الفصل العاشر والأخير

7.2K 242 24
                                    

حدثها بحكايات عن غرب اميركا بهدوء غريب بدا وكان ليس له صلة مطلقا بذلك الدوار وتلك الرجفة اللثين تشعر بهما اخذ يتحدث وهما ممتطيان جواديهما عن الهنود الحمر وذكر بعض الاسماء المشهورة وكثيرة غيرها لم تسمع بها من قبل استمعت كاسي اليه باهتمام لكن ذهنها كان من الانشغال بحيث لم يسمح لها بالقاء ائ اسئلة لقد كان قرر امرا كان ذلك ظاهرا لقد قرر ان يبقيهما وكذلك المتاعب التي احضرتها اليه من غرب فرجينيا فمادا غير ذلك يجعله ينفق النقود التي كان وفرها لشراء الارض على البناء ؟ لماذا ياتي بها الى هنا وحدها هذه الليلة . الامل المفقود
صعدا الى الجبال وشقا طريقهما في ممر صخري ضيق الى القمة حيث كانا اقاما خيمة في بقعة رملية وذلك بين صخرتين ضخمتين كان جمال المنظر لا يصدق والشفق يسبغ اشعته الوردية على الكائنات .
القى ليون بالفراش على الارض ثم ذهب ليجمع حجارة صغيرة ليصنع موقدا بينما قامت كاسي بمهمة جمع ما امكنها من مواد صالحة للاشتعال كما ان ليون عاد بكومة من مختلف الاشياء لهذا الغرض .
ثم قال ساحضر الوقود لكنك انت من ستشعل النار اما اعداد العشاء مهمتي هذه الليلة .
كان في هذا راحة لها من مسؤولية اعداد العشاء في الخيمة ومن انشغال بالها من ناحيته هذا بالاضافة الى ما يمكن ان تاتي به هذه الليلة سارت الى صخرة بعيده مشرفة ثم اخذت تنظر الى اخر اشعة الشمس وهي تذوب في زرقة السماء لتتحول الى اللون القرمزي ثم الرمادي ثم الظلام الدامس ترصعه النجوم البراقة شعرت بالبرد وسمعت صوت حركة تحت نفس الصخرة التي كانت تجلس عليها وعند ذلك نادى ليون بان العشاء جاهز فنهضت عائدة الى المخيم .
واذ نهضت عن الصخرة انزلقت قدمها الى داخل فجوة في الرمال الناعمة فصرخت وسرعان ما كان ليون بجانبها يساعدها على استعادة توازنها قالت بينما ترتجف - سمعت شيئا هنا اسفل وذلك منذ دقيقة . نظر في الفجوة والتي كانت اتسعت بقدمها وقال - ربما كان ثعلبا فهنا ثعالب رمادية اللون لقد جربت تربية بعض الدجاج هنا فكانت تاكلها الثعالب لا شيء يدعو الى القلق .
اومات وسمحت له بان يقودها الى نار الخيمة كان قد اعد وليمة جيدة حساء خضار معلبا ولحما مشويا وشطائر جبن جلست شاعرة بالدفء والراحة بالرغم من الهواء البارد وعندما انهيا العشاء اخرج الجوادين الى حيث ماواهما الليلي ثم عاد بجانب النيران قائلا – حسنا اظننا تجنبنا ذلم قدر امكاننا .
لم تتظاهر بعدم الفهم واجابت – ما الذي كنت تريد قوله يا ليون ؟
فكر لحظة هو كتفيه – اظن انه علينا ان نجد حلا لهذا الزواج ليس سرا انني كنت ... اظن ان كرامتي اصيبت بجرح بالغ عندما اكتشفت السبب في زواجك مني.
- انني اسفة يا ليون فالامر لم يكن كما بدا لك كما تعلم انني اردت فعلا ان اقيم بيتا للاولاد ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد الذي تزوجتك لاجله .
- اصحيح ؟
- صدقني فانا لم استطع ان اصدق حظي فقد رايتك اكثر كثيرا مما كنت ارجو ان اجد لقد تملكني الفرح والسرور للزواج منك .
قال بلهجة ذات معنى – اظن ذلك لانني شاب دمث دون شك .
قالت له باخلاص – انك فعلا كذلك .
- نعم ولكنك كنت تزوجتني ايضا لو انني كنت رجلا كثير التذخين ومتطلب طالما رضيت باخذ اولئك الغلمان اليس كذلك ؟
لم تجب .
تنهد والقى مغشبة في النار – اجيبيني على سؤال واحد يا كاسي هل كان كل ما بيني وبينك ادعاة وزيفا ؟
- كلا . انك تعلم انه لم يكن كذلك .
- هل انا اعلم ذلك حقا ؟
سالته – وكيف يمكنك ان تشك في ذلك ؟ كان ما بيننا رائعا بالنسبة الي على الاقل .
استلقى على ظهره واخذ ينظر الى السماء وعندما تكلم جاء صوته هادئا بطيئا – اذا كان هذا هو الامر فانت لن تمانعي في الانضمام الي مجددا .
همست وقد بلغ التاثر بها حد البكاء – كلا . لقد علم اخيرا مبلغ حبها له سيمكنهما اخيرا ان يعودا زوجا وزوجة مرة اخرى كما كانا في البداية وتابعت تقول – كيف بامكاني ان امانع ؟
فقال – هذا ممتاز . الامل المفقود
منذ الوقت الذي تركت فيه غرب فرجينيا كانت قد قررت ان تبادل جميع الواجبات الزوجية بالحياة الامنة لها وللاولاد لكنها لم تكن قد احبته حينذاك الان وقد امتلك قلبها رسمت على شفتيها ابتسامة ثم استدارت اليه .
حدثت نفسها بان ليس لها الحق في رفضه وان بامكانها ان تتظاهر بان كل شيء قد عاد كما كان قبلا انها مازالت تحبه وقد يشعر هو بالحب لها اذا هي لم تخيب امله . اذا كانت زوجة صالحة كانت تريد ان تكون زوجة صالحة لكن الدموع تدفقت من بين اجفانها المطبقة لتنهمر على وجنتيها.
دفعها بعيدا عنه ثم هب واقفا وقد احنى راسه باشمئزاز – اه انك لا تطيقين لمسة مني .
صرخت – ليس الامر كما تظن . لكنه كان يسرع مبتعدا – ليون ارجوك . فوقف وكانه هم بالعودة لكنه عاد فتابع سيره وسرعان ما ابتلعه الظلام فانهارت جالسة على الرمال ثم عقدت ذراعيها حول ركبتيها واخذت تبكي فترة طويلة كانت الدموع تنهمر بصمت على وجهها واخذت تصرخ وترتجف عندما انطفات النيران ثم تكومت في كيس النوم لكي تستسلم اخيرا الى الرقاد .
عندما استيقظت كانت اشعة الشمس تطلي السماء بلون الذهب لكن ايقظها من احلامها المتعبة لم تكن الشمس وانما البرد القارس تكومت في كيسها ثم مالت على جنبها تريح عضلاتها المتشنجة كان ليون نائما مديرا ظهره اليها غارقا في كيس نومه حتى اذنيه وبجانبه عصا طويلة ذات لوح مزيج من الرمادي والذهبي ثم اذا بالعصا تتحرك . متموجة بخفة متناهية ثم تجمعت على نفسها انها افعى ...
دون وعي منها اصبحت على ركبتيها وكان بامكانها ان تقف لو لم يعقها كيس النوم التفت الافعى بشكل حلزوني ثم اخذت تخشخش بنعومة في البداية ثم بصوت اعلى انتظرت كاسي وقد شلها الخوف حركة الافعى التالية اخذ الراس البشع المسطح يتحرك من جهة لاخرى وقد اخد لسانها يدخل ويخرج من فمها كان الكيس قد سقط الى خصرها لكنها لم تجرؤ على تعديله للحصول على حماية اكثر . ارادت ان تخبئ يديها ولكنها تسمرت لا تستطيع الحراك بعد ما بدا لها دهرا اخفضت الافعى راسها وسارت ليس نحوها بل نحو ليون تملكها الرعب ولكنها بقيت متجمدة تسلقت الافعى ظهر ليون انشا بعد انش لو انه استيقظ وتحرك ... لم تستطع ان تتحمل هذه الفكرة فكرت بشكل محموم في ما بامكانها ان تفعل فلم تجد سوى حل واحد لن يعرض ليون لخطر كبير وعندما وصلت الافعى الى حيث كتف ليون ارتفع راسها مبتعدا عن جسمه بادرت كاسي الى العمل وقد توقفت عن كل تفكير عندما اطبقت يدها على جسم الافعى تحت الراس مباشرة تعالى صراخها وقد اقشعر جسمها من ملامستها انما عالمه بانها اذا اطلقتها فستلدغ واحدا منهما او هما الاثنين .قفز ليون وقد التهبت عيناه وفتح فمه ذاهلا لما يراه كانت تقبض على الافعى قبضة الموت بينما ترتجف من الراس الى القدم ولكنها لا تجرؤ على تخفيف قبضتها واخذ هو يكافح للتخلص من كيس النوم وهو يشتم عند ذلك اخذت الافعى تتلوى بعنف .
صرخ – اياك ان تتحركي . وامسك بشعره وهو ينقلب من جانب الى جانب حاول التفكير بفزع والتفت الافعى على ذراعها صرخت مرة اخرى وسقطت الى الخلف لكنها ما زالت محكمة قبضتها مد ليون يديه اليها لكنه عاد فتراجع وهو يقول مهدئا – لا باس عليك اسمعي طالما انت تشدين قبضتك عليها فهى لن تلدغك والان ... الان ... نظر حوله ثم بدا وكانه وصل الى حل – اسمعي ما سنفعله اننا سنقدفها من فوق حافة الجبل .
- وكيف ؟
تقدم منها ببطء – انني ساساعدك في الصعود ثم نسير معا الى تلك الصخرة المسطحة هناك وعندما نصل الى الحافة ساسحبها من يدك ثم نلقيها معا من فوق الحافة تلك هل فهمت ؟
اومات وهي مسمرة العينين بالافعى غير سامحة لها بان تحرك راسها ولو جزئيا تحرك ليون الى جانبها ببطء بالغ ثم وضع يده على ذراعها . فتحت الافعى شدقيها على اتساعهما ثم فخت مبدية انيابها لكن كاسي شدت قبضتها عليها وحملها ليون رافسا بقدمه كيس نومها المتعلق بها ثن ركضا معا نحو الصخرة المسطحة دون ان تترك يداه كتفيها الى ان وصلا الى الحافة واخذت كاسي تشهق رغم ان عينيها كانت جافتين وهو ينزع جسم الافعى من حول ذراعها .
قال وهو ينظر في عينيها بينما كانت الافعى تتلوى ويتصاعد فحيحها – ساعد ثلاثة . واحد اثنان .ثلاثة.
دفعت بالافعى الكريهة بعيدا عنها ثم فتحت قبضتها الامل المفقود والقت بنفسها الى الخلف لكن ذراعي ليون كانتا قد التفتا حولها هبطا معا متدافعين من فوق الصخرة مبتعدين وتعثرا فوق رماد نيرانهما قبل ان يقفا ثم سالها – هل انت بخير ؟
هتفت ودموع الارتياح تنهمر من عينيها – لقد كادت تلذغك .
- تلذغني انا ؟ وماذا عنك انت ؟ وكيف تمكنت من القبض عليها بذلك الشكل ؟
اخذت تشرح له الامر وهي تتلعثم بالكلمات بينما كان هو يتفحص يديها واسفل ذراعها ثم قال وصوته يرتجف – كان عليك ان تدعيها تلذغني . فضررها علي اسهل من النوبة القلبية التي سببتها لي عندما رايتك تمسكين بتلك الافعى اللعينة .
همست – لم استطع ... فقط لم استطع
- لا ادري ما كنت سافعل لو كان حدث لك شيء.
قالت – هذا بالضبط ما كنت افكر فيه عنك .
- اننا بخير نحن الاثنين . اشكرك كثيرا .
- ولك انت .
قهقه ضاحكا – لا باس اننا بطلان نحن الاثنين والان فانخرج من هنا انني لا اشعر بشهية لتناول الفطور .
- ولا انا . اريد فقط ان اغسل يدي .
- هه ... لا ادري لماذا فانت لم تفعلي سوى مصارعة افعى خبيثة .
ضحكت لكلامه بينما ابتسم هو وتنهدت شاعرة بهدوء رائع اسرع هو في توضيب الخيمة واخذت هي تساعده متلهفة للذهاب الى البيت لم يكونا قد وصلا الى حل في امرهما لكن ذلك ولامر ما لم يعد ذا اهمية لم تكن تريد التخلي عنه فقد صارعت افعى لاجله فهى تستحق الشنق اذا ما تركته يذهب بعد ذلك انها ستكسب قلبه باي شكل كان .
***
اخذ ليون يتفحص حاجياتهما بحذر خوفا من افاع اخرى لا يريد ان يخبر كاسي انه من الممكن جدا انهما نصبا خيمتهما بجانب وكر للافاعي فذلك الصوت الذي كانت سمعته تحت الصخرة الليلة الماضية قد ازعجه هل تراه تسرع في التفكير في ان لا ضرر من ذلك ؟ لو كان هذا فعلا لكلفه ثمنا فادحا كان يمكن ان يكلفه حياة كاسي ولم يستطع حتى التفكير في ذلك انه لا يريد سوى ان يخرجها من هذا المكان بسرعة وامان فقد اضطربت امورهما معا على كل حال .
لم يعرف السبب في بكائها عندما حاول الاقتراب منها لم تكن كذلك في الماضي بل كانت تبدو عليها حينذاك السعادة البالغة وهو الذي ترك المنزل وابتعد عنها بعد ان . لم يعد يستطيع احتمال فكرة انها كانت تزوجته لمجرد دفع الثمن وعرفان الجميل لاخذه الاولاد . دفع الثمن ؟
حمل الامتعة ثم اصطحبها الى حيث اسرجا الجوادين راغبا في ان يبعدها عن هذا المكان قدر الامكان وطوال الوقت كان يعيد في دهنه ليس فقط ما كان حدث الليلة السابقة ولكن اشياء كثيرة اخرى مثل مبلغ حبها له في البداية ... تذكر كيف كانت تنظر اليه بعينين متالقتين وابتسامة من الاعماق وكيف كانت تهمس له بانها تحبه . تحبه ... اهذا ممكن ام هي مجرد افكار وتمنيات ؟
اخذ هذا السؤال يجول في ذهنه وهما ينطلقان في طريقهما . لقد تزوجته دون شك بنية تحميله عبء هؤلاء الاولاد منذ البداية لقد كانت مستميتة للقيام بذلك حتى ولو اثار هو استخفافها
لكنها لم تستخف به لو كان ذلك لما مدت يدها تقبض على الافعى كيلا تلدغه انه في الواقع ما كان ليفكر على ان بامكانها فعل ذلك مهما كانت الظروف . انها شاجة لا شك في ذلك ولكن هل الى الحد الذي تقدم فيه على عمل كهذا ؟ ربما كان ذلك لو توفر لها الوقت لان تفعله تدريجيا اما ان تندفع على الفور بذلك الشكل ...؟ لم يستطع ان يعرف بماذا يفكر سوى انها قبضت على تلك الافعى بدلا من ان تدعها تلدغه وانها ما كانت لتشيح بوجهها عنه او تمنحه تلك الابتسامة الزائفة او تبكي لو كانت تظن او تعلم بانه يحبها عندما اخذ يفكر في ذلك . لم يتاكد من انه سبق وقال لها ذلك يوما ما . ربما لو كان فعل لا ختلفت الامور الان لم يكن قد وصل بعد حل حاسم عندما رفعت كاسي يدها مشيرة نحو الشرق قائل – اظن لدينا ضيوف . الامل المفقود
كانوا قد اصبحوا في منتصف الجبل ما لم يجد معه صعوبة في رؤية سحابة من الغبار تنتقل على طول الطريق نحو بيته او يميز السيارة الى تثيرها . ديل ... كان القادمون ديل شقيقه ... وربما والديه ايضا اغمض عينيه لم يكن ثمة مجال لديه للوصول الى المنزل قبل ديل ارتجف وهو يفكر في نوع القصة التي سيحصل عليها ديل من الغلمان حسنا ليس عليه ان يلوم سوى نفسه كان عليه ان يبلغهم الخبر بطريقته الخاصة وذلك منذ وقت طويل لكنه تغاضى عن الامر بدلا من ان يعالجه ويا لها من طريقة يعالج بها رجل ذو اسرة اموره نظر الى كاسي ثم هز راسه معتذرا وهو يقول – حيتان في صباح واحد .
حدقت اليه تقول – ما الذي تتحدث عنه ؟
فتنهد قائلا – ذاك هو شقيقي.
- حسنا علينا ان نسرع اذن لمقابلته .
اوما براسه متجهما ثم سالها – ايمكنك الاسراع على ظهر الجواد ؟
ابتسمت له - ماذا تقول ؟ الست انا الفتاة التي انقذت الثور وصارعت الافعى الخبيثة هل نسيت ؟
اوما براسه ضاحكا ثم انطلق مسرعا وكاسي في اثره كان كل ما يرجوه هو ان تجعل ديل يرتاح لوجودها لان من غير المحتمل ان يكون المشهد جميلا عندما يعرف شقيقه بكل شيء .
وصلا الى فناء المنزل شعر ليون بالارتياح وهو يرى والدته واقفة قرب زاوية شرفة الباب لان ديل سيكون عليه على الاقل ان يضبط اعصابه في وجودها كان راسها منحنيا وهي تستمع الى شيء كان فريدي يقوله لها فريدي اه لا يمكن ان يكون الامر شيئا فقد كانت تضحك ويدها على فمها عند ذلك وقع نظره على ديل وهو يسير بخطوات واسعة عند جانب المنزل وبارت الى جانبه يريه البناء الحديث دون شك كان والده هناك هو ايضا على الشرفة مع لتؤامين فقط نيوت وبيتي لم يكونا موجودين لكنهما لم يتاخرا طويلا اذ خرجا من البيت وكان نيوت يحمل بيتي وذلك في نفس الوقت الذي نزل فيه ليون عن ظهر حصانه .
تقدم يساعد كاسي على النزول ثم نادى التؤامين لكي يتقدما وياخذا الجوادين فاطاعا هذان دون تذمر كعادتهما لاحظ ليون انهما رمقاه بنظرات متوترة وهما يبتعدان بالجوادين لكن لم يكن لديه وقت للتفكير في ما قد يعني ذلك فقد كانت تنتظره عاصفة عليه ان يقاومها اذا امكنه ذلك وهو لن يقوم بذلك في معرض الدفاع الافضل ان يظهر ان كل شيء هو رائع ممتاز .
نادى مرحبا وهو يتجه نحو المنزل – مرحبا كان عليكم ان تخبرونا بقدومكم مقدما لننتظركم هنا للترحيب بكم .
قال والده وهو يتقدم للقائه – لقد خابركم ديل هاتفيا الليلة الماضية في الواقع.
كان نيوت واقفا بجانب ليون فقال له معتدرا – لقد اجاب التؤمان على الهاتف لانني كنت اغسل المواشي .
فهم ليون السبب الذي جعل اهله ياتون لزيارته قبل طلوع النهار اذ لا شك ان التؤامين قد تفؤها بكل ما عندهما .
مجيبين ديل على كل اسئلته بكل صدق الا اذا كانا فكرا بشيء اسوا شعر بكاسي تتقدم لتقف بجانبه لم يكن هناك سوى شيء واحد للعمل – والدتي اقدم اليكما كاسي ... زوجتي .
لم تبد الدهشة على أي منهما واومات كاسي بالتحية – انني سعيدة بمقابلتكما يا سيدتي ويا سيدي.
نظرت الوالدة الى الوالد فقال حسنا انها فتاة جميلة ما كنا لنتوقع اقل من ذلك بالنسبة لهذه الظروف.
شعر ليون بكاسي تجمد في مكانها فالقى عليها نظرة قلقة ثم قال – كان علينا ان نتصل بكم ولكن ... لقد انشغلنا كثيرا بالاولاد وكل ذلك . كان هذا القول منه خطا كبيرا .
قالت والدته برقة – لقد لاحظنا بيتك ممتلئا . الامل المفقود
قالت كاسي بسرعة انهم اشقائي ما عدا الاصغر فهو بيتي ابني.
قال الوالد – يا لها من اسرة جاهزة .
كان ديل قد جاء ليقف معهم فقال – نعم يا ابي انها فرقة تامة كان يشبه ليون كثيرا انما يزيده وزنا بعدة كيلو غرامات وكانت عدة شعيرات بيضاء تلتمع في صدغيه تابع قائلا – ان هذا التصرف هو اسوا ما قمت به في حياتك .
قال ليون – اسمع يا ديل لقد كنا اتفقنا على ان لا نتفق وذلك عندما اشتريت انا هذا المكان ...
- كان عليك ان تبقى في البيت .
- ان هذا هو بيتي وفارغان هو بيتك وهذا هو المناسب حيث انك الاكبر فينا ان بارادايس هي ...
قال ديل – مجموعة رمال وصخور لم يطلب منك احد ان تترك فارغان لاجل هذه .
- انني اعرف هذا لكنني كنت اريد ان يكون لي بيت مستقل وقد حصلت على ذلك وهو مكان رائع مهما كان رايك فيه .
- اظنك فقدت عقلك اذ حملت نفسك مسؤولية مجموعة غلمان وامراة تعرفت اليها من خلال اعلان في مجلة . ما الذي حدث لك ؟ هل فقدت عقلك ؟ ان اعلانك بطلب زوجة يماثل في الحماقة انتقالك الى هنا في وسط ...
- لا تتكلم معه بهذا الشكل .
- لم يعرف ليون من كان اكثر دهشة هو ام ديل فقد كانت كاسي تقف بجانبه وقد تكورت يداها بقبضتين صغيرتين ... نفس اليدين اللتين كانت قبضتا على افعى لكي تحميه نظر اليها وادرك فجاة انها على استعداد لمحاربة أي كان لاجله . وليس هناك سوى سبب واحد لذلك مد يده ليمسك بيد زوجته ولكن هذه هزت راسها وهي تخطو الى الامام مركزة انظارها على ديل مكززة قولها – اياك ان تتكلم معه بهذا الشكل مرة اخرى انك لا تصلح لمسح حذائه فكيف بتحطيمه ؟
- كاسي ...
- لكنها تجاهلته متابعة كلامها لشقيقه – انني لن اصبر على هذا هل سمعت ؟ انه الاروع والاكرم ... ولم يكن هذا ذنبه مطلقا ... انه لم يكن يعلم بان زوجته لن تكون وحدها ولكن هذا هو ليون من بين الرجال كلها .
وضع ليون يده على ذراعها يديرها اليه قائلا – عزيزتي ... لكنها التفتت تحملق في ديل الذي وقف فاغر الفم ذاهلا وهي تتابع متسائلة – هل كنت ستمنح هؤلاء الغلمان بيتا لو كنت مكانه ؟ لا اظن ذلك بل ستخبرني كم انا شريرة اذ احملك هذا العبء اما ان ليس لديهم بيت يضمهم ولا احد يذهبون اليه ... فهذا غير مهم ...
- كاسي ...
صرخت – حسنا ما كان له ان يقول لك مثل هذا الكلام بينما ...
- كاسي انني احبك .
- ولكنك حاولت ان تفعل الافضل لكل شخص فانفقت نقودك التي كنت وفرتها لشراء ارض جديدة ورقدت في ...
تنحنح الوالد بينما اخذ بيتي يثرثر ضاحكا وكان نيوت ينظر بغباء كما كان التؤامان ينظران قال ديل متذمرا – من بين كل الامور ... الامل المفقود
قالت والدته وكاسي في نفس الوقت اقفل فمك يا ديل .
ثم نظرت الواحدة منهما الى الاخرى بدهشة واخذ ليون يضحك لكنه تمالك نفسه بسرعة ليقول – نيوت لماذا لا تاخذ الاولاد الى الداخل .و... تطعمهم او تشغلهم باي شيء .
قالت الوالدة بهدوء – ساجهز انا الافطار وبعد ذلك يمكننا ان نمضي زيارة ممتعه ثم تنظر في المساعدة لبناء الغرفة الاضافية هذه .
القت على ابنها الاكبر نظرة ذات معنى ارتبك هو لها ثم تمتم يقول – حسنا بكل تاكيد فانا لم اقصد القول اننا لن نساعد في ذلك .
قال الوالد – وما فائدة العائلة اذن ؟
قال ليون – شكرا اذا لم يكن لديك من مانع ... فانا اريد ان اقول كلمة لزوجتي ... في المخزن اعتبروا انفسكم في بيتكم وسنعود بسرعة وانتم ايها الغلمان ليكن تصرفكم جيدا .
قالت الوالدة سيكونون على ما يرام وساهتم انا بذلك اما انتما فخذا وقتكما .
القى ليون على والدته نظرة شاكرة تعبر عن السرور وعرفان الجميل ابتسمت له والدته ثم اصطحبت ديل الى الباب .
قال لها – ما الذي يجري هنا ؟ ان تلك المراة ...
قاطعته والدته برزانة – انها تحبه وهذا هو المهم اخذ ليون زوجته كاسي الى المخزن متلهفا الى الانفراد بها ليقول لها كل ما كان عليه ان يقوله منذ البداية .
عندما سارت معه قالت له – لا ادري ما الذي دهاني لقد اصبت فجاة بالجنون.
ابتسم وهو يدفعها نحو المخزن – هذا غير مهم انني اريد فقط ان اخبرك بشيء مرة اخرى انما على انفراد هذه المرة وبهذا اتاكد من انك تسمعينني .
- وما هو ؟
كانا قد وصلا الى المخزن فادخلها مغلقا الباب خلفهما ثم استدار اليها يقول – ما اريد قوله فقط هو انني كنت احمق للغاية . انني احبك يا كاسي وانا اعرف ...
- ليون اه يا ليون انا ايضا احبك دوما كنت احبك ومنذ البداية كيف لا احبك وانت اروع رجل عرفته ؟
قال شاعرا بان قلبه قد كبر وكبر الى حد اذهله – اروع رجل ؟ حتى اروع من جوزيف؟
- من جوزيف ؟ لا ادري فانا لم امضي معه ما يكفي من الوقت لاعرف ذلك او ربما كنت اصغر من ان اعرف كل ما اعرفه انه رغم انه كان طيبا للغاية الا انه لم يجعلني اشعر كما جعلتني انت وهو انني افضل ان اموت اذا انت لم تكن تحبني .
- اه يا كاسي يا حبيبتي هذا ما اشعر انا به نحوك .
- قالت كان ما حدث ذنبي انا فقد كنت اقصد القيام باتفاقية معك عندما اتاكد من اننا متلائمان وهو انني ساتزوجك وذلك مقابل اعالتنا في منزلك لكنني عندما جئت الى هنا رايتك اروع كثيرا مما كنت اتوقع فابتدات احبك عند ذلك خفت من ان اخبرك عن الاولاد خوفا من ان تبتعد عني وهكذا خطرت لي فكرة احضارهم اولا باول رغم انني كنت اعلم بانهم لن يستطيعوا البقاء مع والدي وزوجته لكن ما حدث هو ... الامل المفقود
اكمل كلامها – ان والدك طردهم من بيته قبل ان تجدي مكانا لهم .
- لم استطع اقناعك بشعوري عند ذلك لان الحقيقة كانت هي انني كنت اريد ان اجعلهم يستقرون عندك وذلك منذ البداية ولكنني لم اكن اعلم انني ساحبك لكن الامر حدث بسرعة انني فقط ... لا ادري اظنه الحب من اول نظرة على كل حال .
- قال – نفس ما حدث لي وقد بقيت احدث نفسي بان لا اتسرع وان اتاكد تماما لكن قلبي لم يطعني .
وهكذا كنت اريدك حتى عندما ظننتك اسوا انواع النساء المتامرات فانا لم استطع ان اتركك.
قالت اه لشد ما انا مسرورة لذلك لكنني انا ايضا لم اكن لاقبل بان ادعك تذهب بصرف النظر عما كنت سافعله في هذا السبيل .
- حتى ولو كان ذلك بمقاتلة الافاعي ؟
اتسعت عيناها وجمدت في مكانها ثم قالت – حتى هذا يا له من شيء مضحك عندما كنت انت مجرد مجموعة رسائل وتمنيات ظننت ان بامكاني ان اقدم لك كل شيء في مقابل توفير مسكن لغلماني ولم يكن هذا يبدو سيئا في ذلك الحين ولكن عندما احببتك ...
قال – اعلم ذلك يا حبيبتي
ساد صمت قصير همست بعده – كنت افكر يا ليون بان ننجب طفلا اخر .
تجمد لحظة في مكانه ثم لم يلبث ان قهقه ضاحكا – ولماذا لا يا حبيبتي ؟ وماذا لو زادوا غلاما ايضا ؟
- لقد توقعت منك قول ذلك .
- انني احب الاطفال انني طبعا ساحب ابني وهذا لا يعني انني لا اعتبر غلماننا اولادي .
- غلماننا... ابتسمت وقد كادت تنفجر سعادة وهي تقول – انني اعلم وهذا احد الاسباب التي جعلتني احبك وساحبك على الدوام .
- حسنا اذا كنا سنعمل على انجاب طفل الان فهذا شيء حسن لانه في الخريف سيكون لدينا مكان شاغر في المنزل .
- وكيف ؟
- اجاب ان ابننا الاكبر سيذهب الى الجامعة ولا اريد أي نقاش في هذا فهو بحاجة الى ذلك ويستحقه وانا اريده ان يحصل عليه .
- حدقت فيه طويلا وقد اغرورقت عيناها بدموع الحب وعرفان الجميل والفرح .
الامل المفقود ...
تمت

🎉 لقد انتهيت من قراءة عروس بالبريد-ارلين جايمز 🎉
عروس بالبريد-ارلين جايمزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن