه، اطفئ هاتفهُ ثم استدار ليرى الشخص المُتطفل على هدوئه.. وبرغمُ ان وجهه كان خاليَ التعابير الا انهُ كان مدهوشاً من الداخل

هل تتعمدُ الصدف فعل هذا؟ ام انهُ القدر؟
او ربما..لا احد منهما

:"انت جيون جونغكوك؟ صحيح؟" سألت سايا بشيءٍ من التردد في صوتها ، في حينِ انه احسّ بفوضى عارمةٍ احدثت نفسها بداخله ، هل يعقل انها عرفته؟
اومأ موجباً .. لتبتسم وتتقدم منهُ بضع خطوات
:" جيد كنتُ ابحث عنك، وقيل لي انكَ هنا معلمُ الفيزياء يطلب رؤيتك "

فقط هذا...ماقالته، مخيب !
ادبرت موليةً بُغية المُغادرة ، وقبل ان تعبر الباب وتختفي من امامهِ استوقفها قائلا :"سايا " تابع حينَ ادارت وجهها لتنظر اليه مُستفهمة :"الا..تذكرينني؟ على طريق الساكُورا تقابلنا لثلاثة اشهر قبل سنوات؟"

قطعت شوطاً مربكاً من الصمت قبل ان تسأل :" إعذرني هل اعرفك مسبقاً ؟ من انت؟"

هذا مخيبٌ ايضاً، للحدِ الذي جعلهُ يبتلع بقيةُ حديثه دُفعةً واحدة، من انت؟ سؤالها كان لاذعاً ...لا يكافئ صبره وانتظاره

" انا لا احد " همسَ بخفوتٍ فيما مرّ من جانبها مُغادراً المكان

****

انتهى

حُب لا يشبهكِ Where stories live. Discover now