بعد يومين
كانت الأحوال قد هدأت عن ما سبق و علم ريتشارد بما حدث على الرغم أنه تفاجأ و عاتب إبنه إلا أنه تقبل الأمر لكن الجدالات بين آنجلي و جايسون لم تتوقف أبدا ، كان يصر أن يقسو عليها لسبب واحد فقط ففي تلك الليلة بقي يفكر كيف قلق كثيرا حين أخبرته أن عمها سيأخذها بعيدا شعر و كأن أحدهم سيأخذ جزء منه، و الذي جعله يحتار أنه تزوج منها كي لا يفقدها أكثر شيء و بعد عدة إستنتاجات سأل نفسه " هل وقعت في الحب؟ " و كان جواب قلبه "نعم" ...لكنه حاول تجاهل صوت قلبه و قال الحل الوحيد لي أن أقسو عليها و أن أثبت أنها كاذبة أما آنجلي فكانت منفطرة القلب و تشعر بالضعف و الوحدة، كانت تجلس وحيدة في غرفتها تحاول أن تشغل وقتها بقراءة كتاب حين رن هاتفها و كان المتصل عمها .
آنجلي : ألو.
دانيال: مرحبا آنجلي، كيف حالك؟
آنجلي: بخير، ماذا عنك؟
دانيال: متأكدة أنك بخير ؟
آنجلي: طبعا، لما السؤال؟
دانيال: أ لا يسيء جايسون معاملتك؟
آنجلي: لا.
دانيال: بنيتي من الممكن أنني أخذت وقتا طويلا للإعتذار لكن ها أنا أقول لك آسف من صميم قلبي.
آنجلي: لما تعتذر يا عمي؟
دانيال: على تصرفي القاسي معك ، صدقيني خوفا و قلقا عليك.
آنجلي: أعلم ، لا داعي للإعتذار.
دانيال: خفت كثيرا أن أفقدك و هذا جعلني أتصرف مثل المجنون.
آنجلي: لا بأس يا عمي ، كل هذا أصبح ماضي.
دانيال: أ لست غاضبة مني ؟
آنجلي: لا أبدا .
دانيال: حقا؟
آنجلي: أجل.
دانيال: أنت أحسن إبنة في العالم.
قالت ضاحكة : شكرا لك يا عمي.
دانيال: لقد تركت لي فراغا كبيرا في البيت.
آنجلي: عمي رجاء لا تجعلني أبكي الآن.
دانيال: حسنا ، آسف....متى ستأتين لزيارتي؟
آنجلي: ما رأيك باليوم مساء؟
دانيال: سيكون ذلك رائعا.
آنجلي: جيد، أراك لاحقا إذا.
دانيال: حسنا...إعتني بنفسك جيدا، إلى اللقاء.
آنجلي: شكرا، إعتني بنفسك أيضا...سلام.وضعت الهاتف جانبا و راحت تكمل قراءة كتابها بهدوء حتى دخل جايسون بشكل مفاجئ للغرفة لكنها لم تعره إهتمام إلا أنه وقف أمامها قائلا:
أحتاج معلومات عن عمتك ليندا.
آنجلي: عفوا؟!
جايسون: أ لم تسمعي ؟ أريد معلومات.
آنجلي: لماذا ؟
جايسون: هناك فراغ في رأسي قلت لأملأه بهم 😑....برأيك لما أريدها؟ لقد وجدت محقق في مركز الشرطة طلب مني إسم السيدة بالكامل ليأتي لي بالحقيقة.
آنجلي: آه هكذا إذا....السيدة ليدجر ليندا ولدت ب ...
قاطعها قائلا: لحظة لا تكوني غبية ، لا يمكنني تذكر كل هذا سأدون في ورقة.آنجلي: صراحة لا أدري من الغبي فينا الآن 😆.
جايسون: ماذا قلت؟
آنجلي: لا شيء .جايسون و هو يتمتم :هذه الفتاة لا تصلح لشيء.
آنجلي: ماذا قلت؟
جايسون : لا شيء، خذي الورقة و اكتبي فيها ما أحتاجه سأعود إليك بعد قليل.
آنجلي: حسنا.
غادر الغرفة بينما كانت تدون أي معلومة قد تفيده في التحقيق و ما إن إنتهت حتى تركتها فوق السرير و ذهبت للحمام حتى تغير ملابسها و تجهز نفسها لزيارة عمها ...بعد دقائق رجع جايسون إلى الغرفة فوجدها مستعدة للخروج.
جايسون: ما هذا ؟ لما ترتدين هذه الثياب؟
آنجلي: لأذهب خارجا.
جايسون بفضول: إلى أين؟
آنجلي: لما تسأل؟
جايسون: علي أن أعرف.
آنجلي: لماذا يا سيد جايسون ؟
صمت جايسون قليلا ثم قال بإرتباك كاذبا: لأني لا أثق فيك.
آنجلي: إطمئن لست ذاهبة لإقتناء قنابل.
جايسون: إذا إلى أين؟
آنجلي: سأزور عمي.
جايسون: اوه فهمت ستلتقيان لإيجاد خطة أخرى....
قاطعته قائلة: يكفي جايسون ، لقد قلت عني و عن عمي في مدة اليومين الماضيين ما لا يقال أبدا فلا تتجاوز حدودك.
جايسون: أصبحت تعطين أوامر الآن؟
آنجلي: الكلام معك لا ينفع .
رد بنبرة حادة: ماذا تقصدين ؟
آنجلي: دعنا من هذا الآن ، الورقة فوق السرير خذها.
ثم غادرت الغرفة ببرود .
العودة إلى روبرت
لم تكف ستيفاني عن التسلط عليه في كل فرصة تجدها فاليوم مثلا إقترحت عليه أن يذهبا في نزهة و أصرت عليه كعادتها ، كانا يمشيان مع بعض في الشارع الذي يطل على البحر، هو صامت أما هي فثرثر .
ستيفاني: لقد إشتريت فستانا جديدا ، إنه رائع و حين أرتديه سيبدو جيدا علي.
روبرت: هذا جيد.
ستيفاني: أ لا تود رؤيتي به؟
روبرت: إن سنحت الفرصة لما لا.
لكنه في الحقيقة لم يكن مهتما أبدا.
ستيفاني: أنت طيب جدا.
لمح روبرت كرسي فارغ فقال و هو يشير إليه:
ما رأيك أن نجلس هنا؟ تعبت من المشي.
ستيفاني: حسنا ، ما من مشكلة.
جلسا مع بعض ،راح روبرت يتأمل البحر و موجاته الهادئة أما ستيفاني سكتت قليلا ثم قالت:
فيما تفكر؟
روبرت: يا لك من ثرثارة!
ستيفاني: عفوا؟!
روبرت: أنا أحاول أن أهدئ أعصابي بهذا المنظر الجميل.
ستيفاني: شكرا عزيزي ،هذا لطف منك.
روبرت: أنا أقصد البحر لا أنت .
ستيفاني: اوه هذا ليس لطيف أبدا.
روبرت: من قال أنني لطيف.
ستيفاني : لن أتكلم معك أبدا حتى تراضيني.
روبرت: هذا أفضل قرار أخذته في حياتك.
قررت أن تصمت قليلا لتضعه ينعم ببعض لحظات الهدوء لكن ذلك لم يدم طويلا ففجأة صرخت بحماس: أ ليس تلك آنجلي ؟!
حين سمع الإسم تحمس و قال بإنتباه : أين؟!
ستيفاني: ٱنظر مباشرة أمامك، هي تتقدم نحونا.
لوحت ستيفاني لها و هي تقوم من مكانها و حين رأتها آنجلي من بعيد أسرعت خطواتها إلا أن إقتربت منها أخيرا فحضنتا بعضهما بفرح.
ستيفاني: يا للمفاجأة الجميلة! إشتقت إليك.
آنجلي: إشتقت لك أيضا، أنا سعيدة برؤيتك.
ستيفاني: أين إختفيت فجأة يوم خطوبتك؟
قاطعهما روبرت بإستغراب: أنتما تعرفان بعضكما البعض؟
ستيفاني: و من تظن دعاني لحفلة خطوبتها؟
آنجلي: لقد كانت ستيفاني صديقتي أيام الجامعة.
روبرت: غريب كيف تصادق فتاة عاقلة فتاة طائشة مثل ستيفاني.
ضحكت آنجلي بينما ستيفاني قالت:
هذا ليس من شأنك.
آنجلي: إذا هل أنتما ....
شعر روبرت بالحرج و قال قبل أن تتفوه ستيفاني بأي كلمة : لا ، ن...نحن صديقين.
عبست ستيفاني و لاحظت آنجلي ذلك.
آنجلي: أستأذنكما يجب أن أذهب.
ستيفاني: لا إبقي معنا قليلا.
روبرت: فكرة جيدة ، لنتغذى مع بعض.
إستغربت ستيفاني من حماس روبرت الزائد بوجود آنجلي.
آنجلي: أتمنى ذلك لكن عمي ينتظرني.
ستيفاني: لا بأس إذا ، أبلغيه تحياتي.
آنجلي: سأفعل، شكرا.
روبرت: هل أوصلك إلى هناك؟
هنا شعرت ستيفاني بالإنزعاج فقالت:
هل ستتركني هنا وحيدة.
آنجلي: ههه لا تقلقي ،لن يفعل ...شكرا لك روبرت.
روبرت: العفو.
آنجلي: دمتما بخير ، إلى اللقاء.
ستيفاني و روبرت: إلى اللقاء.
و تركتهما متوجهة إلى بيت عمها الذي كان في إنتظارها منذ أن كلمته ، بعد أن أخذت سيارة تاكسي وصلت في غضون دقائق ، وضعت المفتاح في قفل الباب بخفة و راحت تفتح بهدوء حتى تفاجأه بقدومها و نجحت في فتح الباب دون أن يشعر بها... دخلت و راحت تمشي خطوة خطوة إلى أن لمحته في المطبخ فدخلت و ما إن شعر بوجود أحدهم حتى إستدار مرتعبا و حين رأته آنجلي ضحكت كثيرا.
دانيال: هل جننت؟ لقد أرعبتني.
آنجلي: هههه يا ليتني صورت تلك النظرة على وجهك.
دانيال: هذا ليس طريفا أبدا.
آنجلي: بلى😂😂😂.
راح دانيال يضحك أيضا😂😂😂 و غرقا كلاهما في موجة من الضحك.
آنجلي: بطني يوجعني من الضحك ههه.
دانيال: هههه توقفي.
آنجلي: مممم ما هذه الرائحة الطيبة؟!
دانيال: لقد طبخت لك اللزانيا.
آنجلي: حقا؟؟
دانيال: أجل.
توجهت نحوه و حضنته قائلة: أحبك يا عمي.
دانيال: أحبك أيضا يا أروع إبنة في العالم.
ما رأيكم في البارت أعزائي؟!
YOU ARE READING
هل وقعت في الحب؟
Romanceماذا يحدث حين يقع رجلان مختلفان في حب نفس تلك الفتاة المجنونة و الغامضة؟ هل ستحب الرجل العاقل و الناجح ؟ أم المدلل الذي يعاندها كثيرا؟ لمعرفة الإجابة تفضل و إقرأ الرواية ☝☝.