اولاً الهنود الحمر :

638 34 9
                                    

من منا لم يسمع بالهنود الحُمر ؟ او السكان الاصليين لأمريكا ؟ وماتصوره الثقافه الأمريكيه اليوم أنهم كانو متوحشين,إن هذه الصورة التي حفروها في أذهان الناس ليست إلا طمس للصوره الحقيقيه للهنود الحُمر,بعد أن سلبوهم أرضهم وهي "أمريكا"الان,ومحاولة لدفن معالم جريمه بشعه راح ضحيتها 112 مليون إنسان,تم القضاء عليهم بأفضع علميات الإباده حتى تناقص عددهم إلى ربع مليون فقط,نعم,هذه الحضارة والتقدم التي تعيشه امريكا الان لم يقام إلا على أشلاء وجماجم الهنود الحمر.

سبب تسميه الهنود الحمر :
عندما اكتشف الرحالة الإيطالي"كريستوفر كولومبس" المنسوب له إكتشاف امريكا وهذا خاطئ وليس صحيحاً اتحدث فيه فيما بعد عندما وصل واكتشف القارة الإمريكيه ظن أنه في الساحل الغربي لبلاد الهند,فأطلق على سكانها اسم الهنود الحمر بسبب لونهم المميز المائل للحُمره.

حياتهم :
وصل الهنود الحمر الى هذا المكان قبل آلاف السنين من اكتشاف كريستوفر لهذه الارض,وعاشوا فيها حياة بسيطه معتمدين بها على الصيد وزراعه الأراضي,وعظموا الصدق وغرسوه في نفوس أبنائهم,وتميزوا بالاهتمام بالحضارة الروحيه وتمجيد الاخلاق, وجعلوا للمرأه مكانه خاصه,والرفق بالانسان والحيوان,والمكتشف كريستوفر كولومبس قال في رسالة أرسلها إلى ملك إسبانيا :
"هؤلاء الناس طيبون جدا,ومسالمون جداً,بحيث أني اقسم لجلاتيكما أنه لا توجد أمه في العالم أفضل منهم"
وأحسن الهنود الحمر باستقبال الرجل الأبيض احسن إستقبال,وعلموه الصيد والزراعه اعتقاداً منهم أنه مجرد ضيف او زائر,ويجب التعامل معه بلُطف وكرم.

الإستعمار الأوروبي :
عندها وصل المستعمر الأوروبي إلى شواطئ هذه القارة ممتلئاً بالخبرة العسكريه ووجد أمامه شعباً منقطع عن العالم لا يملك سوى الات الصيد والحفر والزراعه,عندها أدرك المستعمر الأوروبي أنه أمام أرض الأحلام,والارض الغنيه بالخيرات,عندها بدأت فضائع الاوروبيين واستخدموا البنادق وقتل كل من يصادفهم من رجال ونساء وأطفال,بكل دم بارد,عندها أحرقوا المحاصيل ليفتك بهم الجوع,وسممّوا الآبار,وعندما ضاق زعماء القبائل الهنديه طلبوا عقد معاهده سلام مع انهم لم يقاتلوا الغزاه الاوروبيين البيض,ولكنها محاوله يائسه لمنعهم من الاستيلاء على ارضهم,عندها فرح الغازي الاوروبي بهذا الخبر,ووافق بشرط أن يرحلوا من اماكن معينه حددوها لزراعتها ثم قاموا بإهداء الهنود الحمر العديد من البطّانيات واللّحف,ولكن مالم يتم توقعه أن هذه الهدايا والألحف لم تكن إلا ممتلئه بالاوبئه والأمراض المعدية والحصبه والكوليرا,لتحصد أرواحهم دون أي جهد أو تعب,وهذه الحرب المليئه بالجراثيم حصدت أرواح مايقارب من 80٪ من الهنود الحمر,ثم رصدت السلطات الإستعماريه المكافآت والجوائز لمن يقتل هندي أحمر,كأسلوب جديد للإبادة الوحشيه,وكان كثيراً من الصيادين يتباهون بحذائهم المصنوع من جلد الهنود الحمر ك تفاخراً بقوتهم ومهارتهم لسلخ وقتل الهنود الابرياء.مائه وخمسون عاماً من الاضطهاد ونهب الارض والعرض والقتل والسلب والتدمير والتهجير عاشها وعاصرها هؤلاء الهنود..

جرائم الإسبان ضد الهنود الحُمر :
فلما وصل الإسبان الى هذه الارض سرعان ما أدركوا أنهم على أرض الذهب والخيرات,فوحشيتهم لم تقل عن وحشيه الذين قبلهم،فحصدوهم بالبنادق وأجبروهم على حفر المناجم والانفاق,وباعوا كثيراً منهم في سوق النخاسه,حتى قيل أنهم كانوا يستخدمون الأطفال كـ طُعم للكلاب,ومن أساليبهم الوحشيه أنهم كانوا يُضرمون النار في خيامهم وأكواخهم,فإذا هربوا خارجين يتم تصفيه الرجال,ومن يتبقى من النساء او الاطفال،اخذوهم للعمل في المناجم,او بيعهم,اما النساء فكان يتم إغتصابهن بالرغم من العمل الشاق في النهار..
اما الكاتب "بروتولومي دي لاس كازاس" فذكر في كتابه
"وثائق إبادة الهنود الحمر":
"كانوا ينصبون مشانق طويله,ينظمونها على شكل مجموعات, كل مجموعه تتكون من ثلاثه عشر إنساناً يتم شنقهم,ثم يشعلون النار تحتهم ويحرقونهم,اما أسياد الهنود فكانت توضع لهم مِشواة من القضبان,ثم يُربطون بها,وتوقد تحتهم نار هادئه,ليحتضروا ببطئ وسط الالم والأنين,وعندما يصرخون صراخاً مؤلماً مشبعاً بالعذاب,فإنه يزعج مفوّض الشرطه,اثناء نومه,فيضعون في حلوقهم قطعاً من الخشب لتخرسهم".

النهايه :
هكذا إنقرض الهنود الحمر على يد الأوروبيين مدّعي الحضارة والتي بُنيت على اساس الجماجم والأشلاء التي كانت ولا زالت شاهده على عصراً كان من أقسى العصور عليهم..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 24, 2016 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

امريكا وجرائمها.Where stories live. Discover now