استيقظي سوزي الصغيره

7.5K 887 687
                                    

ممسكه بتلك الدميه التي مزق ذراعها عتي الزمن ، تنظر اليها بفرح يغمر عينيها الزرقاوتين ، وقفت مثقله بنظراتها التعبه ترمق تلك الاسياب المظلمه من المنزل ، كانت تعيش هنا لوحدها منذ مايقارب السنه ، والدها تركها دون رعايه ووالدتها توفت .

جدها الذي كان يرعاها رحل وتركوها لوحدها تائهه دون وجهه معينه ، لم يتطفل احدهم عليها ويمسك بيدها ويذهبوا بها لدار الايتام ، طفله تيتمت من الفقر والجوع ، منزلها الذي كان شبه متهالك يكاد يقع .

هي كانت تخرج دائماً لردهت منزلهم وتغني بصوتها العذب تريد لفت الانتباه اليها ، لكن لا احد ، لا احد لحظها او القى اهتمامه لذلك الوجه المغطى بالقبار ورجلاها الحافيتين الباردتين ، رمت بدميتها المقطعه لاشلاء ، خرجت لتدور بمرح وتصرخ بغنائها كالعاده " احب اللعب والمرح ".

صرخاتها لم يكن يسمعها سوى ذلك الجار الذي اغلق نافذته بتكاسل وانزعاج متمتماً " الم يأخذها احد لدار الايتام انها مزعجه".

توقفت قدميها الحافيتين عن الدوران ترمق نافذة جارها بخذلان ، هي كانت تراه يلعب مع ابنائه كل يوم ، هي ارادت الذهاب واللعب معهم ، لكنها تعلم بأنه لن يهتم بها ، بل سيطردها من بيته .

اغلقت عينيها لتستمر بالدوران والغناء صارخه وهي تبكي ، " انا احب اللعب والمرح ".

توقفت عندما حل الليل ، وذهب الجميع لمنازلهم ، ليتدثروا في الحفتهم الدافئه ، وهي ستقظي ليله اخرى على سريرها المكون من جرائد ورقيه ومرتبه قاسيه كانت لجدها قبل وفاته .

نظرت لفستانها الابيض الذي اصبح بني اللون لقدمه ، لم يكن لديها سوى البعض من الملابس القذره التي لم تغسل لسنه.

تنهدت بضيق لتعاود ادراجها بوجه خائب ككل ليله .

كان ضوء القمر يواسيها فقد تسلل عبر النافذه مداعباً وجهها ، البيت مظلم لم يكن هناك كهرباء ولا ماء، كانت تضطر للتسول لطلب بعض الطعام .

دثرت جسدها الصغيره البارد بين طيات الجرائد البارده باحثةً عن بعض الدفئ لاجواء المكان غارسة البروده.

تستيقظ على ضوء الشمس لتجلس بمرح وتصرخ" اليوم سيأتي احدهم بالتأكيد " ، كانت هذه جملتها المعتاده في كل يوم تستيقظ فيه ، كانت تنتظر ذلك الشخص المجهول ان يأتي لينقذها من حياتها البائسه .

وقفت بمرح لتجري وصوت خطواتها على ارضية المنزل الخشبيه توضح شدة فرحها باليوم الجديد .

خرجت من المنزل وهي تجري بين اولئك الاشخاص الذي بعضهم ذاهب للمدرسه والاخر للعمل.

وقفت في مكانها المعتاد بين المتسولين ، لتمد يديها الصغيرتين البيضاوتين وتقول بصوتها الناعس الناعم" اريد بعض الطعام لو سمحتم".

استيقظي سوزي الصغيره|One ShotOnde histórias criam vida. Descubra agora