15| قبيحٌ عندما تبكي، وسيمٌ عندما تضحك

3.7K 405 249
                                    


بارت منحرف 🌞
الفوت + التعليقات رجاءً

*

اعتدلت جالسة، جمعت بعض خصلات شعرها خلف أُذنها، ضيَّقت جفنيها في محاولة لتوضيح رؤيتها، لعقت شفتيها وأعادت سؤالها للذي يقف أمام النافذة ويمسح دموعه بخشونة:

" لما تبكي؟ "

لم تتلقى أيّ رد، أنزلت قدميها، وقفت ورتَّبت ملابسها، تقدَّمت حتى شاركته الوقوف، أمسكت بمرفقه ودفعت به إلى الخلف حتى يُقابلها صاحبه، لكنَّ الآخر أدارَ وجهه!

رفعت يديها وحاوطت صدغيه، أرجعت وجهه ليُقابل وجهها، مسحت ما انزلقَ على وجنتيه من دموع بإبهاميها، قالت بهمس:

" ما الذي حدث؟ لماذا استيقظتُ على صوتِ بُكائك؟ "

لا إجابة!

هزَّت رأسه ليرفع عينيه إليها، صمتٌ طغى، لا يُسمع سوى أنفاسهما، نطقت بنبرةٍ أعلى قليلاً:

" نامجون! بحقِّ الله أجِب! "

توقَّفت شهقاته الخفيفة، أبعدَ يديها وتراجعَ خطوتين، احمرارُ أنفه وأُذنيه جعلت تشون تُعيدُ وجهه إلى كفيها، انتصبت على أطرافِ أصابعها، اقتربت منه حتى قبَّلت دموعه التي عاودن الانزلاق

قرَّبته إليها آخذةً إياهُ في حضن، تدفع رأسه الرَّاسي على كتفها نحو عنقها؛ وكأنها تُريدُ غرسه فيه!

وبيدها الحرة، مسحت على ظهره، ذهاباً وإياباً، شعرت بذراعيه تُحيطان خصرها، أغلق المسافة التي ظلت بينهما بتقريبه لها

عاود البكاء، شهقَ حتى ذبُلت أنفاسه، حتى لم يعد هناك ما يُسمى بشهيق ولا زفير، مرارة غصَّته لم تعد تُحتمل، ازدردَ ريقه كثيراً علَّها ترحل، تضمحل أو حتى تختفي، لكن لا طائل من الأمنيات!

شعرَ بالأسى على عنق تشون؛ فهوَ يقطرُ من دموعه، وضع جبينه على كتفها وراحَ ينظرُ إلى أين سارت الدموع، تتبَّع مجراها حتى رست عيناه على صدرها؛ فكان المصير لتلكَ المياه المالحة!

" أَتشعُر بالتحسن الآن؟ "

أبعد نظره عن ثدييها ورفع رأسه، مسحَ وجهه المبلل وهو يبتعدُ عنها، نظرت إليه في حيرة؛ لما يتجنَّبُ الإجابة رغم سهولةِ السؤال!

جلسَ على الكرسي الأسود التابع للمكتب، عندها انتبهت تشون بأنه قد نزع معطفه وبقيَ بقميصه الأبيض؛ فمعطفه يتدلى من على ظهر الكرسي

أصمّWhere stories live. Discover now