4

775 138 124
                                    

"إياك أن تقترب !" قلت لا إراديا فور رؤيته .
" هل بإمكاننا الجلوس و التحدث؟" هو سأل و إجابتي كانت تراجعي للخلف .
" ابق بعيدا !!" حذرته -و كأنه سيخاف- .

الأفكار تتزاحم في عقلي الصغير، كلها سيئة؛ ابتداء بسيخطفك و انتهاء بيبيع شبكية عينك. ملامحه هادئة رغم كل شيء، أعني؛ أنا ضحيته، عفوا شبه ضحيته الهاربة التي يمكنها تقديم شكوى و إلقاء القبض عليه ثم إعدامه .

أراه يقترب، أدخل يده في معطفه الصوفي الأسود، على ذكر الأسود؛ يبدو أنه يحبه بشدة، أستدل هذا من معطفه، وشاحه، بنطاله القماشي الرسمي، و حتى حذائه، كانت كلها موشحة بالأسود. و بعد جرائمه؛ متأكدة من أن قلبه أيضا موشح بالأسود!

"إياك!" قلتها بنبرة تقرب للصراخ .
" لا تقلقي، إنها بطاقة عملي .. هل يمكنك إخفاض نبرة صوتك؟ نحن في مركز أمني " .

جملته ترددت في عقلي ..
نحن في مركز أمني.
نحن في مركز أمني.
نحن في مركز أمني.
و هذا يعني أنني أنا -روز- أقف الآن في غرفة داخل مركز أمني؛ و الذي يصدف بأنه مليء برجال الشرطة و المخولين المعنيين بهذه القضية .

" ساعدوني ! النجدة!" صرت أستغيث و أنادي. يركض اتجاهي، يده في طريقها نحو وجهي، لذا دفعت الطاولة الحديدية حادة الأطراف نحوه بقدمي لتصطدم به بقوة، لتسبب جرحا في ذراعه .

ركضت نحو الباب و أنا أصرخ قائلة: "جاك السفاح! ساعدوني" ، بعدها تكاثر رجال الشرطة في الغرفة ليثبتوا ذاك المختل أرضا ، و قام البعض بإخراجي .

• • • • •

ساحة المدينة الرئيسة مكتظة، مرت ساعتين على اعتقال جاك الذي تبين أن اسمه سيمون. وجدوا بحوزته سلاح ناري، دافع عن نفسه بحجة أنه يحمله معه للدفاع عن نفسه . وجدوا بصماته في موقع الحادثة التي كدت أن أكون ضحيتها.

سمعت بعض الإشاعات أنه ليس القاتل؛ لكني متأكدة لأني رأيته بعيني يوم الحادثة، البعض يقولون أنه سيتم إعدامه لتتخلص المدينة من قصة جاك بغض النظر إن كان هو القاتل فعلا .

الناس تهتف لتعجيل إعدامه، ها هم يثبتون الحبل برقبته .. و ألقوه لتتدلى جثته. أشفق على زوجته التي فقدت وعيها قبل قليل .

هناك شخص يخترق الحشود و يحمل بيديه أوراق كثيرة ..

"الطبيب مارك تفضل .." قال رئيس مركز الشرطة.

"عرفت القاتل! إنه الطبيب وليام، عينات الدم تقر بهذا، كما أننا وجدنا جثته على بعد أمتار من موقع الحادثة، لقد مات دهسا، وجدنا معه سكينا تحمل بقع دماء تعود كلها لضحاياه، يرجح أنه مريض نفسيا .. لذا سيمون لا ذن..." .

لم يكمل كلامه بعد أن رأى جثة صديقه تتدلى..

هذا يعني أن الشخص الخطأ مات، و بسببي أنا !!

لم أعد أشعر بما يجري حولي؛ فقط أستطيع سماع أصوات شجار و شغب، صوت إطلاق رصاص، هل الشعب يثور بسبب موت شخص لا علاقة له ؟!

أشعر بذلك السائل الحار يتدفق مني، ليس من مكان واحد، يبدو أن عدة رصاصات أصابتني، أرى الآن العشرات أمثالي أرضا .. يبدو أني سأموت الآن، أستحق؛ حاول أن ينقذني فقتلته.  إلهي، سامحني ..
سكرات الموت تقترب ..
الندم يتوقد بداخلي ، لكن هل سينفعني الآن الندم ؟!

*** *** *** ***

انتهى .

بقي هناك فصل أخير تحت عنوان خاتمة ..

رأيكم ؟

تحياااتي ❤

موشح بالأسودWhere stories live. Discover now