بارت 14

746 43 7
                                    

بعد يومين
كانت الأحوال قد هدأت عن ما سبق و علم ريتشارد بما حدث على الرغم أنه تفاجأ و عاتب إبنه إلا أنه تقبل الأمر لكن الجدالات بين آنجلي و جايسون لم تتوقف أبدا ، كان يصر أن يقسو عليها لسبب واحد فقط ففي تلك الليلة بقي يفكر كيف قلق كثيرا حين أخبرته أن عمها سيأخذها بعيدا شعر و كأن أحدهم سيأخذ جزء منه، و الذي جعله يحتار أنه تزوج منها كي لا يفقدها أكثر شيء و بعد عدة إستنتاجات سأل نفسه " هل وقعت في الحب؟ " و كان جواب قلبه "نعم" ...لكنه حاول تجاهل صوت قلبه و قال الحل الوحيد لي أن أقسو عليها و أن أثبت أنها كاذبة أما آنجلي فكانت منفطرة القلب و تشعر بالضعف و الوحدة، كانت تجلس وحيدة في غرفتها تحاول أن تشغل وقتها بقراءة كتاب حين رن هاتفها و كان المتصل عمها .
آنجلي : ألو.
دانيال: مرحبا آنجلي، كيف حالك؟
آنجلي: بخير، ماذا عنك؟
دانيال: متأكدة أنك بخير ؟
آنجلي: طبعا، لما السؤال؟
دانيال: أ لا يسيء جايسون معاملتك؟
آنجلي: لا.
دانيال: بنيتي من الممكن أنني أخذت وقتا طويلا للإعتذار لكن ها أنا أقول لك آسف من صميم قلبي.
آنجلي: لما تعتذر يا عمي؟
دانيال: على تصرفي القاسي معك ، صدقيني خوفا و قلقا عليك.
آنجلي: أعلم ، لا داعي للإعتذار.
دانيال: خفت كثيرا أن أفقدك و هذا جعلني أتصرف مثل المجنون.
آنجلي: لا بأس يا عمي ، كل هذا أصبح ماضي.
دانيال: أ لست غاضبة مني ؟
آنجلي: لا أبدا .
دانيال: حقا؟
آنجلي: أجل.
دانيال: أنت أحسن إبنة في العالم.
قالت ضاحكة : شكرا لك يا عمي.
دانيال: لقد تركت لي فراغا كبيرا في البيت.
آنجلي: عمي رجاء لا تجعلني أبكي الآن.
دانيال: حسنا ، آسف....متى ستأتين لزيارتي؟
آنجلي: ما رأيك باليوم مساء؟
دانيال: سيكون ذلك رائعا.
آنجلي: جيد، أراك لاحقا إذا.
دانيال: حسنا...إعتني بنفسك جيدا، إلى اللقاء.
آنجلي: شكرا، إعتني بنفسك أيضا...سلام.

وضعت الهاتف جانبا و راحت تكمل قراءة كتابها بهدوء حتى دخل جايسون بشكل مفاجئ للغرفة لكنها لم تعره إهتمام إلا أنه وقف أمامها قائلا:
أحتاج معلومات عن عمتك ليندا.
آنجلي: عفوا؟!
جايسون: أ لم تسمعي ؟ أريد معلومات.
آنجلي: لماذا ؟
جايسون: هناك فراغ في رأسي قلت لأملأه بهم 😑....برأيك لما أريدها؟ لقد وجدت محقق في مركز الشرطة طلب مني إسم السيدة بالكامل ليأتي لي بالحقيقة.
آنجلي: آه هكذا إذا....السيدة ليدجر ليندا ولدت ب ...
قاطعها قائلا: لحظة لا تكوني غبية ، لا يمكنني تذكر كل  هذا سأدون في ورقة.

آنجلي: صراحة لا أدري من الغبي فينا الآن  😆.
جايسون: ماذا قلت؟
آنجلي: لا شيء .

جايسون و هو يتمتم :هذه الفتاة لا تصلح لشيء.
آنجلي: ماذا قلت؟
جايسون : لا شيء، خذي الورقة و اكتبي فيها ما أحتاجه سأعود إليك بعد قليل.
آنجلي: حسنا.
غادر الغرفة بينما كانت تدون أي معلومة قد تفيده في التحقيق و ما إن إنتهت حتى تركتها فوق السرير و ذهبت للحمام حتى تغير ملابسها و تجهز نفسها لزيارة عمها ...بعد دقائق رجع جايسون إلى الغرفة فوجدها مستعدة للخروج.
جايسون: ما هذا ؟ لما ترتدين هذه الثياب؟
آنجلي: لأذهب خارجا.
جايسون بفضول: إلى أين؟
آنجلي: لما تسأل؟
جايسون: علي أن أعرف.
آنجلي: لماذا يا سيد جايسون ؟
صمت جايسون قليلا ثم قال بإرتباك كاذبا:  لأني لا أثق فيك.
آنجلي: إطمئن لست ذاهبة لإقتناء قنابل.
جايسون: إذا إلى أين؟
آنجلي: سأزور عمي.
جايسون: اوه فهمت ستلتقيان لإيجاد خطة أخرى....
قاطعته قائلة: يكفي جايسون ، لقد قلت عني و عن عمي في مدة اليومين الماضيين ما لا يقال أبدا فلا تتجاوز حدودك.
جايسون: أصبحت تعطين أوامر الآن؟
آنجلي: الكلام معك لا ينفع .
رد بنبرة حادة: ماذا تقصدين ؟
آنجلي: دعنا من هذا الآن ، الورقة فوق السرير خذها.
ثم غادرت الغرفة ببرود .
العودة إلى روبرت
لم تكف ستيفاني عن التسلط عليه في كل فرصة تجدها فاليوم مثلا إقترحت عليه أن يذهبا في نزهة و أصرت عليه كعادتها ، كانا يمشيان مع بعض في الشارع الذي يطل على البحر، هو صامت أما هي فثرثر .
ستيفاني: لقد إشتريت فستانا جديدا ، إنه رائع و حين أرتديه سيبدو جيدا علي.
روبرت: هذا جيد.
ستيفاني: أ لا تود رؤيتي به؟
روبرت: إن سنحت الفرصة لما لا.
لكنه في الحقيقة لم يكن مهتما أبدا.
ستيفاني: أنت طيب جدا.
لمح روبرت كرسي فارغ فقال و هو يشير إليه:
ما رأيك أن نجلس هنا؟ تعبت من المشي.
ستيفاني: حسنا ، ما من مشكلة.
جلسا مع بعض ،راح روبرت يتأمل البحر و موجاته الهادئة أما ستيفاني سكتت قليلا ثم قالت:
فيما تفكر؟
روبرت: يا لك من ثرثارة!
ستيفاني: عفوا؟!
روبرت: أنا أحاول أن أهدئ أعصابي بهذا المنظر الجميل.
ستيفاني: شكرا عزيزي ،هذا لطف منك.
روبرت: أنا أقصد البحر لا أنت .
ستيفاني: اوه هذا ليس لطيف أبدا.
روبرت: من قال أنني لطيف.
ستيفاني : لن أتكلم معك أبدا حتى تراضيني.
روبرت: هذا أفضل قرار أخذته في حياتك.
قررت أن تصمت قليلا لتضعه ينعم ببعض لحظات الهدوء لكن ذلك لم يدم طويلا ففجأة صرخت بحماس: أ ليس تلك آنجلي ؟!
حين سمع الإسم تحمس و قال بإنتباه : أين؟!
ستيفاني: ٱنظر مباشرة أمامك، هي تتقدم نحونا.
لوحت ستيفاني لها و هي تقوم من مكانها  و حين رأتها آنجلي من بعيد أسرعت خطواتها إلا أن إقتربت منها أخيرا فحضنتا بعضهما بفرح.
ستيفاني: يا للمفاجأة الجميلة! إشتقت إليك.
آنجلي: إشتقت لك أيضا، أنا سعيدة برؤيتك.
ستيفاني: أين إختفيت فجأة يوم خطوبتك؟
قاطعهما روبرت بإستغراب: أنتما تعرفان بعضكما البعض؟
ستيفاني: و من تظن دعاني لحفلة خطوبتها؟
آنجلي: لقد كانت ستيفاني صديقتي أيام الجامعة.
روبرت: غريب كيف تصادق فتاة عاقلة فتاة طائشة مثل ستيفاني.
ضحكت آنجلي بينما ستيفاني قالت:
هذا ليس من شأنك.
آنجلي: إذا هل أنتما ....
شعر روبرت بالحرج و قال قبل أن تتفوه ستيفاني بأي كلمة : لا ، ن...نحن صديقين.
عبست ستيفاني و لاحظت آنجلي ذلك.
آنجلي: أستأذنكما يجب أن أذهب.
ستيفاني: لا إبقي معنا قليلا.
روبرت: فكرة جيدة ، لنتغذى مع بعض.
إستغربت ستيفاني من حماس روبرت الزائد بوجود آنجلي.
آنجلي: أتمنى ذلك لكن عمي ينتظرني.
ستيفاني: لا بأس إذا ، أبلغيه تحياتي.
آنجلي: سأفعل، شكرا.
روبرت: هل أوصلك إلى هناك؟
هنا شعرت ستيفاني بالإنزعاج فقالت:
هل ستتركني هنا وحيدة.
آنجلي: ههه لا تقلقي ،لن يفعل ...شكرا لك روبرت.
روبرت: العفو.
آنجلي: دمتما بخير ، إلى اللقاء.
ستيفاني و روبرت: إلى اللقاء.
و تركتهما متوجهة إلى بيت عمها الذي كان في إنتظارها منذ أن كلمته ، بعد أن أخذت سيارة تاكسي وصلت في غضون دقائق ، وضعت المفتاح في قفل الباب بخفة و راحت تفتح بهدوء حتى تفاجأه بقدومها و نجحت في فتح الباب دون أن يشعر بها... دخلت و راحت تمشي خطوة خطوة إلى أن لمحته في المطبخ فدخلت و ما إن شعر بوجود أحدهم حتى إستدار مرتعبا و حين رأته آنجلي ضحكت كثيرا.
دانيال: هل جننت؟ لقد أرعبتني.
آنجلي: هههه يا ليتني صورت تلك النظرة على وجهك.
دانيال: هذا ليس طريفا أبدا.
آنجلي: بلى😂😂😂.
راح دانيال يضحك أيضا😂😂😂 و غرقا كلاهما في موجة من الضحك.
آنجلي: بطني يوجعني من الضحك ههه.
دانيال: هههه توقفي.
آنجلي: مممم ما هذه الرائحة الطيبة؟!
دانيال: لقد طبخت لك اللزانيا.
آنجلي: حقا؟؟
دانيال: أجل.
توجهت نحوه و حضنته قائلة: أحبك يا عمي.
دانيال: أحبك أيضا يا أروع إبنة في العالم.
ما رأيكم في البارت أعزائي؟!

هل وقعت في الحب؟Where stories live. Discover now