إنهيار.

10.3K 772 59
                                    

على الرغـمِ من كثرة الجميع حولنا،من الايام التي تُعطينا الكثير من الاشخاص،تأخذ منا ما تعلقتَ ارواحنا به،تأخذ شيء لتعطينا الكثير ولكنها لا تعوض مكانه ابداً..

على الرغم اننا نعيش براحة،ولكننا نتمنى لو اننا نطير،او ربما نبقى كما كُنا مُبتسمين في تلك الصور والذكريات التي نحتفظ بها في مُذكراتنا،او في احد الخزانات خوفاً عليها من التلف،حُباً فيها..

نحاول توثيق اللحظات،ونحاول جعل تلك اللحظات لنا بكُل مافيها،لاننا رُبما نعلم اننا لن نعيشها مجدداً،او لن نشعر بالشعور ذاته عِند تكرارها!،فهي نادرة،ولذيذة بشغف غريب.

وقفـت روز بدون كلام،فلا فائدة منه الأن،لكُل لحظاتنا صمت قاتل،لا حل له.
تمسك بيده لتصعد لتلك السيارة،طريق صامت طويل،لا رجعه للخلف ولا تقدم.
توقفت اخيراً امام منزل جاك،لينزل بدون ان يحدثها..
طرقت ذلك الباب لتفتحه والدة جاك..
"أمُي!".

همس وهو يشعر بحرارة دموعه،شعر حقاً بما لم يشعر به سابقاً،وعِندها..وبسبب تلك المشاعر ونبرة صوته علمت السيدة كريستينا ان روز حققت وعدها..وان ابنها عاد لها بما كان سابقاً..

ان ايامها الحلوة بجانبه،وصوته الهادي،طريقة تفكيره وكلامه عادت،وكل شيء في مكانه الصحيح!.
ولكنها لم تعلم ان قلب روز ليس في مكانه،وهناك شيء ليس صحيح،شيء مفقود!.

وعِندما اقتحم ابنُها صدرها بعناق،علمت تماماً انها حصلت على كُل شيء،ولا تريد شيء اخر،ابنها عاد كما كان،بلا لعنات او امراض.

اصبح الجو بارداً بالخارج،المطر بدأ بالهطول،وروز لا تزال صامتةً على عرش المحبة،خرساء!.

"شُكراً لكِ،واسفة جداً على مافعلته انسة روز،اعلم انني لم اثق فيكِ،ولكني كُنت خائفةٌ على ابني بحق".

هزت روز رأسها بدون نُطق،لا تزال خرساء!.
وفي لحظة رفعت نظرها لجاك،ووقعت عيناها على عيناه التي فقدت لونها الأخضر.
وكل شريط ايامها معه يمر امامها،لحظة بلحظة وبغير إنحياد.
ولقد كان مؤلم،جداً مؤلم ان تراه لوحدها،بدون اي احساس.

دخل لمنزله وهو يحمل قلبها معه،وهي بلا مشاعر او قلب
تقف امام تلك الشجرة الضخمه،لقد كانت ضائعة لدرجة التي نسيت امر المطر،وبعدها ابتلت كثيراً نظرت لسماء..
كان كل شيء تغير،ونجمةٌ ليست في مكانها.
انزلت نظرها بعدما سقطت دموعها لترى تلك الفتاة.
أمـانديس!.

كانت في اختلاط مشاعر،انتصارها على أمانديس وشفاء جاك في جانب،ومشاعرها تجاهه في جانب اخر.

تقدمت أمانديس اليها،وهي لا تتحرك حتى،كانت تشعر بالبرودة،بالملل وبالشعور الذي يقول"لا اهتم للعنة حولي".
فهي خسرت ماكانت حقاً تحافظ عليه..
شعرت بـأصابع امانديس تبعد خصلات شعرها عن وجهها..
"لقد اخبرتكِ..ان لا شيء يمر كما تريدين،ولن تحصلين على ما تتمنين،هذه الحياة،وهذا ثمنُ تدخلك"..

ولقد اختفت بعدما ابتسمت لها بشفقه..

لتذهب روز لسيارتها بدون اي ردة فعل،الا ذلك الحريق بداخلها.
وصلت لمنزلها لترمي بذلك المصعد وتسقط جسدها على السرير،حدث الكثير من الاشياء اليوم.
ولكنها لم تنهار للأن،بالرغم من كثرتها على قلبها.

رفعت نظرها لترى ورقة شجر على ذلك الرف،لتتذكر عندما اخذها لذلك المكان.

ولقد جعلها هذا الشيء تنهار اخيراً..
لقد سقطت.

جـنونٌ عـاقل.|مُكـتملة.Where stories live. Discover now