14

12K 496 138
                                    

.
.

كنت أقدر أحس بالبرد اللي تحس فيه لوحتي وهي فارغه..
بحثت كثير عن الهام ، وعن شي يستحق ينرسم
بما ان مصدر الهامي الوحيد في المانيا ..

غطيت اللوحه بقطعة قماش ، وعدتها اني لما أرجع بلقى لها شيء يستحقها.. وطلعت من المرسم

من أيام كنت أحاول أوصل لنورة ، انقطعت كل وسيلة تواصل فيها .. مجرد ما وصلت المانيا قفلت حساباتها في كل مكان
و الغت رقمها .. هالشي خلاني اضطر اسال أمي اذا تقدر تتواصل مع عبدالعزيز
كان ردها : وش أبغى فيه عشان أتواصل معه؟

شكيت في أمي ، ممكن تكون أجبرت نورة تسافر ..
قلت : تعرفين ليه نورة سافرت؟
: وش بيعرفني!

سألت نفسي الى اي مدى هي تفكرني غبيه عشان أصدق انها ما تعرف .. كل شي يفضح كذبها ، نظراتها و عصبيتها من كوب القهوه لما انكبت منه نقطه..
قامت من جنبي ، واسترخيت على الكنب وانا أفكر ليه نورة اختفت .. مو مجرد سفره عاديه
هذا اختفاء!

خفت ان قلقي من تصرفها يخلق بقلبي شك فيها ، خفت من الافكار السيئه عنها اللي تنخر في عقلي ..

مرعبه فكرة انها كانت معي عشان سالفة التبرع..
عرفتها من ثلاث سنين ، وهو الوقت اللي مرض عبدالعزيز فيه
وفجاه قررت تسافر بعد ما انتهى التبرع!

لكن كانت تحاول تمنعني أتبرع ! .. حاولت ابعد من عقلي فكرة انها كانت تمثل خوفها عشان ما أشك..

أنا أحاول بكل جهدي أمنع ان صورتها تهتز بعيني
لكنها في كل تصرف سوته تصعب علي هذا الشي..

دارت عيوني في المكان اللي كان مزدحم ، بسبب ان اليوم سبت .. والكل يجتمع في البيت الكبير
حاولت اشتت أفكاري بتأمل وجيههم .. اللي كانت منظر كئيب بالنسبه لي..

طاحت عيني على خلود ، ابتسمت لي .. لكني شلت عيني عنها ، وأعتقد هالتصرف بيخليها تظن اني متضايقه منها
لكنها ماتعرف اني أحاول اخبي تأثير سحر ابتسامتها علي..
وماتعرف عن الالف رغبه بداخلي اني أرجع أتاملها..

جت وجلست جنبي ..
قالت : شفيك؟
: ولاشي ، ملل بس..
: ملل؟
: ايوه..
: أنتي تكرهين عايلتك.. بس ماتبينين هذا الشي عشان ماتحسين انك كريهه
ناظرتها باستغراب من كمية الصدق في اللي قالته..
قلت : تتكلمين بثقه
: ايه ، لاني من عايلتك..
: للاسف يعني
ابتسمت : للاسف اما تكون اعتراف انك تكرهينهم ، أو تكرهيني!
: وليش مو الاثنين ؟
ضحكت على تقويسة شفايفها المصطنعه ..
قلت : أمزح ، أنا احب عايلتي تعرفين ليش؟
هزت راسها : لان نورة منهم ..
فاجأني جوابها ، ماكانت نورة على بالي ..
كنت بقول " لانك منهم " .. لكن تركتها تفكر كذا.. و ما صححت لها
قلت : لان نورة منهم..

ما قدرت أتخلص من حب خلود اللي كل يوم يزيد بداخلي ..
مهما حاولت أخلق بيننا مسافه ، مهما خليت الايام تمر بدون ما أكلمها .. الا انه يزيد ماينقص
أحبها ، حتى وانا ما أعرف عنها شي..

حاولت خلود تصحيني من هذياني لما قالت
: هيي سبأ!
انتبهت ليدها اللي كانت تلوح قدام وجهي
قلت : ايش ؟
: تعالي معي بيتنا ، بعطيك شي
ماتركت لي مجال أتكلم ، مسكت يدي وسحبتني معها..

دخلت غرفتها لاول مره .. دايم كنت ارفض اجي عندها..
غرفه بسيطه لكن جميله ، تعكس خلود ..
ماطولت تأمل فيها كثير ، قالت خلود ومدت يدها لي
: خوذي ، هذي من نورة
حطته بيدي ، وقف شعر جسمي لما شفت اسوارة نورة!
قلت : وش جاب هذي لك؟
: هي طلبت مني اعطيك ..وعلمتني وش التاريخ بعد
: ايش هو؟
بانت ابتسامتها لاندفاعي بالسؤال .. اللي نادر تشوفه
قالت : بشويش لاتموتين
: خلود تكلمي!
: اليوم اللي عرفتك فيه..
توهمت اني سمعت خطأ : ايش؟
: اليوم اللي عرفتك نوره فيه هو التاريخ على الاسواره
وقف مخي عن التفكير : وش يعني؟
: يعني تحبك!

تذكرت اول مره شفت نورة ، مستحيل انسى اي شي يخص هذا التاريخ المشؤوم .. شفتها بتاريخ 6/12 ، جابتني امي لها ..
ظليت اناظر خلود بعدم استيعاب للي تقوله ، شعوري متلخبط .. ظنيته شي كبير بالنسبه لها ، أكبر من مجرد معرفتي!
مهما كان ، نوره تحبني .. أظن وأخيراً هذا التاريخ ابتسم لي..

قلت : ليه عطتك انتي مو انا ؟
: عطتني قبل تروح بيوم ، ماكانت تبي تشوفك عشان ماتردينها عن السفر..
رفعت الاسوارة و شميتها ، ثم عقدت حواجبي وقلت
: راحت ريحتها منها ، ليه تو تعطيني!
حكت رقبتها من ورى وقالت : نسيت ، أسفه
مارديت ، كنت احاول البسها لكن ماقدرت اسكرها
مسكت يدي خلود ، قالت وهي تسكرها
: قلتلك ان نورة تحبك..

كانت عظيمه هذي اللحظة ، ماهدأ قلبي لما كان الكلام عن حب نورة لي ، و يد خلود على يدي..

ما الوم امي لما أخذتني لدكتورة نفسانيه .. مين يحب شخصين بوقت واحد؟
أعتقد هالثنتين بيتسببون لي بانفصام شخصيه يوم من الايام ..

أعطتني خلود ورقه و قلم ، وطلبت مني ارسمها ..
قلت : خل نروح مرسمي ، أرسمك هناك أحسن
: طيب

دخلنا المرسم وطلبت منها تجلس ورى اللوحه ، شلت القماش عن لوحتي وانا ابتسم
همست لها : شفتي؟ قلتلك بجيب لك شي يستحقك
رفعت عيوني لخلود ، اختفت ابتسامتي لما شفتها تناظرني باستغراب
قالت : قولي لي انك ماكنتي تتكلمين مع اللوحه!
ضحكت : ايه ، قطعتي كلامنا
: يا رب ترد عليك وتلخمك
ابتسمت : يا رب ..

بعد ساعه بعدت عن اللوحه ، شعور رهيب اجتاحني لما وصلت لشفايفها .. كنت احاول امسك نفسي ما أبوسهم في اللوحه وانا ارسمهم!
ناظرت خلود ، اللي كانت تلعب بجوالها ومو لمي ..
ابتسمت وانا اتخيل ردة فعلها لو شافتني أبوس اللوحه بعد ماكنت أكلمها ..

رفعت جوالي وصورتها .. ثم قلت
: خلود ، ترى صورتك
: ليه؟
: لان باقي ماخلصت و يبي لها وقت طويل .. بكملها بعدين من الصوره ..
قامت وكانت بتجي تشوف اللي رسمته ، لكني غطيته بالقماش قبل توصل
قلت : لا! ، ممنوع .. اذا خلصت تشوفينها
عبست : طيب ..

من فترة طويله جداً ما رسمت شخص غير نوره
أعتقد صار عندي مصدر الهام ثاني ..
وهذي المره ما راح أخليه يروح ويترك لوحاتي تبرد..

إنتهى

سبأ Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang