نهاية النفق المظلم..

360 50 112
                                    

أحد من الرجلين كان يدق الباب بقوة!
وكانت ملامحه باردة نوعا ما.. والمرأة تحاول إيقافه.. فقد سمعتها تقول «يكفي سوف تكسّر الباب! ما تفعله غير لائق!!»

أما الشاب الآخر كان يضحك عليهما..

لقد أثاروا فضولي بحق! مالذي قد يريده ثلاثة شبّان من الميتم؟

«هيْ أنتم!!» صرخ حازم فجأة.. ليجلب انتباه الجميع.. ويديروا رؤوسهم نحوه.

«من الذي أعطاكم الموافقة لتحطموا الباب ها؟!!!»

أشعر أن صوته سيبُحّ من كثرة صراخه الذي يُصدّع الرؤوس!

التفت الرجل الذي كاد يحطم الباب إلى الوحش (حازم) وبطريقة ما فرح لرؤيته وتقدم بسرعة لمصافحته قائلا «اااا يبدو أنك سيد المنزل هنا! ^^»

صافحه الوحش بانزعاج واضح وكأنه متقزز منه..
« نعم.. أنا هو... قل ما تريد بسرعة »

شعرت أن ذلك الرجل الغريب كان واثقا بنفسه.. ثقةً.. عمياء..

فهو مبتسم بغموض.. رغم أسلوب الوحش الفظ والواضحِ وضوحا كبيرا..

«لقد سمعنا عن عملكم النبيل الذي تقومون به.. فالاعتناء باليتامى أمر يتطلب مسؤولية كبيرة.....»

انتبهتُ فجأة ليد حازم التي أمسكت بذراعي خلسة، وجذبتني إلى خلفه بارتباك كبير.. مابه؟

«...لذلك أردنا أنا وأسرتي المجيء إلى هنا.. لربما عثرنا على ما نريد^^»

إذًا هم أتوا للبحث عن طفل.. لحظة!

نظرت إلى وجه حازم.. فوجدته مرتبكا للغاية، ياه إن حازم مرتبك! إنه يحاول إخفائي عن أنظار الأسرة كي لا تنتبه لي وتأخذني..

ابتسم الوحش "والابتسامة عادة لا تناسب الوحوش" وذهب إلى الباب مسرعا -مع جره إيّاي طبعا- وهو يحاول اصطناع قناع يخفي وحشيّته «أهلا وسهلا بكم! تفضلوا رجاءً! أعتذر لإطالة انتظاركم في الخارج..»

«شكرا لك سيدي ^^»

عند دخولهم أردف بارتباك أشد «آأالأطفال في الحديقه.. اسبقوني وسأتبعكم بعد لحظات!»

بعد أن دخل ثلاثتهم مباشرة إلى المنزل استدار حازم إليّ فجأة.. وأمسك بذراعي بقوة! وتصاغر لحجمي وكلّمني بلهجة مخيفة أصابت جسدي بالقشعريرة وخصوصا أنه اقترب مني كثيرا «اسمعني جيدا!! عندما يخرجون إلى الحديقة اصعد مباشرة إلى غرفتك وإياك أن تخرج منها مفهوم!!»

أومأت له وقطرات العرق أشعر بها تصنع طريقها السريعة من جبهتي إلى آخر وجهي.. كنت أرتجف من الخوف منه!! وأنا الذي عادة لا يخاف من الوحش!! في الحقيقة لقد أوصل إلى قلبي إحساسا رهيبا مهما بلغت فصاحة الكلمات لن تكفي لوصفه!!

دخل حازم وهو لا يزال يجذبني من ذراعي التي ستنكسر.. ولكنه فجأة توقف عندما رأى الأطفال يدخلون من الحديقة..

مارو الصغير (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن