كعادته عاد جايسون إلى البيت متأخرا نحو الثالتة صباحا و هو ثمل..يمشي و يتمايل على الحائط...و يغني بصوته المزعج بكلمات غير مفهومة...ثم يضحك مثل المجنون...و هو يستند على الجدران ليصل إلى غرفته.
.....:يا للقرف!
قال والده ريتشارد رجل الأعمال المحترم الذي مل من تصرفات ابنه الصبيانية...استدار جايسون نحوه بصعوبة و قال:
هل أنت أبي أم أمي؟! هناك ضباب في عيني... لا أرى جيدا.
ريتشارد: أ لا تخجل من نفسك يا جايسون! عمرك 25 سنة و تتصرف كمراهق مجنون.
جايسون و هو يغني بسخرية: أنا مراهق مجنون مجنووووون مجنووووووون.
ريتشارد: يا إلهي ما هذا الصوت! اخرس....أنت ثمل الآن لكننا سنتكلم بخصوص هذا الموضوع غدا.
جايسون: لا أظنني سأستيقظ غدا لنؤجلها لعشر سنين بعدها.
في الصباح الباكر
كان ريتشارد يجلس مع زوجته كلارا على مائدة الفطور.
ريتشارد: أ لم يستيقظ ابنك الكسول بعد؟
كلارا: تعرف أنه ينام الصباح كله.
ريتشارد: لقد ضاع إبننا كليا بسبب دلعك الزائد له.
كلارا: لما تلقي اللوم كله علي؟ أنت أباه أيضا..كان بإمكانك التصرف.
ريتشارد: سأتصرف هذه المرة،صدقيني.
ثم أضاف و هو ينظر إلى الخادمة :
اذهبي و أيقظي جايسون.
الخادمة: سيدي،لقد أخبرني السيد جايسون أن لا أزعجه و هو نائم.
ريتشارد: اذهبي و أيقظيه فورا و إلا....سأذهب بنفسي.
الخادمة: حسنا.
توجه ريتشارد إلى غرفة إبنه و تبعته زوجته... اقتحم الغرفة دون طرق الباب ليجد ابنه يغط في نوم عميق.
ريتشارد: ما هذه الرائحة؟ هل أنا بغرفة إبني أو بمأوى خنازير!.....استيقظ يا خنزير.
كلارا: عزيزي لا تلقبه هكذا.
ريتشارد: هل أخطأت؟!
قال جايسون بصوت ناعس و هو يغطي رأسه بالوسادة:
احترما حقوق النائم،أغلق الباب يا ريتشارد هيا.
ريتشارد: يا للوقاحة! قم فورا.
قام جايسون من مكانه مفزوعا: اللعنة،ظننت أنني أحلم.
كلارا: راقب ألفاظك يا فتى.
ريتشارد: الحق بنا إلى الغرفة الأساسية... أريدك في موضوع هام.
جايسون :أ لا يمكننا تأجيل الأمر؟
رد ريتشارد بنبرة حادة: كلا.
جايسون: حسنا.
بعد دقائق لحق جايسون بوالديه إلى غرفة الجلوس.
ريتشارد: أخيرا أتيت!
جايسون: ما المشكلة يا أبي،لما أنت متعصب هكذا؟
ريتشارد: أ تعرف لقد نجحت في فعل كل شيء بحياتي إلا تربيتك،لم أعلمك المبادئ الجيدة بل تركتك تسير على هواك ظنا مني أنك لن تخطئ...وثقت فيك لكنك خيبت ظني.
رد جايسون غير مبالي: ما لزوم هذا الكلام الآن؟
كلارا: جايسون إبني،أنا و أبوك نحبك كثيرا و لطالما إعتنينا بك و قدمنا لك كل ما تحتاجه لكننا صرنا نكبر يوما بعد يوم و أنت كذلك كبرت صار عمرك 25 سنة و أنت لا تعي ذلك...
قاطعها قائلا: لا بد أن هذه المحاضرة ورائها شيء ما... ادخلا صلب الموضوع رجاء.
ريتشارد: حسنا،أنا و أمك قررنا أن نفعل شيء يصب في صالحك و يغير نمط حياتك الفاشل.
جايسون: هل سترغمني على العمل في شركتك المملة مجددا؟!
كلارا: جايسون، هذه الشركة و أرباحها هي مصدر النعيم الذي تعيشه.
ريتشارد: دعيه يقول ما يشاء،قررنا أنا و أمك أن نزوجك بفتاة محترمة و ناجحة.
انفجر جايسون ضاحكا و ظل يضحك حتى نظر إليه أبيه نظرة حادة.
جايسون: أنت تمزح،صح؟
ريتشارد: لا،لست أمزح...لقد أخذنا هذا القرار بعد تفكير ملي.
جايسون: لحظة لحظة.... هل أنا فتاة بائسة تعيش في عهد الرومان حتى تقررا مثل هذا القرار بشأني؟!
كلارا: هذا الأمر يصب في صالحك يا عزيزي.
جايسون: لقد إكتفيت،أنا غير موافق.
ريتشارد: ستتزوج سواء إن وافقت أم لا.
جايسون: هل ستجبرني على ذلك؟
ريتشارد: أجل،سأجبرك.
جايسون: بأي حق.
ريتشارد: أنا والدك.
جايسون: هذا لا يعطيك الحق لإختيار شريكة حياتي لي.
ريتشارد: بلى يعطيني،خاصة أنك تعيش في منزلي و قضيت عمري أنفق عليك و أنت غير مبالي تحتفل ليلا و تنام نهارا.
جايسون: فهمت الآن،بهذه الحجة تريد أن تجبرني على الزواج لكن لن يحصل هذا.
كلارا: لما التسرع يا جايسون، فكر في الأمر على الأقل.
ريتشارد: لا يا كلارا، لا حاجة للتفكير إما توافق على طلبي إما تحمل أغراضك و تذهب للنوم في الشارع،مفهوم؟
على هذه الكلمات غادر ريتشارد الغرفة و ترك جايسون مع أمه.
جايسون: أمي رجاء تكلمي معه،أخبريه أنني لا أريد الزواج الآن.
كلارا: وقوفي جانبك دوما جعلك تضيع للأسف،هذه المرة لن أساندك عليك أن تفعل ما طلبه أبيك.... هذا لصالحك.
جايسون: لا يمكنكما إرغامي على الزواج من فتاة لا أعرفها.
كلارا: لقد إختارها أبيك لك،لا بد أنه وجدها مناسبة تماما.
جايسون: أنا و أبي شخصين مختلفين تماما، من المستحيل أن تعجبني فتاة إختارها هو.
كلارا: حقا؟! سبق لأبيك أن إختارني....هل أعاني من خطب ما؟
جايسون: لا لكن....
قاطعته قائلة: لدي عمل مهم الآن، سأدعك تفكر في الأمر و من الأفضل لك أن توافق.
غادر جايسون المنزل و اتجه غاضبا أراد أن يركب سيارته لكن الحارس منعه قائلا:
لقد إحتجز السيد ريتشارد سيارتيك الإثنتين،آسف لا يمكنك الركوب.
جايسون: هل تمازحني الآن؟!
الحارس: هكذا أمرني أبيك،و أخبرني أن أحذرك من الإعتماد على بطاقتك البنكية لأنه أوقف مصروفك.
جايسون: لا يمكنه فعل ذلك بي.
الحارس: آخر شيء.
جايسون: ماذا أيضا.؟
الحارس: قال السيد ريتشارد إن لم يحصل على إجابة منك بعد ثلات ساعات فإنه سيغير قفل الباب.
جايسون: اللعنة.
مرحبا جميعا أتمنى ان يكون هذا البارت أعجبكم 😃و إن لم يكن كذلك أتمنى أن يعجبكم البارت القادم مع الشخصية الجديدة..زوجة جايسون المستقبلية 😉.
YOU ARE READING
هل وقعت في الحب؟
Romanceماذا يحدث حين يقع رجلان مختلفان في حب نفس تلك الفتاة المجنونة و الغامضة؟ هل ستحب الرجل العاقل و الناجح ؟ أم المدلل الذي يعاندها كثيرا؟ لمعرفة الإجابة تفضل و إقرأ الرواية ☝☝.
