❀الكوب السابع❀ :| إِحلُم بِي حُلماً صَغيراً

167 24 13
                                    

الصمت كان يرنو بخفة كما هي اصوات العدم، وانحدر الدم الى الاسفل بقوة حتى لا يكاد يكون دماء على راسي،

فاجأئني الامر ووَّلد داخلي شعوراً مؤلم، كان كل شيء متقن، ابتسامتها، نبرة صوتها، وملامحها الهادئة، كل ذلك الوقت لم اشك بشيء، ياترى لما ذلك ؟ اعتقد انها خائفة من ردة فعلي، وهذا هو الخيار الارجح، اناقش عقلي المطرب حتى اخفف من روعي،

ولكن كنت اشعر بشبح الغيرة بدأ يتلبسني، كان ثقيلاً ، وغليظاً، يتشعب داخلي ببطء، فبعد ان لامست مقلاتي « لورينزو » وهو يتحدث معها بتلك الشاكلة وبكل سلاسة،

الغضب اخذ نصيبه مني، وشيء من الحسد والحقد خالجني، لم اضع اهتمامي لتلك التفاصيل والفروقات يوماً، ولكن الان اجد لها مكان في تفكيري، لقد كانت لحظات طويلة، تصيبني بالاختناق والحيرة،

ما اراه امامي هو رجل غني، وسيم، اشقر، ولديه نفوذ، كل كلمة تخرج من فمه تُشعرك بهيمنته، هذه صفات افَتَّقِرها انا دانيال البسيط، المتلعثم، والمتردد دوماً في قراراته

بينما كان جلوسهُ بقربها لهُ هالةٌ من نوع آخر، كانهما لا ينتميان الى هنا، مثل حلوى الكانليه الفرنسية امام البسكويت المحلى، وكانت فيفيان التي بجانبه ليست فيفيان التي اعرفها

وجَّهَتُ نظراتٍ متسائلة ومحتارة اليها، كانت تحدق نحو الاسفل لترفع بصرها اللي وترتسم في مقلتيها كلمة " الرحيل "

وهو مافعلت بعد ان رمقتها متفهماً، بت اتنقل بين الطاولات والمقاعد، ووسط الطلبات والاوامر، كنت امسح واُلمع المنضدة التي بالقرب منهم،

◦◆◦✿◦◆◦

لأسمع ضحكةً ساخرة تصدر من اتِجاهِه، يضع رِجلاً على اخرى، ويشبك كلتا يداه بغرور حيث تَسربت اللي بعض كلماته قائلاً:

- فيفيانة لما تترددين الى هذا المقهى ؟ هناك اماكن افضل
وارقى، تليق بك وبمكانتك .

اجابته وقد اعتلها الغضب بنبرة كانت تميل للهدوء:

- لا اذكر باني سألتك عن رايك يا لورينزو، وفي النهاية المسألة اذواق، فلو لا اختلاف الاذواق لبارت السلع، اذا كنت ترى بأن هذا المقهى لا يعجبك فلترحل، انا اعتدت ان ااتي الي هنا كل يوم ومجئك لن يغير شيء .

انقلب لونهُ وحمرت خدوده بإستياء، اعتدل « لورينزو » في جلسته وصوب نظره اليها قائلاً بحنق:

- مابالكِ تتحدثين بهذه الطريقة الوقحة ؟! لقد تركت كل شيء كي اراكِ اليوم، وهذا جزائي ؟

موسم شاي المساءWhere stories live. Discover now